الرباط - المغرب اليوم
في سياق العلاقة الحميمة غير المحمية، وخصوصاً بهدف الإنجاب، تتعرّض المرأة لكمية لا بأس بها من السائل المنوي في شكل دوري، فهل فكرّت يوماً بالآثار الجانبيّة المحتملة لذلك؟
فكما الحال مع كلّ جسم غريب، لا مهرب من ردّة الفعل على إقتحام السائل المنوي لرحم المرأة وعنقه... ولعلّ هذا ما حاولت التوصل إليه دراسة بريطانية حديثة أجريت في جامعة University of East Anglia.
وبالتفاصيل، بيّنت نتيجة هذه الدراسة أنّ تأثير السائل المنوي ملحوظ لدى المرأة على الصعيدين الجسدي كما النفسي.
التأثير الجسدي:
فعلى الصعيد الجسدي، لوحظ أنّ الضغط داخل رحم المرأة يزداد في شكل كبير عند دخول السائل المنوي، الأمر الذي يرجّح أن يكون لمساعدة الحيوانات المنوية على التحرك في شكل أسرع، بهدف الوصول إلى البويضة وتلقيحها.
كذلك، أظهرت التحاليل أنّ المني إجمالاً ما يحتوي على نوع بروتينات محدّد يساهم في تحفير التعبير الجيني وتغييره، وبالتالي يؤثّر على إفراز الهرمونات لدى المرأة عند التعرّض له في شكل مستمرّ.
التأثير النفسي:
أمّا على الصعيد النفسي، والذي تطرقت إليه دراسات عديدة أخرى، تبيّن أنّ السائل المنوي يساعد على تحسين المزاج لدى المرأة، وزيادة الشغف والإنجذاب تجاه شريكها، كما أنّه يحتوي على 3 أنواع على الأقل من العناصر المضادة للإكتئاب والمساعدة على النوم والإسترخاء.
تحفيز الإباضة:
وفي تجربة أخرى أجريت على ذباب الفاكهة، تبيّن أنّ السائل المنوي قد يؤثر أيضاً على عدد البويضات التي يتمّ إنتاجها، وبالتالي، فإن هذا السائل ليس فقط مجرّد وسيلة لحمل الحيوانات المنويّة، بل يبدو أنّه يلعب دوراً كبيراً أيضاً في تحفيز الإباضة.
ولعلّ هذا التأثير، والذي يعرف بالـ seminal signalling، لا يطاول فقط الجسم البشري، بل هو منتشر أيضاً ما بين مختلف الحيوانات، وبالأخص الثدييات.