الدار البيضاء ـ جميلة عمر
سادت حالة من الجدل داخل "الودادية الحسنية للقضاة"، التي تعد أعرق ودادية في المغرب، والتي كانت بيتا ومشعلا لأصحاب البذلة الخضراء، الذين يعتبرون مشعل العدالة وروادها.لكن هذه المؤسسة أو ما يعرف بـ "اليت الجليل"، أصيبت بموجة "تسونامي"، بسبب الانتخابات الجارية خلال هذه الأيام، بهدف تجديد رئاستها خلفا لعبد الحق العياسي، الرئيس الحالي للودادية، الذي تسلم قيادة سفينة الودادية من مصطفى فارس، الرئيس الأول لمحكمة النقض حاليا، وأصبحت هذه المؤسسة مهددة بالانقسام ما سيعجل بانهيارها.
وكشفت مصادر مطلعة، إن هناك أشخاص داخل الودادية يسربون معطيات خاطئة لوسائل الإعلام من أجل تشويه سمعة بعض المرشحين، الذين يحسب لهم ألف حساب على أنهم لم يحصلوا إلا على نتائج يتيمة، وكان الغرض من وراء ذلك هو استفزاز هؤلاء المرشحين والضغط عليهم للتراجع عن الترشيح.
وبينت المصادر أن هناك من خرج عن صوابه و أصبح يتحكم في الودادية وكأنها مرتعا خصبا تابعا له. فخلال الاجتماع الأخير الذي عقد الخميس، سقطت النزاهة عن عرشها، وأزيح القناع عن الوجه الحقيقي لبعض المرشحين وتأكد للكل أن أعلى هرم للقضاء قد أصيب بكسر بين ضلوعه وبدأت تتفتت جداره بسبب الصراعات الهاوية التي كان من ورائها أشخاص لديهم منافع شخصية من أجل الوصول إلى رئاسة المؤسسة "الجليلة" أو ما يعرف ببيت رموز ومشعل القضاة .
وتحتاج "الودادية" إلى أشخاص مواكبين لمناخ التغيير، وليس للمتطاحنين الذين كشروا عن أنيابهم وكشفوا الستار عن حقيقة مبادئهم، متناسين القسم الذي قاموا بأدائه يوم تخرجهم والتحاقهم بهده المهنة الجليلة، وكذلك الخطاب الذي وجهه محمد السادس، في ذكرى العرش، العام السابق، حيث أكد أن المفتاح الحقيقي لإصلاح منظومة العدالة هو "الضمير المسؤول"، على اعتبار أن أي إصلاح مهما بلغ من الأهمية وتعبئة للنصوص التنظيمية والآليات الفعالة فسيظل الضمير المسؤول للفاعلين فيه هو المحك الحقيقي لإصلاحه، بل وقوام نجاح هذا القطاع برمته.
وأضاف العاهل المغربي أن إصلاح القضاء كان ومازال يشكل الهاجس الأكبر، للمجتمع بكامله، بل المرآة التي تعكس مدى تحقيق العدالة بالمجتمع، وهو الرأسمال الحقيقي للأمن المجتمعي، وأي خلل فيه تكون له نتائج سلبية، على صورة المجتمع.