الخرطوم – المغرب اليوم
تشهد العاصمة السودانية (الخرطوم) غدا الأحد، الاجتماع السداسي لوزراء الخارجية والري، لدول مصر والسودان وأثيوبيا، بشأن سد النهضة الأثيوبي، وسط إصرار من الأطراف المتفاوضة على التوصل لنتائج إيجابية تحقق تطلعات شعوب الدول الثلاث في التنمية المستدامة، دون الإضرار بالمقدرات المائية لدولة على حساب أخرى.
وقال وزير الموارد المائية والكهرباء السوداني معتز موسى-في تصريح اليوم السبت-أن الاجتماع السداسي -يستمر على مدى يومين- يستهدف استكمال مناقشة الملفات العالقة بين الدول الثلاث و التىكانت قد بدأت في الاجتماع السداسي السابق منذ أسبوعين بالخرطوم، وإعطاء دفع سياسي وفني لمسار تنفيذ اتفاق الرؤساء الموقع بالخرطوم في 23 من شهر مارس الماضي.
وأشار موسى، إلى إن الاجتماع الوزاري السداسي يأتي تنفيذا لما توصل إليه اجتماع يومي 11 و12 ديسمبر الجاري بقاعة الصداقة بالخرطوم، مؤكدا حرص مصر والسودان وأثيوبيا، على استمرار روح التعاون والإصرار المشترك على إنجاح المفاوضات، بما يضمن المصالح المشتركة للدول الثلاث.
وكان الدكتور حسام مغازي وزير الموارد المائية و الري، قد أكد أن الاجتماع الوزاري السداسي يسعي إلى وضع الآلية المناسبة لخارطة الطريق لتفعيل اتفاق المباديء على أرض الواقع خاصة المتعلقة بالبند الخامس منه الذي يربط بين بدء التخزين ومدته وقواعد تشغيل السد الأثيوبي علي مدار العام وبين نتائج الدراسات الفنية للآثار السلبية للسد علي دولتي المصب.
وأضاف انه بناء علي النتائج المرجوة من الاجتماع السداسي، سيتم الاتفاق علي صياغة ووضع آلية فنية للرد علي الشواغل المصرية وسبل وخطوات تنفيذه، مؤكدا إن الاجتماع سيضع النهاية لخارطة الطريق المتفق عليها في اتفاقية المبادئ بالخرطوم، وبيان مالابو.
وقال مغازي، انه بمجرد الاتفاق علي النقاط الخلافية سيتم انتهاء دور الاجتماعات السداسية لتبدأ المفاوضات الفينة، مؤكدا انه لا بديل عن المفاوضات وإنهاء الدراسات الفنية في موعدها وكذلك اتخاذ الإجراءات الواقعية من قبل الدول الثلاث التي تحول دون تعطل المسار الفني مع وضع عنصر الوقت وتسارع وتيرة البناء في السد أمام أعيننا.
وأكد إنه من المنتظر أن يرد الجانب الأثيوبي خلال الاجتماع المقبل على كافة المقترحات المصرية التي طرحتها القاهرة في الاجتماع الماضي، لافتا إلى أن هذا الاجتماع " مفصلي ومحوري".
هذا وقد وصل إلى الخرطوم اليوم السبت الوفد الفني المصري، وأعضاء اللجنة الوطنية الثلاثية، لوضع الاستعدادات النهائية قبل الاجتماع، الذي من المقرر أن ينطلق في التاسعة من صباح غد الأحد في أحد الفنادق الكبرى بالخرطوم.
وأكد مصدر مصري مطلع، أن مصر ترفض تماما قيام المكتب الفرنسي بتنفيذ الدراسات الفنية "منفردا"، لأنه سيؤدى إلى الخروج بنتائج غير دقيقة، وستكون غير متوازنة لما يمثله ذلك من تعارض للشروط المرجعية لاختيار المكاتب التي وضعتها اللجنة الوطنية الثلاثية، مشيرا إلى أنه من الممكن اختيار مكتب من ضمن ثلاثة مكاتب دولية في قائمة الانتظار أو اختيار مكتبين منهم.
من جانبها، أكدت مصادر سودانية مطلعة، أن الاجتماعات ستحاول الوصول إلى خارطة طريق لتنفيذ إعلان المبادئ الذي تم توقيعه بواسطة قادة الدول الثلاث في الخرطوم في مارس الماضي باعتباره خريطة الطريق التي تعمل عليها جميع الأطراف للوصول لاتفاق ملزم للجميع.
وأضافت المصادر، أن السودان سوف تحاول خلال الاجتماع السداسي التوفيق بين وجهتي النظر المصرية، والأثيوبية فيما يتعلق بالمرحلة القادمة من التفاوض والوصول إلى نتائج إيجابية تسمح باستمرار العلاقات المتوازنة وتحقيق المصالح المشتركة للدول الثلاث.