الرباط ـ يوسف عصام
قدَّم الدكتور أحمد بوكاري الشرقاوي، مساء الجمعة، محاضرة تاريخية عن دور الزاوية الشرقاوية كمؤسسة صحية واجتماعية، مسلطًا الضوء على جانب من تاريخ مدينة أبي الجعد التي شكلت منذ قرون قطبًا تعليميًا، تربويًا وعلميًا بامتياز.
وانطلق الدكتور بوكاري خلال عرضه، الذي حضره عدد من الأطباء والممرضين المشاركين في حملة طبية تنظمها جمعية أقواس أبي الجعد، وعدد من المهتمين بتاريخ المدينة، من التذكير بأسباب تأسيس الزاوية الشرقاوية التي أنشأها أبو عبيد الله محمد الشرقي من أجل خدمة المجتمع فتمكنت بذلك من بسط نفوذها العلمي والفكري على المنطقة وتخرجت منها شخصيات بصمت التاريخ والفكر الإنساني على مر العصور.
وذكر الأستاذ المحاضر كيف أن مدينة أبي الجعد احتضنت قبل أكثر من قرنين "ماريستان" ومحلات لبيع الأدوية، خلال الفترة التي عاش فيها حفيد مؤسس الزاوية "سيدي صالح" الذي أراد أن يجعل من مدينة أبي الجعد جامعة لتدريس العلوم مثل جامع القرويين في فاس وجامع بن يوسف في مراكش، وتمكن من استقطاب عدد من العلماء للتدريس فيها، مثل الطبيب "عبد القادر بن شقرون" الطبيب الخاص بالملك "المولى إسماعيل" الذي درس في أبي الجعد ومكث فيها حوالي السنتين، وهو من اقترح توفير مكان للعلاج في أحد البيوت الكبيرة، وأنشأ محلات لبيع الأدوية، كما كتب مؤلفا بطلب من شيخ الزاوية "سيدي صالح" حول الصحة والتغدية، سماه "الأرجوزة الشقرونية" التي درسها فيما بعد الطبيب الفرنسي "رونو" واستمد منها قواعد كثيرة في النظام الغذائي.
وأكد الدكتور أحمد بوكاري أن لمدينة أبي الجعد تاريخ زاخر في مختلف المجالات، وأنه يبحث منذ 30 سنة في تاريخها ولا زال مغرمًا بالبحث فيه، مما دفعه لإنجاز كتاب، إضافة إلى مجموعة من الكتب ألفها عن تاريخ أبي الجعد، بعنوان "الزاوية الشرقاوية والمخزن" سيصدر قريبًا ويضم عددًا من المراسلات الرسمية من وإلى الزاوية.