بيروت - المغرب اليوم
يدرس أستاذ علم النفس في كلية غيتيسبيرغ الدكتور ريتشارد راسل أسباب وعوامل الصحة والعمر والجمال، التي تتخفي وراء وجوهنا. ويقول "حينما ننظر إلى وجه الإنسان، يمكن أن نعرف الكثير عنه، حيث أن عقلنا يصنع تصورًا لا إراديًا، عما إذا كان الشخص ذكر أم أنثى، جذاب أم لا، كبير أو صغير، وأنا أحاول فهم كيف ندرك الأشخاص، ونصنع أحكامنا عنهم، وفقًا لمظهر وجوههم". واكتشف ريتشارد، في بحث أجراه سابقًا أن التناقض الكبير بين عيوننا وشفاهنا والبشرة التي تحيط بهم، كانت ملاحظة بأنها اكثر انثوية، كما أن النتائج الحديثة التي توصل إليها، والتي نشرت في "بلس وان"، وجدت أن هذا التناقض يُعد مؤشرًا على العمر. وقام راسل وفريقه بتحليل 289 وجه، تتراوح أعمار أصحابهم بين 20 إلى 70 عامًا، حيث اكتشفوا أنه حين يكون المرء أكبر عمرًا، يلاحظ أن لون الشفاه والعيون والحواجب افتح، بينما تكون بشرة الوجه أغمق بصورة عامة، وهذا يؤدي إلى تناقض أقل بين الملامح والبشرة"، وهو الأمر الذي جعل راسل يتسائل "هل من الممكن أن يستخدم الأشخاص هذا التناقض كتعبير عن العمر"، وللتحقق من ذلك، قام راسل وفريقه بسؤال أكثر من 100 متطوع، لتقدير الأعمار وفقًا لصور الوجه، ولكن هذه المرة، قام بزيادة أو تقليل التناقض بطريقة اصطناعية، وكلما زاد التناقض، كلما اعتقد المشاركين أن أصحاب الوجه أقل عمرًا، وحينما قل التناقض، اعتقدوا أن أصحاب الوجوه أكبر عمرًا، ليؤكد أنه "على العكس من التجاعيد، فلا أحد يدرك بوعي أننا نستخدم هذا التناقض، حتى لو حدق في وجوهنا كل يوم". كذلك اكتشف راسل سابقًا أن "الماكياج يساعد في جعل التناقض يزيد بين ملامح الوجه والبشرة"، وليس فقط أن "العيون الداكنة أو الشفاة الأكثر إحمرارًا تجعل وجوهنا تبدو أكثر أنثوية"، وتشير نتائجه إلى أن "الماكياج يجعل المرأة تبدو أصغر عمرًا"، وأوضح أن "العديد من الأشخاص يهتمون بتقليل العلامات الظاهرة، التي تدل على العمر، وهذا يدعم سبب وجود مستحضرات التجميل، التي تبلغ تكلفتها ملايين الدولارات، وصناعة الجراحات التجميلية، مبينًا أن "كيفية جعل مستحضرات التجميل الوجه أكثر جاذبية هو واحد من الأسئلة الرئيسية لفهم هذه المستحضرات"، وأضاف "من خلال خلق مظهر أكثر شبابًا، يعزز الماكياج علامات الوجه، التي تدل على الصحة والحيوية"، ولكن هذا يعد فقط جزءًا من لغز العمر، حيث وجد الفريق أن التناقض يشكل عاملاً، واكتشفوا أيضًا أن الأسباب الأخري، مثل التجاعيد، والترهلات، لعبت دورًا أكبر في تقييم العمر.