الرباط - جمال محمد
كشفت السلطات الأسبانية، في مدينة مليلية، (شمال المغرب، ومحتلة من طرف أسبانيا)، أن "المدينة شهدت أضخم محاولات لاختراق السياج الذي يفصلها عن المعابر الحدودية مع المغرب، من طرف المهاجرين السريين، خلال العام الجاري".
وأكَّدت آخر المعطيات المتوفرة لدى السلطات في هذا الشأن، أنه "منذ كانون الثاني/يناير من العام الجاري، إلى حزيران/يونيو من العام ذاته، حاول 11700 مرشح للهجرة السرية، غالبيتهم من البلدان الأفريقية، جنوب الصحراء، التسلل إلى المدينة، عن طريق الاقتحام الجماعي للسياج الحدودي، وذلك خلال أقل من عام"، مشيرة إلى أن "1771 فقط من هؤلاء المرشحين للهجرة السرية نجحوا في اختراق الحدود والوصول إلى المدينة المحتلة".
وأضافت، أن "عدد من حاولوا اقتحام السياج الحدودي العام الماضي، لم يتعدِ 2400 مرشحًا للهجرة السرية، حيث تمكن 277 منهم من الوصول إلى مليلية".
ووصفت السلطات الأسبانية هذا الرقم، بأنه غير مسبوق، ولا يمكن مقارنته حتى بالحادث المأساوي الذي وقع على الحدود مع سبتة ومليلية، في تشرين الأول/أكتوبر في العام 2005، حيث حاول بضعة آلاف من المهاجرين السريين اقتحام المدينتين، ولقي أكثر من عشرين شخصًا منهم حتفهم على إثر ذلك، مما ترك صدى دوليًّا واسعًا، وتسبب في أزمة بين المغرب وأسبانيا آنذاك، وهو ما دفع المغرب وأسبانيا ودول أوروبية وأفريقية أخرى في المشاركة في مؤتمر بشأن الهجرة والأمن في المنطقة، انعقد في الرباط في صيف العام 2006، وتحدثت السلطات عن أكبر ضغط يمارسه المرشحون للهجرة السرية على المعابر الحدودية مع مليلية خلال العام الجاري.
ولا يقتصر اقتحام الحدود على المعابر البرية، بل يتعداه ليشمل الطرق البحرية، إذ كشفت الإحصاءات أنه خلال الفترة ذاتها ما بين آب/أغسطس، وحزيران/يونيو الماضيين، وصلت ثمانية قوارب إلى شواطئ مليلية على متنها 171 مرشحًا للهجرة السرية، وهو ما يُشكِّل ارتفاعًا، مقارنةً بالعام الماضي، والذي شهد وصول 5 قوارب، كان على متنها 77 مهاجرًا سريًّا.
في السياق ذاته، كشفت الإحصاءات ذاتها، عن "وصول حوالي ألف لاجئ سوري إلى المدينة خلال العام الجاري، حيث يفضل اللاجئون السوريون استعمال جوازات سفر مزورة للعبور من النقط الحدودية بشكل عادي".