القاهرة ـ أ.ش.أ
حذر عضو هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف، الدكتور أحمد عمر هاشم، من مغبة فتح باب الاجتهاد في الإسلام لغير المتخصصين؛ ما يحدث بلبلة وفتن، مشيرا إلى أن ميثاق الأمم المتحدة نفسه قال "تُقيد حرية الكلمة إذا كانت تنال من الأديان والشرائع"، مؤكدا أنه "لا يجوز بأي حال من الأحوال أن أترك أحد يجور على ديني، لكن في الوقت نفسه أؤمن بجميع الأديان السماوية والأنبياء ولا أتعصب لعقيدتي أو أي عقيدة تجاه الأخرى".
ونقل بيان للأزهر الشريف، صدر اليوم ، عن الدكتور عمر هاشم قوله إن "الأزهر الشريف قضى ما يزيد على ألف عام وهو يحتضن طلاب العلم، وينشر رسالة الإسلام الوسطية في ربوع العالم، وما كان في عهدٍ من العهود حاجة لأن يقال جددوا الخطاب، وإنما كانت هناك اجتهادات"، موضحا أنه "عندما ظهرت مطالبات بتجديد الخطاب، سارع الأزهر الشريف لتلبية هذا الأمر".
وأوضح أن "تطوير الخطاب الديني يكون من خلال تطوير الأسلوب وفي أمور جدت على الحياة؛ لأن آليات الخطاب الديني في هذا العصر قد تغيرت وتزايدت مع وسائل الخطاب، لذلك استُحدثت آليات جديدة ومتطورة لتواكب العصر".
واستنكر عضو هيئة كبار العلماء تشبيه البعض دور الأزهر الحالي بدور الكنائس في العصور الوسطى، قائلاً: "هذا بهتان ولا أساس له من الصحة"، موضحا أن "الأزهر ظل طوال تاريخه ينشر سماحة الإسلام، وما زال يمارس هذا الدور، ويقوم على حفظ التراث وأشرف العلوم، ويدرس بأروقته علوم الفقه والتفسير والحديث والتوحيد لكافة الناس".
وأكد هاشم أن المصريين وغير المصريين عرفوا قيمة الأزهر، مستشهدا بقول أحد كبار المؤرخين: "إن من يذهب إلى مصر سيعرف قيمة الإسلام ومجده وعزه؛ لأن بها الأزهر"، مشددا على أن "دور الأزهر الشريف لم ولن يتراجع، وما زال يؤديه على أكمل وجه، وسيظل شامخًا قويا مهما حاول المتربصون به تشويه صورته".