كولومبو - وكالات
ما الذي يعد أفضل من أن يجمع الإنسان بين القيام برحلة عمل والاستمتاع بالعطلة في آن واحد خاصة إن كانت في جزيرة سريلانكا؟.. أصبح هذا الحلم الذي يراودني حقيقة عندما قمت مؤخرا بزيارة هذه الجزيرة، التي تعد إحدى الوجهات السياحية الأكثر شعبية في العالم. وحينما هممت بالجلوس لمشاركة تجربتي في السفر، تحولت التجربة إلى كلمات انسابت بسلاسة منذ أن سحرني الجمال الفتان للألوان والأزياء في هذه الجزيرة. إذا كنت تشعر بالإرهاق والملل من روتين الحياة اليومية في المدن، فسريلانكا هي أحد أفضل الأماكن السياحية التي ستشعرك بالانتعاش بفضل الطبيعة الساحرة. * الموقع * تقع الجزيرة في المحيط الهندي قبالة الساحل الجنوبي للهند، ويغلفها جمال نادر من كل اتجاه. وتُعرف سريلانكا بجوهرة المحيط الهندي، وأنها بمثابة الجنة الحقيقية على الأرض. وكانت الجزيرة تعرف في السابق باسم سيلان، وتقع في منطقة استراتيجية على طول الطريق البحري الممتد بين الشرق الأوسط وجنوب شرقي آسيا. وتلقب سريلانكا بجزيرة الزمرد (الاسم الذي كان يطلق على آيرلندا) في المحيط الهندي، ويبلغ تعداد سكانها أكثر من عشرين مليون نسمة، ووصفها العرب بجنة المشرق أوائل القرن الثامن الميلادي. وعلى الرغم من عدم وجود جيران مباشرين للجزيرة سوى الهند وجزر المالديف، فإن سريلانكا ترتبط بعلاقات وثيقة مع بنغلاديش، وباكستان، ودول آسيوية أخرى في المنطقة. * التاريخ والتراث * تنعم سريلانكا بتراث ثقافي عريق وحضارة رائعة حافلة بالكنوز التاريخية، وقد أهلها تاريخها الذي يعود إلى أكثر من 2500 عام لتكون أكثر الوجهات تميزا في العالم والتي تستحق الزيارة. أثارت الجزيرة انبهار الزوار على مدار القرون الماضية، بدءا من البحارة والتجار القدامى، وصولا إلى رواد الفضاء ورجال الأعمال، بشواطئها ذات الرمال البيضاء، وغاباتها المطيرة الخضراء، وجبالها وآثارها التاريخية، وتراثها الثقافي. وقد وصف المكتشف الشهير ماركو بولو خلال القرن الثاني عشر هذه الجزيرة الاستوائية بأنها أروع جزيرة في العالم بأكمله. تعتبر الكنوز الأثرية في سريلانكا أبلغ شاهد على حضارة يعود تاريخها إلى العصر الذهبي للقائد اليوناني بريكليس، والإمبراطورية الرومانية، وقلاع المايا والفخامة الفرنسية التي تعود إلى عهد نابليون. كان نتاج هذا الإرث ثقافة تزينها إنجازات أضافتها القوى الاستعمارية والتجار الشرقيون، يتوجها خليط فريد من الأجناس والأعراق والديانات والفنون والحرف اليدوية والمهرجانات والملابس، سحر كل زوار سريلانكا بتنوعه الرائع. تغير اسم هذه الجزيرة عدة مرات على مر القرون؛ فأطلق عليها البحارة اليونانيون القدامى جزيرة «تابروبان»، بينما أطلق عليها التجار العرب اسم سرنديب، وسماها المستعمرون البريطانيون باسم سيلان، لكنها مع كل هذا تبقى الجنة الاستوائية الوحيدة على الأرض بمختلف اللغات. * لماذا السفر إلى سريلانكا؟ * ظلت سريلانكا لقرون وجهة سياحية، لكن الصراع الداخلي والأعمال الإرهابية على مدى ثلاثين عاما كان لها أثر سلبي على السياحة وأصابت النمو الاقتصادي بالركود. ومع انتهاء الصراع عام 2009، ازدادت الطموحات السياحية في البلاد، وتم تصنيف سريلانكا حسب تقرير «مؤشر نفقات الإجازات حول العالم لعام 2012» الذي نشرته شركة «ذا بوست أوفيس» البريطانية المتخصصة في خدمات التجزئة البريدية بأنها أفضل الوجهات السياحية لقضاء الإجازات من حيث القيمة. تنعم سريلانكا بأكثر من ألف كيلومتر من الشواطئ الذهبية الجميلة التي تكسوها أشجار جوز الهند والغابات، فضلا عن المعالم الثقافية والتاريخية. ويوفر التقاء الشواطئ الخلابة مع مشهد الشروق والغروب مشاهد رائعة لعشاق الاسترخاء، إلى جانب القدرة على ممارسة الرياضات المائية كالتزلج على الماء والغوص وأنشطة الترفيه الليلية. ولن تكتمل جوانب الإثارة والمتعة خلال إحدى الرحلات إلى سريلانكا دون الإقدام على مغامرة الصيد في أعماق البحار والغوص والغطس والسباحة وركوب الأمواج والتزلج الشراعي وتسلق الصخور، ورياضة المشي والارتحال وركوب المناطيد والتخييم بمختلف أنواعه ولعب الغولف وركوب الدراجات العادية والجبلية ورحلات السفاري والتجديف. يمكنك الاكتفاء بقضاء يوم هادئ في ظل بحيرة تظللها أشجار النخيل أو ممارسة الغطس والسباحة وصيد الأسماك والإبحار. وتمثل سريلانكا ملاذا مثاليا يضمن للزائر ما يحتاجه لقضاء عطلات مميزة تبقيه في اشتياق للتمتع بأكثر من هذه الوسائل الترفيهية. كان أول رد فعل لي وأنا أطأ بقدمي مطار كولومبو، عاصمة سريلانكا، وشغفي بمعرفة معالم البلاد لمدة أربعة أيام، أنني قلت لنفسي «لا أستطيع أن أصدق أنني هنا، ولا أبغي العودة إلى دياري». * كولومبو * تعني كلمة كولومبو «الميناء الذي يكسوه أشجار المانجو الوارفة»، وهي عاصمة ساحرة تتباهى بالجمع بين الشوارع العتيقة وصخب وضجيج المدينة الحديثة، والمكان المثالي لبدء جولتنا في ظل تمتعها بمزيج من المعابد النابضة بالحياة والكنائس الهولندية والحصون البرتغالية التي تقع جميعها على مسافة قريبة من بعضها البعض. يعود تاريخ كولومبو إلى ما قبل ألفي عاما، حيث كانت منزلا للتجار، نظرا لمينائها الواسع وموقعها الاستراتيجي على طول طرق التجارة البحرية بين الشرق والغرب. لكن كولومبو لم تعلن عاصمة لجزيرة سريلانكا إلا عقب خضوعها للإمبراطورية البريطانية عام 1815، واحتفظت بمكانتها كعاصمة للجزيرة عقب حصول سريلانكا على الحكم الذاتي عام 1948. وعندما نقلت المهام التنظيمية إلى سري جاياواردنابورا كوتي عام 1978، تم اختيار كولومبو لتكون العاصمة التجارية لسريلانكا. وتعتبر منطقة دامبولا أفضل المعالم الرئيسة للعاصمة، فهي تضم أكبر وأعظم مجمع معابد كهفية في سريلانكا، وبها استاد رانجيري دامبولا الدولي، والذي بني خلال 167 يوما فقط. وتحتوي المدينة أيضا على أكبر سلسلة جبال كوارتز في جنوب آسيا، وغابة الخشب الحديدي، أو ما يطلق عليها «نامال يوانا». كانت محطتنا الأولى في منطقة دامبولا؛ حيث زرنا خمسة معابد كهفية داخل الصخور. ويعود تاريخ بعض الكهوف إلى القرن الأول قبل الميلاد. وتُغطى جميع جدران وأسقف الكهوف الخمسة برسومات ولوحات بوذية، ويوجد بها أكثر من 130 تمثالا بوذيا وتماثيل أخرى لآلهة وملوك. وكانت خطوتنا الثانية هي زيارة دار لرعاية أيتام الفيلة الآسيوية في بلدة دامبولا. وتقع الدار التي يطلق عليها بينوالا لرعاية أيتام الفيلة على طول طريق العاصمة كولومبو. وتعتبر الدار الوحيدة في العالم التي تؤوي الفيلة المشردة، مثل حالة فيل أعمى مسن أصيب من قبل بعض الصيادين، أو فيل فقد ساقه جراء انفجار لغم أرضي. وتلقى هذه الدار التي يمكن وصفها بالمزرعة جزءا من تمويلها من السياحة، مع العلم بأنه نادرا ما تتم رؤية مثل هذه الحيوانات من السائحين. وقد اقتربنا من هذه الحيوانات الرائعة وعرفنا بعضا من تاريخ الدار. ثم عدنا بعد ذلك لنقود سيارات الجيب لمسافة قصيرة إلى أن وصلنا إلى معبد بوذي صخري داخل أحد الكهوف والذي كان موقعا تراثيا عالميا. يمتد شاطئ مدينة بيرويلا لمسافة 55 كيلومترا من العاصمة كولومبو، وتعتبر المدينة الصغيرة بمثابة منتجع على طول الحزام الساحلي الجنوبي الغربي لسريلانكا. وتضم هذه المدينة أقدم آثار للمسلمين الأوائل الذين وطئوا هذه الجزيرة أثناء اكتشافها من قبل التجار العرب في القرن الثامن الميلادي. ولا تزال أعداد كبيرة من المور السريلانكيين، معظمهم يعملون بتجارة الأحجار الكريمة، تعيش في المدينة - وبالأخص في منطقة «تشاينا فورت». ويعد مسجد الأبرار معلما بارزا في بيرويلا وأقدم مسجد في سريلانكا بناه التجار العرب على شبه جزيرة يكسوها الحصى تطل على المدينة. * كاندي * قادنا طريق جبلي إلى كاندي، ثانية كبرى مدن سريلانكا، وهي موقع تراثي عالمي وفقا للائحة اليونيسكو للأماكن التراثية. تقع المدينة على تلال عدة جزر رئيسة محاطة ببحيرة خلابة. وتعتبر كاندي واحدة من أكثر المدن ذات المناظر الخلابة في سريلانكا. وتتمتع المدينة بالمناخ المعتدل، إلى جانب كونها مركزا رئيسا للنقل في الجزيرة، ويمكن الوصول إليها بسهولة عن طريق البر أو السكك الحديدية. وبإمكانك زيارة السوق التقليدية، والتعرف على مراكز الفنون والحرف، وكذلك مركز تصنيع الأحجار الكريمة في المدينة. * معبد السن المقدس في مدينة كاندي * يعتبر معبد السن (يقع في بلدة سري دلادا ماليجوا) والذي يرجع تاريخه إلى أكثر من 400 عام أكثر المعالم السياحية الأكثر شعبية في مدينة كاندي، ويقع المعبد في مكان جميل على حافة بحيرة كاندي: وطلي معبد السن البوذي المقدس باللون الأبيض. وتشير إحدى الأساطير إلى أن أسنان بوذا توجد في المحراب الداخلي للمعبد. وتم الاحتفاظ بالأسنان داخل هيكل ذهبي بالطابق العلوي من المعبد. ولسوء الحظ لا يسمح للسائحين برؤية الأسنان، ولكن يمكنهم رؤية موقعها فقط. * قلعة سيغيريا الصخرية (يوجد داخلها القصر الملكي) * بنى الملك كاشيبا قلعة سيغيريا، شمال سريلانكا، عام 477 ميلاديا لإبعاد أعدائه. وتقع وسط منطقة المثلث الثقافي بالجزيرة. وتعتبر بمثابة حجر ضخم يكسوه اللون الأحمر وسط غابة خضراء كثيفة تحيط بها بارتفاع مذهل يبلغ 600 قدم في السماء. ويمكن رؤية آثار الغرف المختلفة والسلالم وأحواض السباحة من أعلى قمة القلعة، وهناك سلم حجري يقودك من الأسفل إلى قمة الجبل. وعند بلوغك نصف المسافة إلى أعلى القمة تجد هناك كفي أسد عملاقتين، وهما في الواقع آثار ما بقي من رأس أسد ضخم كانت فتحة فمه المدخل الرئيس إلى القصر الملكي. وتحيط بمجمع القصر أنقاض عدة حدائق بها خندقان، وحمامات سباحة متنوعة. تتوج قمة القلعة بقصر نقش اسمه في سجلات التاريخ باعتباره إحدى الروائع المعمارية. وقد صنفت اليونيسكو سيغيريا كأحد مواقع التراث الثقافي العالمي. * مؤسسة «إليفانت ملينيوم فونديشن» في كيغالي * بإمكانك ركوب الفيلة، وأن تساعد في استحمام الفيلة في النهر، أو العكس. قد تستمتع بكل هذا خلال قربك من فيلة مروضة، وهذا هو ما تقدمه لك مؤسسة «إليفانت ملينيوم فونديشن». قررت المحاولة حينما رأت الفيلة وأحسست بالشجاعة التي أظهرت على وجهي «ابتسامة خجولة». وعندما قمنا بدفع رسوم الدخول، دخل إلينا فيل لطيف يبلغ عمره 48 عاما، وكان ضخما للغاية وكنت أشعر بالخوف قليلا! وقد غمرني الفيل عدة مرات بالماء بخرطومه. وقد استمتعت حقا لكني بعد ذلك لاحظت آثار السلسلة التي تلتف حول رقبته.. وهنا شعرت بالحزن العميق. وما إن قمت بمداعبة رقبته حتى رفف بأذنيه. وعندما نزلت من على ظهره وحاولت السير لم تمر بضع ثوان إلا وكان ينتابني الحزن حقا! لكن كانت التجربة تستحق كل هذا العناء فقد شعرت بالإثارة والمتعة. تعتبر تلك المؤسسة أحد المواقع القليلة في سريلانكا التي تمكن الزوار من لمس وركوب الفيل. قبل بدء الجولة قمنا أولا بزيارة متحف الفيل الذي كان مثيرا للإعجاب، فبمقدرك رؤية حجم أسنان الفيلة، والنظر إلى هيكلها العظمي ومعرفة تاريخ المؤسسة. ذهبنا في جولة قصيرة على ظهر أحد الفيلة وقمنا بغمره بالماء في مجرى النهر. ولما كانت تسنح لنا فرصة الجلوس على ظهره كان الفيل يغمرنا بالمياه بواسطة خرطومه. * نوارا إيليا (منطقة زراعة الشاي) * تقع نوارا إيليا أو «ليتل إنغلاند» على هضبة تحيط بها الجبال والتلال والشلالات، وتتميز مزارع الشاي بها بالجمال والاتساع، وتتميز بطقسها البارد على عكس جزر سريلانكا الأخرى. وبإمكانك رؤية مبان ومنازل مختلفة شيدت على الطراز البريطاني. ثم قمنا بزيارة مصنع الشاي الذي يبعد نحو 30 دقيقة عن نوارا إيليا؛ حيث رأينا عملية إنتاج الشاي وعينات منه. لكن زيارتنا كانت قصيرة ولم نتمكن من رؤية مزارع الشاي، وانطلقنا من نوارا إيليا إلى الحدائق النباتية. * جزيرة منار * أكثر المناطق في سريلانكا التي كانت تربطها علاقات قوية بالعرب هي جزيرة منار. تعتبر الجزيرة أحد الأماكن القليلة في سريلانكا التي تنمو بها أشجار الباوباب. وقد تم إحضار أشجار الباوباب، موطنها الأصلي القارة الأفريقية، بواسطة البحارة العرب لإطعام جمالهم أثناء تمركزهم في هذه المنطقة. ويبدو مظهر هذه الأشجار غريبا من حيث ضخامة جذعها الذي يشبه البرميل، ورأسها مستدق تخرج منه الفروع. وعندما تتساقط أوراق تلك الأشجار تعطي انطباعا بأنها مزروعة رأسا على عقب. يحب القرود ثمار هذه الأشجار، وبالتالي تعرف أحيانا باسم شجرة خبز القرود. ينتشر المسلمون بكثافة في جزيرة منار، ففي عام 1503 في فاسكو دا جاما طرد جميع مسلمي التاميل، خلال فترة حكمه للأراضي البرتغالية في شبه القارة الهندية، في إطار الحرب ضد تركيا وحلفائها. في ذلك الوقت كان ملوك الهندوس يحكمون مملكة جافنا وتم قبول لاجئي التاميل المسلمين الذين فروا من الحكم البرتغالي ليمكثوا في جزيرة منار ويجعلوها ملاذا آمنا لهم. * حدائق التوابل * تعتبر الحدائق وجهة رائعة لمن يبحثون عن السياحة الصحية التي يطلق عليها «الأيورفيدا» والسياحة الترفيهية. استمتعنا بجولة في حديقة توابل لوكغروف، الواقعة في ماتالي، تعرفنا خلالها على أنواع التوابل والأعشاب. يمكنك أن تشتم روائح الكاكاو والفانيليا والأناناس ونبات الهال والقرفة والفلفل وجوزة الطيب والزنجبيل، ويمكن القول إن كل هذه الأنواع بمثابة سيمفونية تثير إعجابك. وأخيرا استمعنا إلى عدة معلومات حول أنواع أخرى من التوابل والزيوت المختلفة التي يتم إنتاجها داخل الحدائق. وعندما أعلن المرشد السياحي أن الحديقة «توفر خدمة مساج الأيورفيدا»، سارعنا إلى اقتناص هذه الفرصة»! قام المدلك بتدليك رقبتي وكتفي، وربما شعر بأصابعه بأن هناك ألما في كتفي خلال اللحظة الأولى، وسرعان ما عالج هذا الألم وشعرت بتحسن. هناك من رفاقي من اختار تدليك ساقه وركبتيه ورقبته. وتجدر الإشارة إلى أننا مررنا بتجربة التدليك مرات عديدة من قبل، لكن كان الأمر مختلفا حقا، خاصة في ظل إحاطتك بالأعشاب العطرية وأوراق الشجر، فضلا عن استنشاق هواء تتخلله رائحة التوابل الزكية. تنعكس هذه التوابل على الطعام السريلانكي، حيث يقدم الأرز مع مجموعة متنوعة من كاري اللحم والخضار. ويحتوي «الكاري» على مزيج من التوابل، بدلا من نوع واحد من التوابل، فتجد فيه توابل مثل القرفة والقرنفل وجوزة الطيب والحبهان التي جذبت التجار إلى سريلانكا على مدار عدة قرون ماضية. وتجذب المناظر الخلابة في سريلانكا أعدادا هائلة من السائحين من منطقة الشرق الأوسط. ويقول مسؤولو السياحة إن حركة السياحة في تزايد سريع جراء توافد مواطني دول مجلس التعاون الخليجي على سريلانكا بأعداد كبيرة، مشيرين إلى أن مواطني دول الخليج يأتون إلى سريلانكا بصحبة عائلاتهم. وبلغ مجموع زوار الجزيرة من منطقة الشرق الأوسط نحو 56.169 ألف خلال عام 2012، كانوا يقضون ما بين 20 - 25 يوما في الجزيرة. لكن هذه المدة امتدت بمرور الوقت لتصل إلى شهرين، خاصة في شهري يونيو (حزيران) ويوليو (تموز). كما أسهمت منطقة الشرق الأوسط في زيادة نسبة الإشغال، لا سيما في شهر يونيو - الذي يعرف بانخفاض نسبة الإشغال فيه. وكثيرا ما يسعى زوار منطقة الشرق الأوسط بشكل خاص إلى الإقامة في الفنادق الفاخرة ذات العلامات التجارية، ولذا يكون أغلب وجودهم في العاصمة كولومبو. * التسوق * تقدم سريلانكا مجموعة واسعة من العناصر التسويقية مثل الأحجار الكريمة والأقمشة المطرزة، والشاي والمصنوعات اليدوية الحرفية. ولعل العناصر الأكثر شعبية بين السياح هي أقمشة المصنعة باستخدام الأنوال اليدوية والمنتجات الجلدية والتحف والتحف غير الأصلية والمجوهرات والأواني الخزفية. وتعد راتنابورا، وهو الاسم السابق لسريلانكا، المكان الأكثر شهرة لمشاهدة الأحجار الكريمة مثل الياقوت الأزرق، وكذلك الأحجار الكريمة لملك سريلانكا. لقد وهبت الطبيعة سريلانكا بعضا من كنوزها النادرة من الأحجار الكريمة مثل الياقوت الأحمر والأزرق في منطقة راتنابورا، نظرا لأن تسعين في المائة من صخور الجزيرة يعود إلى عصر ما قبل الكمبري، أي منذ 560 إلى 2.400 مليون سنة تقريبا. وتعتبر سريلانكا دولة سياحية تمنح تأشيرتها للزوار من 80 بلدا مختلفا حول العالم للإقامة كحد أقصى 30 يوما على أراضيها، وتنعم بمناخ استوائي، يجعل منها مقصدا سياحيا طوال العام. وكانت مستعمرة بريطانية مثل الهند، ولن ينسى زوار سريلانكا أبدا أنها فعلا «جوهرة المحيط الهندي».