واشنطن ـ رولا عيسى
قلصت شركة "أبل" القائمة في مدينة "كوبرتينو"، عدد موظفي قسم السيارات على نحو ملحوظ، فوفقًا لتقارير صدرت مؤخرًا، أعلنت أنه تم الاستغناء عن مئات الموظفين في الفريق الذي يضم نحو 1000 موظف. وتسعى الشركة إلى إعادة تركيز جهودها على تطوير برمجيات السيارات ذاتية القيادة، بدلًا من تطوير سيارة بالكامل.
وأكد تقرير لموقع "بلومبرغ" عن استغناء فريق عمل "سيارة أبل" عن مئات الموظفين، وذلك إما بالانتقال إلى إدارات أخرى، أو بترك الشركة تمامًا. وأضاف التقرير أنه تم منح مهندسي مشروع "سيارة أبل" المعروف بمشروع "تيتان" مهلة حتى أواخر 2017، للتأكد من جدوى برمجيات القيادة الذاتية. وفي حال أصبحت البرمجيات على النحو المطلوب، فأن ذلك يزيد احتمالية عمل " أبل" مع شركات السيارات الأخرى.
وصدر تقرير مماثل عن صحيفة "نيويورك تايمز"، أفاد بأن "أبل" تعيد التفكير في استراتيجية صناعة السيارات. وتحدث المصدر في سرية، وذلك لأنه من غير المسموح لهم الحديث عن المشروع. وذكر أن مشروع "تيتان" في مرحلة اجتياز "إعادة التشغيل"، ما يعني أن المراحل النهائية للبرنامج الذي يعمل على سيارة ستتركز حول البرمجيات بدلًا من السيارة.
وذكرت صحيفة "نيويورك تايمز"، أنه تم الاستغناء عن عشرات الموظفين نتيجة للتغيرات الأخيرة. ولم تبدي" أبل" أي تعليق رسمي على هذه التقارير، وترفض دائمًا الإفصاح عن طموحاتها في مجال صناعة السيارات. ولكن في اجتماع عقد مؤخرًا، مع تيم كوك، الرئيس التنفيذي لشركة "أبل"، قال إن قطاع صناعة السيارات يشهد حاليًا تغييرًا جذريًا، فيما يبدو إشارة إلى وجود مشروع "سيارة أبل". وكشف مسؤولون محليون في منطقة خليج سان فرانسيسكو أن "أبل" طلبت منهم العام الماضي استخدام قاعدة بحرية سابقة بغرض تحويلها إلى معمل لتجارب للسيارات.
وأعلنت صحيفتا نيويورك تايمز ووكالة أنباء بلومبرغ أن جهود "أبل" الأولية لتصميم سيارتها الخاصة تأثرت بتغييرات الإدارة وكذلك الأعطال الفنية. وتعتبر عملية بناء سيارة تحد معقد بشكل لا يصدق بالنسبة لأي شركة، حتى ولو كانت تملك خبرة كبيرة في مجال الهندسة مثل "شركة أبل"، فصناعة السيارات تحتاج إلى أمور تنظيمية وقانونية أكثر من التي يحتاجها إنتاج "إيفون" أو جهاز كمبيوتر.
وتشهد الفترة الماضية تزايد لعمليات منافسة شركات التكنولوجيا للدخول في قطاع صناعة السيارات، وتتنافس حاليًا أبل، وغوغل وغيرها من الشركات لتطوير البرمجيات التي يمكن أن تساعد في إدارة أنظمة المعلومات والترفيه داخل السيارات. ومن المعروف أن غوغل تعمل أيضا على تطوير تكنولوجيا القيادة الذاتية، ولكنها في نفس الوقت صرحت بأنه من المحتمل الاشتراك مع شركات صناعة السيارات القائمة.
وترغب شركات التكنولوجيا في الدخول إلى عالم صناعة السيارات، وذلك لجعل الناس تداوم على استخدام منتجاتهم وخدماتهم حتى أثناء القيادة.
وفي الوقت نفسه، أنشأت شركات صناعة السيارات الرائدة، مختبرات للبحوث في "وادي السليكون"، للمساهمة في العمل على البرمجيات والنظم الفيزيائية - بما في ذلك أجهزة الاستشعار والمكونات الأخرى المطلوبة في تطوير القيادة الذاتية.