الدار البيضاء - محمد خالد
ذبح المنتخب اليوناني نظيره الإيفواري في مباراة مجنونة جمعت بينهما الثلاثاء بعد أن فاز عليه بهدفين لهدف، في الوقت القاتل، ليضمن بذلك تأهله للدور الموالي لمواجهة كوستاريكا.
فيما فوت الجيل الذهبي للكوت ديفوار فرصة تاريخية لتحقيق أبرز إنجاز في مساره وودع النهائيات من الباب الصغير وسط حسرة وبكاء للاعبين الإيفواريين، وفرحة لا توصف للاعبي اليونان وجماهيرهم.
ولم تشهد الدقائق الأولى من المواجهة اندفاعا كبيرا من طرف المنتخبين، رغم أفضلية نسبية للمنتخب اليوناني الذي مارس ضغطا في نصف ملعب المنتخب الإيفواري، أملا في افتتاح حصة التسجيل، لكن دون أن تكون هناك هجمات خطيرة على مرمى المنتخبين.
وفي الدقيقة 11 تلقى المنتخب اليوناني ضربة موجعة بإصابة لاعبيه غريماس على مستوى الركبة، حيث لم يتمكن من إكمال المباراة وتم تغييره باللاعب ساماريس.
وتوالت دقائق الشوط الأول دون خطورة على مرمى المنتخبين في ظل صراع تاكتيكي كبير، بين المدربين لاموشي وسانتوس.
وتلقى المنتخب اليوناني ضربة أخرى بإصابة حارسه الأساسي كارنيزيس على مستوى الظهر، ما اضطره هو الآخر إلى مغادرة الملعب في حدود الدقيقة 24، وتم تعويضه بزميله غليكوس.
وشهدت الدقيقة 32 أخطر محاولة في المباراة وكانت لصالح المنتخب اليوناني عن طريق اللاعب هولبياس الذي تلقى تمريرة من سامراس، وتسرب من الجهة اليمنى للدفاع الإيفواري قبل أن يسدد كرة قوية ارتطمت بالعارضة.
بعدها بدقيقتين عاد الهجوم اليوناني لاختبار قدرات حارس الكوت ديفوار باري، من خلال تسديدة للاعب كارغونيس من ضربة خطأ أنقذها الحارس الإيفواري.
وفي الدقيقة 37 أشهر الحكم فيرا كارلوس أول بطاقة صفراء في المباراة وكانت من نصيب النجم دروغبا بعد تدخل عنيف في حق اللاعب ساميريس.
وبداية من الدقيقة 39 صعد المنتخب الإيفواري إلى الهجوم وضغط بقوة في وقت تراجع فيه اليونانيون، الذين خطفوا كرة من اللاعب شيخ تيوتي، عن طريق اللاعب سامراس الذي مرر في اتجاه زميله ساميريس الذي وجد نفسه وجها لوجه مع الحارس باري، ونجح في افتتاح حصة التسجيل وسط حسرة ومعاتبة للاعب مرتكب الخطأ الفادح في الدفاع الإيفواري. وانتهى الشوط الأول على إيقاع هذا تقدم اليونانيين بهدف دون رد .
وفي الشوط الثاني بدأ المنتخب الإيفواري ضاغطا على أمل إدراك التعادل الذي سيمنحه بطاقة التأهل للدور الموالي لأول مرة في تاريخه، في حين اعتمد المنتخب اليوناني على تدعيم خطوطه الخلفية مع اعتماد الهجمات المرتدة الخطيرة.
ولم يمهل اليونانيون منافسيهم سوى دقيقتين قبل أول هجمة عن طريق تسديدة قوية للاعب لازاروس مرت بجانب مرمى الحارس باري، رد عليها المنتخب الإيفواري بتسديدة للاعب نيوكاستل شيخ تيوتي تصدى لها الحارس اليوناني غليكوس بنجاح.
وعاد اللاعب اليوناني الخطير لازاروس ليزرع الرعب في الدفاع الإيفواري، بعد أن تخطى لاعبين، قبل أن يسدد كرة مرت بالقرب من المرمى في الدقيقة 53.
وعلى الرغم من الاندفاع الإيفواري، إلا أن الفرص الخطيرة كانت لصالح اليونايين، حيث اضطر الحارس باري إلى إخراج كل مهاراته في الدقيقة 59 لإخراج تسديدة خطيرة للاعب ساليبينيغيس.
وغابت الفرص الحقيقية للتسجيل من الجانبين، رغم وجود اندفاع بدني كبير، إلى حدود الدقيقة 70، حيث سدد قائد المنتخب اليوناني تسديدة قوية من على بعد 30 متر هزمت الحارس باري، قبل أن تصدها العارضة منقذة منتخب "الفيلة" من هدف ثان قاتل.
ونجح المنتخب الإيفواري في إدراك هدف التعادل عن طريق اللاعب ويلفريد بوني في الدقيقة 74، بعد مجهود فردي كبير للاعب كالو مرر كرة في اتجاه جيرفينيو الذي مررها بدوره لبوني، هذا الأخير دون أن يوقف الكرة سددها مباشرة في المرمى اليوناني.
بعد هذا الهدف عمد مدربا المنتخبين إلى إخراج إلى إخراج القائدين كارغونيس ودروغبا، وإدخال لاعبين جديدين لضخ دماء جديدة في صفوفهما.
واندفع المنتخب اليوناني بقوة نحو الهجوم بعد أن بات أمامه خيار وحيد هو تسجيل هدف الفوز لضمان التأهل، وكاد أحفاد الأغريق أن يسجلوا هدف الخلاص، في الدقيقة 87 عن طريق سالبينيديس الذي تسرب من الجهة اليسرى لمربع عمليات المنتخب الإيفواري وسدد كرة أرضية خطيرة تفاداها مدافع إيفواري بأعجوبة بعد أن كانت ستصطدم به وتدخل المرمى.
وفي الدقيقة الأخيرة أتيحت أمام المنتخب الإيفواري لقتل المباراة، إلا أنه ضيعها ببشاعة، قبل أن تحدث مفاجأة غير متوقعة بحصول منتخب اليونان على ركلة جزاء مشكوك في صحتها بعد عرقلة المهاجم سامراس الذي انبرى بنفسه لتسديها مسجلا هدف التأهل الغالي إلى الدور الثاني في الدقيقة 92.