دمشق - نور خوام
أعلن مدير عام الآثار والمتاحف الدكتور مأمون عبد الكريم ان المديرية وضعت التصورات الأولية لخطة إعادة تأهيل مدينة تدمر الأثرية وترميم الآثار التي دمرها متطرفو“داعش” في مدينة تدمر بعد أن أعاد الجيش العربي السوري الأمن والاستقرار إليها.
وأفاد عبد الكريم :"ننظر إلى ان إعادة الأمان والاستقرار إلى تدمر هو استعادة لحضارة لها مكانة تاريخية كبيرة في العالم يجب أن يتضامن كل شعوب العالم معها لإنقاذ التراث السوري وإنقاذ تدمر المسجلة على لائحة التراث العالمي والتي كانت رهينة بيد "داعش”، لافتًا إلى إمكانية إعادة بناء بعض الآثار التي دمرها تنظيم “داعش” المتطرف في تدمر رغم وجود “خسارات أبدية لا يمكن تعويضها في مكونات معمارية لبعض الآثار من ناحية الأصالة”.
وأشار عبد الكريم إلى ان الخبراء في المديرية سيقومون خلال الأيام القادمة بزيارة ميدانية لمدينة تدمر لتقييم الأضرار كمرحلة أولى ثم القيام بأعمال إسعافية ووضع خطة استراتيجية تتم على عدة مراحل لترميم المباني ومنها قلعة تدمر وغيرها من الأضرار وإعادة بناء المعابد “معبدي بل وبعل شمين” وقوس النصر والأبراج الجنائزية التي قام تنظيم “داعش” الإرهابي بتدميرها العام الماضي حيث توجد وثائق ومخططات وصور تفصيلية لهذه الأماكن الأثرية.
وأوضح عبد الكريم انه بالرغم من ان “النظرة العالمية المعروفة تفضل عدم إعادة بناء الآثار لكن حالة تدمر مختلفة” وقال.. “سنعيد بناء المعابد المدمرة بطريقة تحافظ على هويتها التاريخية مستفيدين من الأحجار الأصلية المتبقية مع إضافة أحجار جديدة من مقالع تدمر” لافتا إلى ان “تدمر مدينة أثرية تملك رمزية خاصة ورسالة عالمية كونها تحدت الإرهاب وستكون الأعمال إعادة البناء بهدف إبقاء شاهد على هذه الآثار”.
وكشف عبد الكريم ان مديرية الآثار “تمتلك كادرًا علميًا ومهندسين إنشائيين وآثاريين مؤهلين وذوي خبرة في الترميم الأثري والإصلاح وصيانة المباني الأثرية بعد الحوادث سواء الحروب أو الكوارث الطبيعية وستقوم بالتعاون مع الشركاء المحليين والدوليين المعنيين بقطاع الآثار كمنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة “اليونيسكو” والمجلس الدولي للآثار والمواقع “الايكوموس” والمركز الدولي لصون وترميم الممتلكات الثقافية “الايكروم” بترميم وإعادة بناء المواقع الأثرية في مدينة تدمر التي قام تنظيم "داعش" بتدميرها”، لافتًا إلى ان المديرية العامة للآثار قامت بترميم موقع تدمر الأثري منذ نحو 70 عاما أشرف على معظمه الشهيد الباحث الأثري خالد الأسعد الذي قام تنظيم “داعش” الإرهابي بإعدامه في ساحة تدمر العام الماضي.
إلى ذلك كشف مدير عام الآثار والمتاحف انه في 19 من شهر نيسان المقبل سيوضع في ساحة لندن نصب تذكاري يمثل قوس النصر في تدمر حيث قام المعهد التقني الرقمي للآثار في جامعة اكسفورد البريطانية بالتنسيق مع مديرية الآثار بتصميم النصب الذي بلغ وزنه 12 طنًا وارتفاعه 6 أمتار على أن ينقل لاحقا إلى عدد من مدن العالم منها نيويورك لتكون نهاية جولة النصب في سورية.
وأعرب عبد الكريم عن تمنياته بأن تكون المحطة الاخيرة لنصب قوس النصر في تدمر بساحة الشهيد الأسعد التي سميت باسمه معتبرًا ان إقامة هذا النصب لقوس النصر تؤكد مدى تضافر الجهود الدولية لدعم التراث الثقافي السوري واحترامهم للآثار السورية بشكل عام ولتدمر بشكل خاص وللفت أنظار العالم إلى جرائم التنظيمات الإرهابية بحق الأوابد الأثرية في تدمر التي قاموا بتدميرها بشكل ممنهج بسبب فكرهم الإرهابي التكفيري الظلامي.
وأشار عبد الكريم إلى المواقع الأثرية التي قامت المديرية العامة للآثار بإعادة ترميمها مثل قلعة الحصن وفق خطة إسعافية أنجزت المرحلة الأولى منها فضلا عن إنجاز أعمال ترميم للآثار في معلولا ومدينة حمص القديمة كما ستتم إعادة فتح أبواب قلعة صلاح الدين أمام الزوار نهاية شهر نيسان القادم مؤكدا حرص المديرية رغم ظروف الحرب الإرهابية على سورية على الاستمرار بأعمال الترميم والحفاظ على الآثار السورية.