الدارالبيضاء - حاتم قسيمي
احتضنت مالابو، عاصمة غينيا الاستوائية، القمة 23 للاتحاد الأفريقي، التي شهدت مشاركة عدد من رؤساء الدول الأفريقية، ومنهم الرئيس التونسي، منصف المرزوقي، والمصري عبدالفتاح السيسي، حيث ناقشت مواضيع متعددة مرتبطة بالسلم في القارة السمراء، مثل: تشكيل قوة تدخل سريع لحل النزاعات، وكذلك موضوع التعذيب، وكيفية منح القارة حضورًا في الساحة الدولية.
وعلاقة بهذا الحضور الدولي، تناولت القمة نزاع الصحراء، ومن ضمن القرارات المفاجئة المتخذة، تعيين مبعوث خاص للاتحاد الأفريقي في نزاع الصحراء، وهو الرئيس السابق لموزامبيق، جواكين شيسانو، أحد مؤيدي البوليساريو تاريخيًّا.
وأكَّد قرار الاتحاد الأفريقي، على "اهتمام هذا التجمع بمستقبل نزاع الصحراء، والدور الذي يرغب القيام به انطلاقًا من كون النزاع هو نزاع أفريقي".
وكان المبعوث الشخصي للأمين العام للأمم المتحدة، كريستوفر روس، عمل على جعل الاتحاد الأفريقي ينخرط في المشاركة في البحث عن حل للنزاع.
ويتحفظ المغرب على أي دور للاتحاد الأفريقي انطلاقًا من أنه طرف في النزاع، بسبب اعترافه بما يسمى "الجمهورية العربية الصحراوية الديمقراطية"، وهذا من أسباب الخلاف مع كريستوفر روس.
وأكَّد محللون في الشأن الأفريقي، أن "قمة الاتحاد الأفريقي التي جرت في دولة صديقة للمغرب، وهي غينيا الاستوائية تُؤكِّد على ضعف السياسة الأفريقية للمغرب، إذ لم تعارض أية دولة ضمن الدول التي تعتبر حليفة للمغرب المصادقة على مبعوث خاص، ولاسيما وأنه يميل إلى "البوليساريو".
وفي الوقت ذاته، فتلك التطورات السلبية للمغرب في نزاع الصحراء الصادرة عن الاتحاد الأفريقي تحدث في وقت ترأس فيه موريتانيا الجارة الجنوبية هذا الاتحاد، وكانت مصادر إعلامية مغربية، كتبت؛ أن رئاسة موريتانيا للاتحاد الأفريقي بفضل دعم جزائري قوي، سيصب في صالح "البوليساريو" لتزامنه ورغبة الاتحاد الأفريقي في لعب دور في نزاع الصحراء، وهو الأمر الذي سيسبب في توتر بين نواكشوط والرباط.