الدار البيضاء - حاتم قسيمي
تضامَنَ سكان قرية فرنسية صغيرة ضواحي مدينة "بايموفيل" شمال فرنسا، بالإجماع، في سابقة من نوعها، تضامنهم المطلق مع المهاجر المغربي الشاب حسن، الذي يعمل مساعد بقال، والذي ألفوا التعامل معه لسنين طوال، بعدما تقرّر طرده من فرنسا، عقب منح الشرطة الفرنسية إياه مدة 15 يومًا كحد أقصى لترك البلاد، في حين أبدى صاحب المحل الذي يعمل فيه استعداده الكامل للتكفل بكل المصاريف التي من الممكن أن تُسوّي وضعية حسن القانونية للبقاء في فرنسا.
وأمضى المغربي حسن عبو 9 سنوات متتالية في الديار الفرنسية من دون أي وثائق رسمية أو تصريح بالإقامة، وكان حسن طوال المدة التي قضاها كمهاجر غير شرعي يعمل في أحد محلات البقالة في القرية الصغيرة شمال فرنسا، غير أن حسن عمل طيلة السنوات التسع من دون وضعية قانونية أو عقد عمل موقّع يضمن له حقوقه، ويُخوِّل له الحصول على وثائق الإقامة الشرعية في فرنسا، ليقع ذات يوم بين يدي رجال الشرطة الذين كانوا في دورية مراقبة، ليكتشفوا أن الشاب المغربي حسن عبو مقيم غير شرعي في الديار الفرنسية، مما دفع السلطات المختصة إلى منحه مدة 15 يومًا كحد أقصى لمغادرة الأراضي الفرنسية والرجوع إلى وطنه الأم المغرب.
وكلَّف المتضامنون مع الشاب المغربي الخلوق محاميًا للدفاع عنه أمام السلطات، ومباشرة الإجراءات القانونية من أجل استخراج بطاقة الإقامة الشرعية لحسن حتى يتمكن من البقاء في فرنسا، ويستأنف عمله في محل البقالة الذي أمضى فيه 9 سنوات وهي المدة الطويلة التي كانت كفيلة بكسب حبّ السكان الذين تعاطفوا مع حسن، وتمسكوا به، ودافعوا عنه في وقت الشدة.