واشنطن ـ رولا عيسى
أعلن متحدث باسم البيت الأبيض، أنَّ الرئيس الأميركي باراك أوباما سيلتقي خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود في البيت الأبيض الأربعاء المقبل، قبل قمة كامب ديفيد الموسعة مع زعماء دول مجلس التعاون الخليجي.
وأوضح المتحدث إريك شولتز للصحافيين المسافرين مع الرئيس أوباما على طائرة الرئاسة، أنَّ أوباما والملك سلمان "سيواصلان مشاوراتهما بخصوص نطاق واسع من القضايا الإقليمية والثنائية".
وكشفت مصادر مطلعة، عشية وصول قادة دول مجلس التعاون الخليجي إلى واشنطن الأسبوع الجاري، للمشاركة في قمة تاريخية مع الرئيس الأميركي باراك أوباما، أنَّ مسودة البيان الختامي للقمة تُركِّز على إنشاء ترسانة دفاعية للخليج، ورفض زعزعة إيران الاستقرار الإقليمي، وقبول اتفاق يمنع طهران من تطوير سلاح نووي، وتقوية المعارضة السورية، وتأكيد فقدان الرئيس السوري بشار الأسد شرعيته وتبنّي مبادرة مجلس التعاون أساسًا للحل في اليمن.
وأكدت المصادر أنَّ مسودة البيان الختامي للقمة التي ستُعقد الأربعاء والخميس المقبلين في البيت الأبيض وكامب ديفيد تباعًا، أنجزت بعد شهر ونصف من التحضيرات والاجتماعات، التي كان آخرها لقاء وزير الخارجية الأميركي جون كيري وزراء خارجية دول مجلس التعاون الخليجي في باريس أول من أمس.
وتشدّد المسودة على دعم هيكلية أمنية دفاعية لمجلس التعاون والإفساح في المجال لمبيعات أسلحة وتسريع تسليمها بإجراءات يتّخذها الرئيس أوباما، وتشمل هذه الأسلحة منظومة "باتريوت" الصاروخية وصواريخ "ثاد" التي تصنعها شركة "لوكهيد مارتن".
كما سيتعهّد البيان الختامي، وفق المسودّة الأولى، بإطلاق برنامج تدريبات عسكرية وتعزيز الحماية البحرية في مياه الخليج فورًا بعد القمة.
وعلى الصعيد السياسي، سيقرّ البيان الختامي بأنَّ المجتمعين يرون في التوصل إلى اتفاق شامل مع إيران قابل للتحقُّق من صدقيتها في ما يتعلق ببرنامجها النووي مصلحة مشتركة لدول مجلس التعاون الخليجي وللولايات المتحدة.
وركّزت إدارة أوباما على هذا البند لنيل دعم دولي خلال القمة لمفاوضاتها النووية مع طهران قبل مهلة إنجاز الاتفاق الشامل في 30 حزيران/ يونيو المقبل.
وفي المسودّة خطّان متوازيان، إذ يتعهّد البيان بالعمل على التصدي لتصرُّف إيران المُزعزع لاستقرار المنطقة، ويشير كذلك إلى الانفتاح وتطبيع العلاقة مع إيران في حال توقّفت عن تهديد أمن المنطقة وسلامها.
كما سيتطرّق البيان إلى ثلاثة ملفات إقليمية، هي محاربة التطرف من خلال المسار العسكري المتمثل بضربات جوية في سورية والعراق، ومن خلال تعزيز الإجراءات لمحاربة تمويل التطرف، وتعزيز شبكة الاتصالات داخل مجلس التعاون، والتبادل الاستخباراتي مع واشنطن، وتحسين تكنولوجيا المطارات لهذا الهدف.
وستؤكِّد الإدارة الأميركية ودول الخليج في القمة أنَّ الرئيس الأسد فَقَدَ كامل شرعيته ولا دور له في مستقبل سورية، وسيدعو البيان إلى عملية انتقال شاملة في سورية تحفظ حقوق الأقليات وتضمن تقوية المعارضة المعتدلة، كما يحظى اليمن بشِقٍّ خاص في البيان، بتأكيد تبنّي مبادرة مجلس التعاون الخليجي وقرارات الأمم المتحدة كأساس للحل.
وسيستقبل الرئيس الأميركي قادة دول الخليج في البيت الأبيض الأربعاء للبحث في تعزيز الشراكة والتعاون الأمني، أما اليوم الثاني للقمة فسيكون في كامب ديفيد للبحث في قرارات وإصدار البيان الختامي.