جنيف ـ وكالات
بدأ عدد من كبار قادة السياسة والاعمال في العالم منتدى دافوس السنوي الاربعاء في اجواء من التفاؤل الحذر ازاء انتهاء اسوأ ازمة مالية شهدها العالم. وخلال الايام الاربعة المقبل، سيلتقي نحو 45 من قادة العالم وحوالى 2500 من الشخصيات والصحافيين وقادة الصناعة والاقتصاد في منتجع دافوس السويسري لعقد "المنتدى الاقتصادي العالمي". وبعد ان طغت ازمة اليورو والمخاوف من خروج اليونان من منطقة اليورو على قمة دافوس 2012، يسود قمة هذا العام شعور بان الاقتصاد العالمي بدأ يتعافى من كبوته. وفي الجلسة الافتتاحة للمنتدى قارن نائب رئيس صندوق النقد الدولي مين تشو بين الاجواء السائدة في القمة الحالية وتلك التي سادت في القمة الماضية. وقال تشو "في هذه اللحظات بالتحديد، ان الامور تبدو افضل بكثير مما كانت عليه قبل 12 شهرا. فقبل عام هنا كنا قلقون بشان ازمة اليورو والهاوية المالية الاميركية". واضاف "ومع كل الخطوات التي تم اتخاذها بشان السياسيات، فان الامور اصبحت اكثر هدواء الان، ولكن علينا ان نكون حذرين جدا". اما جيمي ديمون الرئيس التنفيذي لشركة "جاي بي مورغان تشيس" فقال انه يشعر بان القطاع المصرفي بدأ يطوي صفحة مقلقة في تاريخه شهد خلالها مؤخرا العديد من التطورات الصعبة. وقال "اعتقد ان ذلك القطاع تخطى الماضي. واعتقد ان الكثير من الشركات اداؤها جيد. والبنوك تواصل توسعها واقراضها". ومع ذلك الا ان مسؤولين ومصرفيين حذروا من ان اضطرابات السوق يمكن ان تتجدد خاصة اذا فشلت الجهات التنظيمية في الاستفادة من دروس الازمة المالية. وقال ديمون الذي يعد من اكبر المصرفيين في العالم "اذا فعلنا كل شيء بالشكل الصحيح، فاننا سنخرج من هذا. واذا لم نفعل، فان هذه الازمة يمكن ان تستمر لمدة عشر سنوات اخرى". وفي دراسة مهمة نشرتها شركة "برايس ووتر كوبرز" للخدمات المالية، قال الرؤساء التنفيذيون انهم اقل تشاؤما بشكل طفيف بشان الاقتصاد العالمي. ومن بين القادة المقرر ان يلقوا كلمات في المنتدى المستشارة الالمانية انغيلا ميركل، ورئيس الوزراء الروسي ديمتري مدفيديف ورئيس الوزراء الايطالي ماريو مونتي. ومن المقرر ان يلقي رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون كلمة الخميس عقب اعلانه الاربعاء انه سيجري بنهاية 2017 استفتاء حول بقاء بريطانيا او خروجها من الاتحاد الاوروبي. وسيكون مدفيديف اول شخصية بارزة تتحدث في المنتدى، حيث سيلقي كلمته ظهر الاربعاء بالتوقيت المحلي يتحدث فيها عن مستقبل الاقتصاد الروسي. كما سيلتقي عدد من الشخصيات المهمة كلمات في المنتدى ومن بينهم رئيس البنك الاوروبي المركزي ماريو دراغي الذي سيتحدث عن "التحديات في السنوات المقبلة" ورئيسة صندوق النقد الدولي كريستين لاغارد. وعادت ما تخطف الاحداث العالمية اجندة المنتدى، ولن يختلف هذا العام عن سابقه حيث يتوقع ان تهيمن الازمات في مالي وسوريا على اجندة المؤتمر. ومن المقرر ان يتقي العاهل الاردني الملك عبد الله الثاني كلمة خاصة في المنتدى. كما من المقرر ان يشارك فيه رؤوساء وزراء مصر ولبنان وليبيا وتونس والاراضي الفلسطينية والرئيس الاسرائيلي شيمون بيريز. كما سيشهد المنتدى تواجدا افريقيا كثيفا مع حضور قادة جنوب افريقيا ونيجيريا للجلسة بعنوان "ازالة المخاطر" من القارة اليوم الاربعاء. والى جانب القادة سيشارك في المنتدى اكثر من 900 من كبار قادة الاعمال. وسيشارك في ترأس المنتدى هذا لعام الرؤوساء التنفيذيون لشركة كوكا كولا، وامبرير، ويو بي اس، وداو كيميكال، ورئيس منظمة "الشفافية الدولية" التي تحارب الفساد. واختار المنظمون "الديناميكية المقاومة" عنوانا للمنتدى، ما يعكس ضرورة تحسين هيكل الاقتصاد الدولي لمقاومة الطوارئ المفاجئة مثل ازمة ديون منطقة اليورو. ورغم تواجد عدد كبير من قادة العالم، الا انه لن يتم اتخاذ قرارات رسمية في دافوس، ولكن يجري في العادة عقد صفقات بين الشركات على هامش القمة، بينما يعقد رؤساء الدول والحكومات اجتماعات صغيرة لتبادل الاراء حول القضايا المهمة. وستعقد خلال المنتدى 260 جلسة في عشرات المواقع اضافة الى العروض الخاصة بالدين والعلوم والاعلام والصحة. كما سيجري عشاء تناقش خلاله العلاجات المحتملة لمرض السرطان، وستعقد جلسة حول "ماضي ومستقبل الكون" يقدمها رئيس مختبر فيزياء الجزئيات "سيرن". وتنظم خلال المنتدى الذي لا يمكن حضوره الا بدعوة، مادب غداء غير رسمية وحفلات استقبال فاخرة عادة ما تقام برعاية شركات كبرى ومخصصة لعدد معين من الضيوف من قادة السياسة والاعمال لتبادل الاراء والتعارف.