الجزائر ـ سميرة عوام
شهدت الصراعات الداخلية بين الأمين العام لجبهة "التحرير الوطني" عمار سعداني وغريمه عبدالرحمن بلعياط، انحرافًا عن مسارها الحقيقي، حيث بلغت الأزمة مرحلة خطيرة الأمر الذي يؤشر إلى احتدام الصراع السياسي داخل بيت "الأفلان" بداية من شهر آب/أغسطس الجاري بشأن من سيقود الحزب لما تبقى من فترة تسبق المؤتمر العاشر للحزب المبرمج مبدئيًا خلال الثلاثي الأول من عام 2015، ولاحتواء الفوضى والانفلات السياسي.
وبرمج سعداني، بداية التحضيرات الفعلية للمؤتمر العاشر للحزب في أيلول/سبتمبر المقبل، وفي نيته تنصيب لجنة وطنية ولجان ولائية تتولى العملية على المستويين المركزي والجهوي، وقبلها عاد أفلان بليعاط، من جانبه، كي يجدد عزمه على تنحية سعداني من الأمانة العامة، ويستخلفه بأمين عام يرجح أنه عبد العزيز بلخادم.
وعول بليعاط، على ما أكد أنه مسعى الرئيس الجزائري عبدالعزيز بوتفليقة نفسه في انتخاب أمين عام عن طريق الصندوق، وهو التصريح الذي صدر أيضًا قبلها عن عبد العزير بلخادم، عندما ذكر أن الرئيس أمر بعقد دورة للجنة المركزية من أجل انتخاب أمين عام جديد، في حين أظهر سعداني عدم مبالاته بذلك معتقدًا أنه مجرد إدعاءات حرب إعلامية مسلطة ضده لأجل تقوية مساعي تنحيته.
ويرتقب ما أنّ سينجح خصوم سعداني في عقد دورة استثنائية للجنة المركزية خلال آب الجاري، ليتسنى لـ "الأفلان" بعدها معرفة ما إذا كان مسلسل الصراع الداخلي قد انتهى بانتخاب أمين عام جديد عن الطريق الصندوق، أو أن ذلك لن يوقفه وربما تغذيه مشاكل حزبية أخرى.
وتجدر الإشارة إلى أن بوتفليقة قد طالب بتعزيز الاستقرار الداخلي في أفلان الجزائر لأنه يستمد مبادئه من الثورة "النوفمبرية" بعيدًا عن الصراعات التي لا أساس لها.