لندن - ماريا طبراني
يبدو وكأنه شيء من فيلم خيالي علمي، ولكن العلماء قد توصلوا بالفعل لاكتشاف "الغبار العصبي" الذي يمكن زرعه في الجسم أو وضعه في المخ، لمراقبة الأعصاب الداخلية والعضلات والأجهزة العضوية.
وقال طالب علم الأعصاب ريان نيلي: لقد "كان الهدف الأصلي لمشروع الغبار العصبي هو تخيل الجيل المقبل من مواجهة المخ والآلة، وجعل التكنولوجيا السريرية قابلة للحياة، فإذا أراد مشلول السيطرة على جهاز الكمبيوتر أو الذراع الروبوتية، يمكننا زرع هذا الغبار الكهربائي في المخ و سوف يستمر بشكل أساسي مدى الحياة".
وهذه التكنولوجيا الجديدة تفتح الباب أمام العلاجات الإلكترونية لعلاج اضطرابات مثل الصرع أو لتنشيط الجهاز المناعي أو إخماد الالتهاب ويقول ميشيل ماهاربيز، وهو أستاذ مشارك في العلوم الهندسية والكمبيوتر الكهربائية وواحد من اثنين ممن شاركا في إعداد الدراسة: "أعتقد أن التوقعات طويلة الأجل للغبار العصبي ليست فقط في الأعصاب والمخ، ولكن أوسع بكثير. فقد أصبح الحصول على القياس في الجسم غير ممكن لأنه لم يكن هناك أي وسيلة لوضع شيء فائق الصغر وفائق الدقة".
وأكمل: "ولكن الآن يمكننا أن نأخذ ذرة من لا شيء، ونزرعه بالقرب من العصب أو الجهاز الهضمي الخاص بك أو العضلات، لقراءة البيانات".
ويقول الباحثون أن تكنولوجيا الموجات فوق الصوتية بالفعل استغلت بشكل جيد للاستخدام في المستشفى، ويمكن للإهتزازات فوق الصوتية اختراق أي مكان تقريبا في الجسم، على عكس موجات الراديو. ويضيفون أنه في حين أن التجارب حتى الآن تشمل الجهاز العصبي المحيطي والعضلات، يمكن أن توزيع الغبار العصبي أن يعمل أيضا على قدم المساواة في النظام العصبي المركزي والمخ للسيطرة على الأطراف الاصطناعية.
فالأقطاب الكهربائية التي تزرع في الجسم اليوم تتحلل في خلال سنة أو اثنتين، وكذلك جميع اتصال الأسلاك التي تمر من خلال ثقوب في الجمجمة.
فأجهزة الاستشعار اللاسلكية يمكن أن تكون ختمها في الجسم، مما يجنب العدوى والحركة غير المرغوب فيها من الأقطاب الكهربائية.
وعلى سبيل المثال، أجهزة الاستشعار صغيرة بما يكفي لزرعها جيدا في الجهاز العصبي المحيطي، مما يتحكم في المثانة أو قمع الشهية. وبمجرد نجاح الاختبارات السريرية، الغبار العصبي سيحل محل الأقطاب والأسلاك.
ويعمل الفريق الآن على تصغير الجهاز أكثر من الحالي، وأن يجدوا المزيد من المواد الحيوية وتحسين جهاز الإرسال والاستقبال السطحي الذي يرسل ويستقبل الموجات فوق الصوتية، باستخدام تقنية شعاع التوجيه للتركيز على الأمواج الصوتية على التوزع الفردي.