لندن ـ المغرب اليوم
يعقد الائتلاف الدولي ضد تنظيم داعش اجتماعاً اليوم في لندن يبحث خلاله بصورة خاصة خطر الجهاديين الأجانب الذي بات
يطرح بشكل ملح بعد الاعتداءات الأخيرة في فرنسا.
ويترأس وزيرا الخارجية الأمريكي جون كيري والبريطاني فيليب هاموند هذا الاجتماع الذي يعقد في لانكاستر هاوس بمشاركة
وزراء خارجية عشرين دولة بما فيها دول عربية وتركيا.
وكان الائتلاف عقد أول اجتماع له على هذا المستوى في ديسمبر (كانون الأول) في مقر الحلف الأطلسي في بروكسل.
وأعلن جون كيري حينها أنه تم وقف اندفاعة تنظيم داعش غير أنه حذر بان المعركة ستكون طويلة، وهو ما ردده الرئيس
الأمريكي باراك أوباما يوم أول من أمس الثلاثاء في خطابه حول حال الاتحاد أمام الكونغرس.
وستتناول المناقشات مرة جديدة الخميس الحملة العسكرية ضد التنظيم الجهادي ومصادر تمويله وخطوط إمداده الاستراتيجية
والمساعدات الإنسانية التي يتوجب تقديمها في المنطقة.
وسيتركز البحث بصورة خاصة على مشكلة المقاتلين الأجانب الذين ينضمون إلى صوف المجموعات الجهادية، على ضوء
اعتداءات باريس الأخيرة.
وعلق مسؤول في وزارة الدفاع الأمريكية أن "17 دولة عززت تشريعاتها للتحرك ضد الذين يرغبون بالانضمام إلى المعارك في
سوريا أو العراق، نعتقد أن هذا أمر جيد وسيتسنى لنا تبادل وجهات النظر حول هذا الموضع (في لندن) والمقارنة بين مختلف
الإجراءات والبحث في كيفية التنسيق بشكل أفضل بينها".
عمليات إرهابية أخيرة
وشهدت باريس قبل أسبوعين اعتداءات نفذها ثلاثة جهاديين اعلنوا انتماءهم إلى تنظيمي القاعدة وداعش وأوقعت 17 قتيلاً.
وبعد أسبوع نفذت حملة مداهمات واعتقالات ضد الأوساط الإسلامية في بلجيكا لإحباط اعتداء وشيك.
وكانت لجنة مجلس الأمن في الأمن الدولي قدرت في تقرير نشرته في نوفمبر (تشرين الثاني) عدد المقاتلين الذين انضموا إلى
تنظيمات متطرفة مثل داعش بـ15 ألفاً قادمين من 80 بلداً.
وبحسب المسؤول الأمريكي فإن الضربات الجوية التي يشنها الائتلاف بدأت تعطي "تأثيراً مدمراً على المقاتلين الأجانب" موضحا
أن "عدداً كبيراً منهم يقتل والعديديين منهم لا يعودون إلى بلادهم".
وتعهد رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون ونظيره التركي احمد داود أوغلو الثلاثاء بالتعاون بشان قوائم المسافرين الذين
يستقلون رحلات مدنية بين البلدين، سعياً لوقف تدفق الجهاديين.
غير أن المخاوف من وقوع اعتداءات جديدة ضد دول مشاركة في الحرب ضد تنظيم داعش ولا سيما في أوروبا تبقى شديدة.
وقال النائب الأوروبي الفرنسي المحافظ أرنو داندان العضو السابق في أجهزة الاستخبارات "أنني قلق لأن التهديد أكبر ويتعزز
بشكل متواصل".
وأضاف "اخشى وقوع ضربة كبرى من تنظيم القاعدة الذي لم يعدل عن ضرب أوروبا. لكن الخطر الأول هو خطر الإرهاب
المتجزئ لأن رصده امر في غاية التعقيد" مشيراً إلى أن "المشكلة مع داعش انه لا يدبر شيئاً بل يلهم بعمليات".
وينعقد اجتماع الائتلاف قبل ساعات من انتهاء المهلة التي حددها تنظيم داعش لليابان مهدداً بقتل الرهينتين اليابانيين اللذين
يحتجزهما ما لم تسدد له فدية بقيمة 200 مليون دولار، وهي قيمة المساعدة غير العسكرية التي وعدت بها اليابان الدول التي
طاولها هجوم التنظيم الجهادي ولن تشارك اليابان في اجتماع الإئتلاف غير إن وزير خارجيتها فوميو كيشيدا زار لندن يوم أمس
الأربعاء والتقى نظيره فيليب هاموند.
"د.ب.أ"