لندن ـ كاتيا حداد
أفرغ المتجر العملاق "سينسبري"، القسم المُخصًص للطعام اليهودي "كوشير"، تجنباً لهجوم المحتجين المناهضين للاحتلال الإسرائيلي. وأزيلت اللحوم والجبن في فرع المتجر في هولبورن، وسط لندن، الذي شهد تجمهر المتظاهرين الداعين إلى مقاطعة البضائع الإسرائيلية.
وأثار النشطاء المناهضين لإسرائيل الفوضى في فرغ "تيسكو" في برمنغهام، عندما خرجت تظاهرة عن نطاق السيطرة الأمنية.
وأخذ الممثل كولين أبليبى صورة للرف الفارغ، ما أثار غضب الكثيرين على شبكة "الإنترنت" بسبب رضوخ هذه المتاجر لمطالب المحتجين، مشيرين إلى أن السلع لم تكن كلها من إسرائيل، بل جاءت من بريطانيا وبولندا.
وذكر أبليبى، أن أحد الموظفين دافع عن القرار بقوله "نحن ندعم الحرية لغزة". وأضاف "عندما أشرت أنه ينبغي التمييز بين إسرائيل والسلع اليهودية، ابتعد الموظف بعيداً".
وأثارت هذه الخطوة اتهامات واسعة من مستخدمي الإنترنت لمعاداة المتجر للسامية، على الرغم من معرفة أن عائلة "سينسبري" يهودية النسب والتي يعود تاريخها إلى القرن التاسع عشر.
وقام أحد مستخدمي الفيسبوك، ويُدعى جيفن بلاتمان، بعمل شكوى رسمية عن الواقعة، والتي تمت على بعد نصف ميل من مقر الشركة فى ساحة هولبورن في لندن.
وكتب المستخدم إلى "سينسبري" "أفترض أنك ربما تعتقد أن المواد الغذائية اليهودية تُنتج فى دول أخرى غير إسرائيل، فأنت لم تنشر بيانًا سياسيًا ضد إسرائيل، بل استهدفت مجموعة على أساس العرق، وهم اليهود".
وأضاف "أنا كيهودي أشعر بأن ذلك هجوم ضدنا، وبطبيعة الحال فأنا ضد مقتل الأطفال الأبرياء فى غزة، فلماذا تضطهدني بحرماني من حقي فى شراء طعام (الكوشير). أفترض أيضاً أنك تزيل الأطعمة الحلال، احتجاجاً على انتهاكات جماعة (داعش) ضد ذبح اليزيديين".
وبعد هذا الجدل المُثار حول الواقعة، عرض أبليبى صورة للمتجر عندما أزيلت المواد الغذائية السبت، وصورة أخرى بعد إعادتها الأحد، مؤكداً أن الموظف الذي قام بذلك "تلقى عقاباً مناسباً".
واعتبر البعض أن تلك الواقعة، تأتى فى سياق الهجمات المعادية للسامية، حيث شهدت بريطانيا تموز/ يوليو، ثاني أعلى نسبة لحوادث معاداة السامية مقارنة منذ عام 1984، وذلك طبقاً لما ذكرته منظمة "المجتمع اليهودي".
وسجًل صندوق الأمن الاجتماعي 200 واقعة فى تموز/يوليو، مشيراً إلى أن الارتفاع الكبير منذ بدء الصراع فى غزة. وبلغت عدد وقائع معاداة السامية، خلال الستة أشهر الأولى من عام 2014، نحو 304 حالات، بزيادة 36% عن الفترة ذاتها خلال العام الماضي.
والتقى وزير الحكومة المحلية والمجتمعات، ستيفن وليامز، مدراء الصندوق الأربعاء، لمناقشة أسباب ارتفاع تلك الوقائع، موضحًا أنه يجب المحافظة على القيم البريطانية القائمة على التفاهم والاحترام المتبادل فى مواجهة الأحداث المؤسفة فى غزة وإسرائيل وسورية والعراق.
ويُذكر أن المحتجين المؤيدين لفلسطين في بريطانيا، حثوا أنصارهم لفترة طويلة على مقاطعة السلع الإسرائيلية لإرسال رسالة إلى إسرائيل ضد حصارها على غزة.
وبيّن موظف داخل متجر "تيسكو"، الذي يبيع الفاكهة، والفلفل والبطاطس والأعشاب من إسرائيل، إلى جانب بعض السلع الأخرى ذات الماركات العالمية. "نحن نفعل ذلك تماشياً مع موقف الحكومة بشأن التجارة مع إسرائيل، ونضع على كل منتج البلد المنشأ في وضوح، بحيث يكون للعملاء الحق في اختيار السلع التي يرغبون فى شرائها".
وفى إطار دفاع "سينسبري" عن قراره، أوضح المتحدث باسمه، أنه لا دليل على تعليق أحد الموظفين عن "حرية غزة"، والقرار الذي تم اتخاذه بإزالة الطعام بدلاً من إتلافه.
وأضاف المتحدث "القرار صدر من المدير، وهذه ليست سياسة الشركة على الإطلاق، ونحن لسنا منظمة سياسية". ودافع عن القرار قائلاً "إنه تم إزالة بعض الأطعمة كإجراء احتياطي فى تظاهرات مشابهة تم تنظيمها بالقرب من بعض المتاجر، حتى لا يلحق المحتجون الضرر بها".