القاهرة ـ وكالات
كشف الدكتور أحمد سمير خير الله، المدرس بكلية الصيدلة جامعة بنى سويف، والحاصل على درجة الدكتوراة فى مجال الميكروبيولوجيا والمناعة من جامعة نوتنجهام البريطانية، عن تطوير تطبيق جديد يتيح التشخيص السريع للأمراض المعدية الخطيرة مثل الملاريا والإيدز خاصة فى الدول النامية، وذلك باستخدام تقنية التكنولوجيا الحيوية. ويشير خير الله إلى أن آلية التطبيق الجديد تعتمد على الكشف السريع عن الحامض النووى "DNA" للأمراض المعدية باستخدام مزيج تفاعلى يتكون من الماء وجزيئات الذهب، المحضرة باستخدام تكنولوجيا النانو، لافتا إلى أنها طريقة غاية فى السهولة، تشبه الاختبارات المنزلية للكشف عن الحمل، حيث يتم إضافة الماء ومسحوق اختبار خاص إلى نقطة من دم الشخص، ليتم التعرف على الإصابة بالمرض من عدمها. وأضاف خير الله أن هذه التقنية أثبتت نجاحها فى تشخيص الكثير من الأمراض مثل الفيروس المسبب لمرض نقص المناعة المكتسبة (الايدز) والطفيل المسبب للملاريا، كما أنها تفتح المجال للتقنيين لاكتشاف العديد من مسببات الأمراض باستخدام عينة واحدة صغيرة، وبدرجة عالية من الدقة والحساسية. وأكد خير الله على أهمية استخدام جزيئات النانو الذهبية فى التشخيص، حيث أنها تمكن العلماء من تحديد مكان وجود المرض المشتبه به بدقة شديدة، حيث ترتبط الجزيئات الذهبية بتسلسل معين من النيو كليو تيدات، وعندما يتم فحص العينة التى تحتوى على جين المرض تتثاقل الجزيئات الذهبية، ويتحول لونها و لون العينة التى يتم فحصها من اللون الأحمر إلى الأزرق. وأشار خير الله، إلى أن الباحثين اعتمدوا فى هذه التقنية الجديدة على تغطّية الجزيئات الذهبية بإنزيم مختص بقص DNA بدلا من ترك الجزيئات تتثاقل سوياً، وبالتالى عندما يتم فحص عينة تحتوى على جين الميكروب مسبب المرض، يصبح الإنزيم فعالاً، مما يجعل لون العينة يتغير إلى الأحمر. ويضيف خير الله أن الباحثين تمكنوا من تحويل محاليل المواد المستخدمة فى الاختبار لتصبح على هيئة مسحوق بدلا ً من المحاليل، وهو ما يجعله يظل صالحاً لسنوات طويلة مقارنة بالمحاليل التى تقل فاعليتها مع مرور الوقت، وكما أنه أسهل وأخف فى الشَحْن، وساهم فى جعل الاختبار متاحا وأكثر سهولة. وأكد على أن هذه النتائج تعطى أملاً بإمكانية تطبيق التقنية الجديدة فى الكشف السريع عن الأمراض، باستخدام اختبارات أكثر دقة و زهيدة الثمن، ولا تحتاج إلى ظروف تفاعل معقدة مثل مرض الملاريا أَو الإيدز، وهو ما يكسبها أهمية كبيرة، خصوصاً فى الدول الناميةِ. جاءت هذه النتائج فى دراسة حديثة نشرت بدورية "Angewandte Chemie " فى وقت سابق من هذا العام، وأشرف عليه باحثون من جامعة تورنتو الكندية.