موسكو ـ حسن عمارة
غادر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، قمة العشرين في وقت مبكر بعد اجتماع متوتر جمعه برئيس الوزراء البريطاني دييفيد كاميرون، بشأن تصرفات موسكو تجاه أوكرانيا.
وأوضحت مصادر أنَّ بوتين غادر مبكرًا ليغيب عن الغداء الرسمي، ردًا على الانتقادات المتكررة من القادة الغربيين، بشأن التدخل الروسي في الأزمة الأوكرانية، وتأتي هذه الخطوة بعد أن هدَّد رئيس الوزراء الاسترالي توني ابوت، الرئيس الروسي بوتين، بشكل فعلي.
وصرّح له رئيس الوزراء الكندي ستيفن هاربر، قائلًا "أخمن أنني فقط سأصافح يديك؛ ولكنني سأقول شيئًا واحدًا لك وهو أخرج من أوكرانيا"، فيما قال كاميرون لبوتين "إنّك على مفترق طرق وممكن أن تواجه المزيد من العقوبات"، وذلك أثناء اجتماعهما بشأن مناقشات قوية تجاه أوكرانيا.
وفي الاجتماع المتوتر الذي دام قرابة 50 دقيقة، حذَّر كاميرون من أنَّ روسيا تخاطر بعلاقاتها مع الغرب/ ويجب أن تضع حدًا لدعمها الانفصاليين الروس، الأمر الذي نفاه بوتين، مؤكدًا عدم دخول القوات الروسية إلى أوكرانيا، وادعى أنه مستعد لقبول وقف إطلاق النار ووقف تدفق الأسلحة الروسية عبر الحدود، موضحًا أنه مستعد للاعتراف بأوكرانيا كفضاء سياسي واحد.
ودعا كاميرون القادة ليكونوا واقعين تجاه تصريحات بوتين، خصوصًا بعدما اخترق تعهداته السابقة بإنهاء التحرك الروسي في أوكرانيا.
وزادت حدة التوتر عقب اجتماع قمة العشرين في بريسبان، استراليا، بعدما قارن كاميرون روسيا بألمانيا النازية، وتصاعدت التوترات إلى أكثر من ذلك، عندما وضعت موسكو أسطولًا من السفن البحرية قبالة سواحل استراليا، في عرض واضح لقوتها قبل القمة.
وفي مقابلات قبل ساعات من الاجتماع، لفت كاميرون إلى أنَّه لا يمكن الثقة في بوتين، واصفًا قرار روسيا إرسال أسطول من السفن الحربية إلى استراليا بأنَّها "الاعتداد بالرجولة الدولية".
وسُئِل رئيس الوزراء البريطاني إذا ما كان يثق في الرئيس بوتين، فأجاب "آخذ الناس كما أجدهم، الشيء المحزن هو أنه حتى الآن التعهدات الواردة في اتفاق "مينسك" لم تتبع، ولكن الشيء الصحيح الذي ينبغي عمله هو مواصلة الانخراط، حتى الآن لم نرَ مطابقة أعماله للتصريحات التي أدلى بها في مناسبات سابقة".
وأضاف كاميرون "السبب والهدف من الاجتماع هذه القضايا، من المهم جدًا لروسيا أن تدرك أنَّ ما يحصل يضعها على المحك، هناك خيار حقيقي هنا، وهناك طريقة مختلفة وأفضل لروسيا للتصرف وتخفيف العلاقات، ولكن حتى هذه اللحظة لم تتخذ هذا الطريق".
وخلال الاجتماع أوضح كاميرون أنهما اتفقا على عدم الاتفاق، تجاه مجالات عدة، بما في ذلك إصرار بوتين على أنَّ الانتفاضة ضد الرئيس الأوكراني السابق كانت غير شرعية، مشيرًا إلى أنَّ الرئيس الروسي لا يزال يصر على أنَّ القوات الروسية لم تعبر الحدود إلى أوكرانيا، رغم وجود أدلة على عكس ذلك، قائلًا "إنَّ طائرات من دون طيار يجب أن تنشر لمراقبة الوضع على الأرض، وهي الخطوة التي زعم بوتين تأييدها".
وينتظر الغرب الآن تطبيق مزيد من العقوبات على روسيا، ففي الوقت الحاضر قد فرض عقوبات على قطاعات الطاقة والدفاع والمصرفية، ومن المرجح زيادة العقوبات على شخصيات روسية في الأسابيع المقبلة، وأثار كاميرون احتمال إقامة حكومة وحدة وطنية في سورية لتحل محل الرئيس السوري بشار الأسد، وسلط الضوء على كيفية تهديد الصراع السوري لكل من روسيا وبريطانيا.