الجزائر ـ سميرة عوام
حذّر الأمين العام لحركة "النهضة" محمد ذويبي السلطة من تعاملتها مع المبادرات السياسية المطروحة، مشدّدًا على ضرورة عدم الاستخفاف بأية جهة، ومشيرًا إلى أنَّ السلطة مدعوة أيضًا إلى الابتعاد عن منطق (لا حدث) في تعاملها مع المبادرات السياسية، مثلما حدث في التجارب السابقة، مبرزًا أنَّ مقاطعة "النهضة" لمشاورات تعديل الدستور نابعة من غياب إرادة حقيقية في الإنصات للمقترحات.ورأى ذويبي أنَّ "الانتخابات الرئاسية أفرزت مشهدين سياسيين، الأول يتمثل في مشروع السلطة، أو العهدة الرابعة"، واصفًا الحكومة بـ"حكومة لا لون، وفيها وزراء لا يستحقون مناصبهم، ولا يملكون قاعدة سياسية ولا فكرية، وكذا مشاورات دستورية قاطعتها الطبقة السياسية الجادة".
وأوضح أنَّ "المشهد الثاني الذي أفرزته رئاسيات 17 نيسان/أبريل الماضي يتجلى في مشروع المعارضة، التي تمكّنت هذه المرة من لم شملها، في إطار الندوة الوطنية التي أشرفت عليها التنسيقية، والتي تعدُّ مكسبًا هامًا للجزائر".
وعن مبادرة ندوة الانتقال الديمقراطي، التي انعقدت قبل أيام في زرالدة، وحضرتها كوادر سياسية متعددة، في اللقاء المكتمل الأول للمعارضة في الجزائر، كاشفًا عن أنَّ "تنسيقية الحرّيات والانتقال الديمقراطي تعتزم إرسال نسخة من توصياتها النهائية، المرتقب بلورتها في أعقاب تقييم ندوة الانتقال الديمقراطي، وإدخال مقترحات المتدخلين فيها من قيادات أحزاب وشخصيات وطنية، إلى الرئيس عبد العزيز بوتفليقة، بغية إقامة الحجة عليه، وتحميله المسؤولية كاملة"، حسب تعبيره.
ودعا ذويبي السلطة إلى "التعامل بجدية مع مطالب المعارضة، وإحداث انتقال ديمقراطي يشارك فيه الجميع، من المعارضة والسلطة، بغية تحقيق إرادة الشعب".
واعتبر أنَّ "الجزائر مقبلة على موعد هام في مسيرتها، وهي الذكرى الـ52 للاستقلال، على الرغم من أنها ما تزال رهينة الابتزاز السياسي والثقافي والاقتصادي الفرنسي"، مطالبًا بـ"التعامل مع فرنسا على أساس الندية".