رام الله - شينخوا
أعلنت وزيرة الآثار والسياحة الفلسطينية رولا معايعة (الاثنين) عن خطط فلسطينية لمضاعفة أعداد السياح الوافدين إلى الأراضي الفلسطينية. وقالت معايعة في مقابلة مع وكالة أنباء (شينخوا)، إن الخطط تقوم على تأهيل وتطوير عشرات المواقع السياحية التاريخية بغرض تجهيزها لاستقبال السياح. وذكرت أن هذه الخطط تتم بالتنسيق مع منظمة الأمم المتحدة للثقافة والعلوم (اليونسكو)، وعدد من الجامعات الأجنبية وعلماء الآثار الأجانب. وحسب إحصائيات فلسطينية، فإن قطاع السياحة يرفد الاقتصاد الفلسطيني بحوالي 885 مليون دولار سنويا، أي حوالي 19 في المائة من الناتج المحلي الإجمالي. وتتمتع صناعة السياحة في فلسطين التي تعتبر في طور النمو بمكانة مميزة نظرا لتنوع التراث الثقافي، والديني والحضاري والبيئي والمظاهر الطبيعية المميزة فيها. وقالت معايعة إن السلطة الفلسطينية تركز حاليا على إعادة العديد من المواقع الأثرية والتاريخية في الضفة الغربية على الخارطة السياحية وتأهيلها لتكون عنصر جذب للسياح. وحسب معايعة فإن الضفة الغربية تضم نحو ألفي موقع تاريخي بدأت السلطة الفلسطينية بتأهيل بعضها بما يمكنها من إحداث نهضة كبيرة في السياحة الداخلية والخارجية. واشتكت من وقوع الكثير من هذه المواقع في المناطق المصنفة (ج) من الضفة الغربية، ما يعني أنها تحت السيطرة الإدارية والأمنية الإسرائيلية. وقالت معايعة إن إسرائيل تحرم الفلسطينيين من غالبية مواقعهم التاريخية بل أنها تروج على أنها جزء من المواقع السياحة التابعة لها " ما يشكل تزييفا للتاريخ وانتهاكا للاتفاقيات الثنائية الموقعة ". وأضافت "لدينا مثلا موقع في غاية الأهمية في منطقة سبطسطية وهي تستقطب عددا كبيرا من السياح، إلا أن وقوعها في منطقة (ج) يحرمنا من أي إمكانية لاستغلاله وتطويره". وبينت معايعة أن السلطة الفلسطينية تجري اتصالات حثيثة لمنع محاولات الترويج للمواقع الأثرية الفلسطينية على أنها جزء من التراث والآثار الإسرائيلية والالتزام بالقانون الدولي بهذا الصدد. وشددت على أهمية تطوير قطاع السياحة الفلسطينية "لما في ذلك من تنشيط لمجلات اقتصادية متعددة، وتشغيل للأيدي العاملة، وزيادة المبيعات في المحلات التجارية ذات العلاقة". وتابعت معايعة قائلة "عندما ننشط السياحة في أكثر من موقع تاريخي فإننا نكسب زيادة عدد أيام مكوث السياح وزيارتهم لأكثر من مدينة وهذا يعود بالفائدة الاقتصادية للجميع وينشط كذلك السياحة الداخلية". وتحدثت عن انتهاء وزارة الآثار والسياحة من تأهيل موقع (تل بلاطة) التاريخي في نابلس الذي تم إعداده بوضع لافتات إرشادية ومركز استعلامات ومتحف صغير فيه. وذكرت أن الموقع الذي يعود تاريخه بحسب الدراسات إلى الألف الثاني قبل الميلاد، يستقطب حاليا نحو 500 سائح شهريا ويتوقع أن تتزايد هذه الأرقام خلال الأشهر المقبلة. وقالت إن الوزارة تسعى لأن يكون في كل موقع أثري مركزا للاستعلامات لشرح أقسامه والتعريف بتاريخه لتشجيع السياح على زيارتها وبالتالي زيادة مدة مكوثه في فلسطين. وأشارت إلى تنامي توافد سياح من بلدان مثل تركيا وماليزيا واندونيسيا خلال الأشهر الأخيرة إلى مدن الضفة الغربية، لافتة إلى السعي لمضاعفة أعدادهم قريبا. وبينت معايعة أن السلطة الفلسطينية تريد الاستجابة لتطلعات السياح الذين يرغبون بزيارة مواقع أخرى خارج مدينتي القدس وبيت لحم اللتين تعدان القبلة السياحة الأولى في فلسطين . وحول المشكلات التي تواجه وزارتها في خططها، اشتكت معايعة مما وصفتها "بالميزانيات المتواضعة" التي يتم رصدها، داعية إلى زيادة الموارد المخصصة للقطاع السياحي وتجنب الاعتماد شبه الكلي على المشاريع الدولية. كما اعتبرت أن الوصول إلى مستوى التطوير المنشود في قطاع السياحة الفلسطيني سيبقى محدودا طالما استمر الاحتلال الإسرائيلي وتحكمه في المعابر الفلسطينية ومنع الوصول لغالبية المناطق الفلسطينية وخاصة المناطق (ج). وتشكل المناطق (ج) التي تسيطر عليها إسرائيل نحو 60 في المائة من الضفة الغربية علما أنها غنية بمواقع أثرية هامة ومنطقة جذب لأضخم مشاريع الاستثمار وفق معايعة. إلى ذلك، تكثف وزارة الآثار والسياحة الفلسطينية استعداداتها هذه الأيام لحلول أعياد الميلاد المجيدة لهذا العام خصوصا في مدينة بيت لحم ومحيط كنيسة المهد التاريخية. وأضيئت مساء أمس الأحد في ساحة المهد في بيت لحم شجرة عيد الميلاد إيذانا ببدء الاحتفالات الميلادية المجيدة، بحضور رئيس الوزراء الفلسطيني رامي الحمد الله. وأشارت معايعة إلى وضع جدول مميز لهذا العام يشمل فعاليات دينية وحضور لشخصيات دينية مميزة، متوقعة وصول نحو 200 ألف سائح بهذه المناسبة حتى نهاية العام الجاري. وتعتبر مدينة بيت لحم وجهة لمسيحيي العالم لأنها تضم كنيسة (المهد) التي بنيت على يد قسطنطين الأكبر عام 330 م فوق كهف أو مغارة ولد فيها السيد المسيح. ويعتقد أن كنيسة (المهد) هي أقدم الكنائس الموجودة في العالم، كما أن هناك سردابا آخر قريب يعتقد أن جيروم قد قضى ثلاثين عاما من حياته فيه يترجم الكتاب المقدس. من جهة أخرى، توقعت معايعة أن يزور بابا الفاتيكان فرنسيس الأراضي الفلسطينية في مايو المقبل، مشيرة إلى اتصالات تجري لترتيب الزيارة التي وصفتها بالهامة جدا.