الرباط ـ علي عبد اللطيف
أثارت حادثة السير التي حدثت في محافظة طانطان جنوب المغرب والتي أودت بحياة 34 من القتلى أغلبهم من الأطفال، جدلًا وصخبًا سياسيين كبيرين في مجلس النواب، الثلاثاء، بين الأغلبية والحكومة من جهة والمعارضة من جهة ثانية.
ففي الوقت الذي اتهمت المعارضة الحكومة بأنها هي التي تتحمل المسؤولية المعنوية في الحادث، نأت الوزارة المكلفة بالنقل بنفسها عن الحادث وأشارت إلى أن التحقيقات الأولية تشير إلى أن الحافلة كانت سليمة من الناحية التقنية، ولم يحدث بها أي عطب.
وأضاف الوزير المكلف بالنقل، محمد نجيب بوليف إن الحافلة التي اصطدمت بشاحنة لنقل البضائع كانت حالتها جيدة من الناحية الميكانيكية، خاصة أنها بدأت العمل في ميدان النقل منذ حوالي العامين فقط، الأمر الذي ينفي عنها كونها حالتها مهترئة من الناحية التقنية، نافيا بذلك أن تكون للوزارة مسؤولية على الحادث.
وتحدث الوزير بوليف بكلام خطير مبينًا أن الحادثة أكثر من حادثة سير، ملمحًا إلى أن حافلة النقل احترقت بطريقة تثير الاستغراب، بحيث احترقت بالكامل في ظرف وجيز جدًا، مما تعذر معه نجاة الأطفال الذين احترقوا.
وأشار برلمانيًا آخر، ينتمي إلى حزب "العدالة والتنمية الحاكم"، سالم البيهي، إلى أن الحادث ليس عاديًا، وشدد على أنّ شهود عيان أكدوا أنّ انفجار الحافلة واحتراقها كان بسبب وجود مواد للمحروقات القابلة للاشتعال بسرعة، وهو ما يرجح احتمال أن الشاحنة التي اصطدمت مع الحافلة كانت محملة بمواد للمحروقات مهربة، بطريقة غير شرعية، وهو ما يؤكد هذه الرواية حسب ذات البرلماني هو أنّ الحافلة اشتعلت فيها النار بسرعة فائقة بالإضافة إلى أن الحافلة لم تنقلب بل احترقت وهي مثبتة في مكانها.
من جانبه، نبه البرلماني عن حزب "الاستقلال" المعارض، عادل بن حمزة، الحكومة إلى ضرورة حماية المغاربة من انفجار الحافلات، مشيرًا إلى أن انفجار هذه الحافلة يؤكد أنّ المواطنين يسافرون في حافلات عبارة عن قنابل موقوتة.
بدوره طالب رئيس كتلة العدالة والتنمية في مجلس النواب عبد الله بووانو بتسريع إعلان نتائج التحقيق حول فاجعة طانطان، مشددًا على ضرورة الكشف عن نتائج التحقيق الذي أُجري حول الحادثة ليطمئن الشعب المغربي.
وأفاد وزير التجهيز والنقل واللوجستيك، عزيز رباح، بأن الطريق التي وقعت فيها حادثة السير مؤخرًا في طان طان ليست سيئة، بل توجد في حالة جيدة. وذكر أنه خلال مدة خمسة أعوام مضت لم يعرف هذا المقطع الذي وقعت فيه الحادثة إلا حادث واحد.