برلين - المغرب اليوم
تسعى كبرى شركات الاتصالات في ألمانيا (Deutsche Telekom) إلى تنفيذ مشروع ضخم يهدف إلى حماية مستخدمي الإنترنت داخل ألمانيا من التجسس الإلكتروني الأمريكي الذي كُشف عن كثير من خفاياه في الفترة الأخيرة.ويستند المشروع بشكل أساسي على جعل جميع مراكز تبادل المعلومات عبر الإنترنت (Exchange Point) داخلية لا عالمية، وهذا يتطلب تعاوناً بين جميع الشركات الألمانية المزوّدة للإنترنت لبناء شبكة داخلية تضمن عزل تبادل البيانات عن شبكة الإنترنت العالمية. عبّر عن ذلك أحد المسؤولين في شركة "تيليكوم" بقوله "عند دخول بيانات خارجية من المرسل إلى المستقبل داخل ألمانيا، لن يخرج أي بايت (Byte) من ألمانيا"، وتأمل الشركة بتوسيع المشروع ليشمل معظم دول الاتحاد الأوروبي مستقبلاً. وشكك خبراء في أمن المعلومات بأن هذا المشروع يمكن أن يوفر حماية كاملة من التجسس الأمريكي، لكنهم أكدوا في الوقت ذاته أن مثل هذه الخطوة ستصعّب عملية التجسس وتجعلها أكثر تعقيداً وكلفة.وكانت الخطوة الأولى لشركة "تيليكوم" الألمانية في التصدي للتجسس الأمريكي، إنشاء نظام بريد إلكتروني داخلي مشفّر، يقوم على تبادل البيانات عبر مخدّمات داخلية حصراً. وأطلق البريد الإلكتروني الداخلي في شهر أغسطس/آب الفائت، بعد أن كشفت الوثائق السرية المسربة من وكالة الأمن القومي الأمريكية، أن ألمانيا هي أكثر دول الاتحاد الأوروبي تعرضاً للتجسس الأمريكي.