لندن ـ المغرب اليوم
على رغم أنّ موضة «الاستراحة من الزواج» غير منطقية، إلّا أنّها لاقت رواجاً وإقبالاً كبيرين بين الازواج الذين يتخبطون في مشكلاتهم الزوجية والروتينية ويبحثون عن طرق فعّالة لإنقاذ زواجهم.
وقد أثارت هذه الموضة الجدل خصوصاً بعد إعلان الممثلة إيما تومسون أنّها تؤمن بأنّ «على كلّ زوجين الاستراحة من زواجهما مدّة من الزمن، لينقذا حبّهما وعلاقتهما من التدهور». من جهتها أكّدت الصحافية فليك إفريت أنّ «التفرّغ من الزواج» أنقذ علاقتها من الفشل والانفصال، وفق ما نقلت صحيفة «ديلي ميل» البريطانية. لكنّ المحللة النفسية جوي هيمينغز، إنتقدت مبدأ الاستراحة، معتبرةً أنّ «التهرّب من المُشكلات لا يساهم في حلّها، بل على العكس، يؤدي الى تفاقم الوضع».
... لا تشبه الانفصال
وفرّقت إفريت في حديثها بين الاستراحة من الزواج والانفصال في المحكمة، موضحةً «أنّه في حال التفرّغ من الزواج يعلم الزوجان أنّ إنفصالهما هو مجرّد مرحلة وشيكة ولمدّة محددة من الزمن يعودان من بعدها الى بعضهما ويستمرّان في علاقتهما، ولكنّ الانفصال في المحكمة هو نهائي، ولا أمل من بعده في إنقاذ العلاقة». إفريت، التي قضت بضعة أيام في الأسبوع بعيدة عن زوجها، قالت: «مرّت 10 سنوات على إرتباطي بزوجي الذي أعمل معه في الشركة ذاتها، وكنّا نختلف دائماً على أمور بسيطة، ولكننا لم نرغب في الطلاق لضمان مصلحة أولادنا».
للتخلّص من «السموم»
ولم تجد إفريت حلاً ينقذ علاقتها من التدهور والفشل سوى التفرّغ من الزواج، مؤكّدةً «لم تكن تلك الاستراحة إنفصالاً نهائياً كإنفصال المحاكم، وإنما كانت بمثابة المساحة الخاصّة بنا التي شعرنا فيها بإستقلاليتنا». وشبّهت الصحافية «الاستراحة من الزواج» بجلسة التخلص من السموم «فبدلاً من محاولة التوقّف عن إحتساء الكحول مرّتين في الأسبوع مثلاً، قضَيتُ ليلتين بعيدةً من زوجي». من جهتها، أعلنت تومسون إيمانها بهذا المبدأ، مؤكّدةً «على كلّ زوجين يسعيان الى إنقاذ زواجهما، الابتعاد عن بعضهما فترة من الزمن».
... وإستعادة الشغف
«قضى زوجي بضعة ليالٍ في الأسبوع بعيداً من منزله وأفراد أسرته، وهذا ما أنقذ زواجه»، هذا ما قالته إفريت، موضحةً «إثر الاستراحة تلك،
إستعدنا الشغف الذي يكنّه كلٌّ منّا للآخر، وبدأنا نقدّر بعضنا البعض مجدداً وهذا ما أحدث فارقاً إيجابياً في العلاقة». وتابعت الصحافية حديثها مشيرةً الى أنّ «تناول العشاء بمفردك ليلتين في الاسبوع، سيجعلك فجأة تقدّر جلوس شريكك قبالتك إلى الطاولة».
لكن الاختصاصية في علم النفس جوي هيمينغز لم توافق إفريت الرأي، وانتقدت تلك الموضة الرائجة في العلاقات العاطفية، معتبرةً أنّها «تؤدي الى تفاقم المشكلات بين الزوجين أكثر، لأنّها تُعالج المشكلة ظاهرياً من دون الغوص في عمقها». وأوضحت أنّ «التفرّغ من الزواج لا يعالج المشكلة الفعلية بل يستّرها، وهذا ما يضرّ بالزواج حيث يكون على الشريكين البحث في عمق مشكلاتهما لإيجاد الحلول الجذريّة لها».
خوف من الاستقلالية
وأشارت المحللة النفسية في نهاية حديثها الى وجود مخاطر عدّة في ظاهرة التفرّغ من الزواج، متسائلةً «ماذا لو أحبّ أحد الزوجين فكرة الاستقلالية والانفصال ولم يرغب في العودة الى منزله؟ فهنا تدخل العلاقة في مرحلة صعبة وخطيرة».