واشنطن - أ.ف.ب
يسعى الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند الذي سيستقبل الثلاثاء في البيت الابيض بكل التشريفات التي تليق بضيف اجنبي في "زيارة دولة" نادرة الى واشنطن، الى شد اواصر العلاقات السياسية والاقتصادية مع الحليف الاميركي العملاق. وأكد الرئيس الفرنسي الاثنين بعيد وصوله الى الولايات المتحدة ان فرنسا والولايات المتحدة سيظلان "صديقين دوما"،وقال "حلفاء، هكذا كنا في عصر جيفرسون ولافاييت، وهكذا نحن اليوم. أصدقاء كنا في عصر جيفرسون ولافاييت، واصدقاء نحن اليوم وسنبقى كذلك دوما". وذلك في مستهل زيارته حيث اصطحبه نظيره الاميركي باراك اوباما في جولة على مزرعة توماس جيفرسون، ثالث الرؤساء الاميركيين الذي عرف بحبه الشديد لفرنسا، وكان شاهدا على الثورة الفرنسية وفاعلا ناشطا من اجل استقلال الولايات المتحدة. وقد عبر الرئيسان مسافة المئتي كيلومتر الفاصلة بين الموقع التاريخي وواشنطن على متن طائرة "اير فورس وان". واضاف هولاند في كلمة مقتضبة امام الصحافيين "اريد ان اؤكد ان هذه العلاقة التي تجمعنا من خلال مسيرة جيفرسون باقية لانها تمثل قيما ومبادئ: الحرية، الكرامة الانسانية، الحق، هذه القيم التي نواصل نشرها في العالم". من جهته اعتبر الرئيس الاميركي ان مزرعة مونتيسيلو (فرجينيا، شرق) التي شيدها جيفرسون "ترمز الى الصداقة بين فرنسا والولايات المتحدة"، مذكرا بأن ثالث رئيس للولايات المتحدة "كان محبا جدا لفرنسا". واليوم الثلاثاء في الساعة 9,00 (14,00 ت غ) سيستقبل البيت الابيض المزين بالاعلام الفرنسية والاميركية بحفاوة مع اطلاق المدفعية 21 طلقة. وبعد لقاء بين الرئيسين في المكتب البيضوي ومؤتمر صحافي مشترك سيتوج اليوم ب"عشاء دولة" فاخر في حضور نحو ثلاثمئة مدعو. وتتضمن قائمة الطعام خضارا من بستان ميشيل اوباما و"كافيار اميركي" ونبيذ من فرجينيا وكاليفورنيا. كما ستمتع ماري جاي بليج الحضور باغانيها عند تناول الحلوى. لكن ثمة تساؤل حول من سيجلس الى يمين الرئيس، وهو المكان التقليدي المخصص للسيدة الاولى في البلد الضيف؟ فالرئيس الفرنسي الذي انفصل عن شريكة حياته فاليري تريرفيلر اواخر كانون الثاني/يناير، يزور الولايات المتحدة عازبا. وفرنسوا هولاند هو اول رئيس فرنسي يستقبل في واشنطن في زيارة دولة منذ جاك شيراك في 1996. وسيضع لمسة تاريخية لهذه الزيارة بمنحه وسام جوقة الشرف الى احد الجنود المجهولين الذين دفنوا في المقبرة الوطنية في ارلينغتون وكذلك منح اوسمة لستة محاربين قدامى قاتلوا في الحرب العالمية الثانية في فورت ماير. وقالت السيدة الاميركية الاولى ميشيل اوباما من جهتها "ان الرئيس (باراك اوباما) وانا شخصيا سعيدان في تنظيم عشاء دولة لفرنسا هنا في البيت الابيض"، ورحبت بالرئيس الفرنسي باللغة الفرنسية مع لكنة اميركية. لكن على خلفية كل ذلك سيبحث هولاند واوباما في ملفات ساخنة مثل النزاع في سوريا والملف النووي الايراني وازمة اوكرانيا والتهديد الارهابي في منطقة الساحل الافريقية وليبيا. وقد وصف الرئيسان في مقال نشر الاثنين "الشراكة الوثيقة دوما" بين بلديهما بانها "نموذج للتعاون الدولي". واكدا "لكن تحالفنا تغير خلال السنوات الاخيرة. ومنذ عودة فرنسا الى البنى القيادية لحلف شمال الاطلسي قبل اربع سنوات، طورنا تعاوننا على كل المستويات". لكنهما سيتباحثان ايضا بشأن سبل تعميق العلاقة الاقتصادية القوية اصلا في حين يسعى هولاند الذي تدهورت شعبيته الى مستويات قياسية في بلاده، الى اعادة انعاش النمو الضعيف وخفض معدل البطالة. واكد الرئيس الاميركي "سيكون امامنا (اليوم الثلاثاء) الفرصة للتحدث ليس فقط عن علاقتنا الراهنة ولكن ايضا عن السبل التي تمكننا من تعزيز تعاوننا في المستقبل". وقد سجلت المبادلات التجارية بين فرنسا والولايات المتحدة ارتفاعا بنسبة 13% في العام 2012. فضلا عن ذلك يشغل اكثر من 2700 فرعا لشركات فرنسية نحو 500 الف شخص في الولايات المتحدة، فيما توظف 1200 مجموعة اميركية 440 الف شخص في فرنسا. ودليل على قوة المبادلات الاقتصادية وايضا العلمية اوالثقافية، وقعت وكالة الفضاء الاميركية الناسا ونظيرتها الفرنسية "سيه ان ايه اس" الاثنين على هامش زيارة هولاند اتفاق تعاون لاعداد مسبار للمريخ. وفي الشق الاقتصادي ايضا سيلتقي هولاند الثلاثاء رؤساء المجموعات الاميركية ماستركارد وبيسيكو ويو بي اس وسيتيغروب او جنرال موترز قبل ان يختتم زيارته الاربعاء بمحطة في سان فرنسيسكو بولاية كاليفورنيا (غرب) مهد المعلوماتية للقاء عمالقة الانترنت، غوغل وفيسبوك وتويتر، والترويج ايضا للشركات الفرنسية الناشئة.