بيروت - غنوة دريان
يسيطر التّشاؤم على حياة الكثير من النّاس عندما يواجهون مصاعب الحياة المختلفة وتحدّياتها، وتراهم يقفون في محطّاتٍ كثيرةٍ من محطّات الحياة ليسيطر عليهم التّشاؤم، فترى عزيمتهم قد فترت، وقواهم قد ضعفت، وسيطر اليأس على قلوبهم ونفوسهم، وإنّ علاج ذلك التّشاؤم يكون بعلاج أسبابه، وبزرع روح التّفاؤل في حياة الإنسان، فالتّفاؤل هو نقيض التّشاؤم، فهو الحالة التي تجعل من الإنسان شخصاً محبّاً للحياة، يتطلّع إليها من منظورٍ إيجابيّ، ولا يرى الفشل في الحياة، ولكنّه دائماً يرى الأمل والنّجاح مهما خفت نوره، فكيف للإنسان أن يزرع التّفاؤل في حياته حتّى لا يجد التّشاؤم حالةً من الفراغ في قلبه فيستولي عليه، ولا شكّ بأنّ لزرع التّفاؤل في نفس الإنسان أساليب تنطلق من إرادة الإنسان في الحياة نذكر منها :
أن ينطلق الإنسان في صباح كلّ يومٍ وهو مفعمٌ بالحيويّة والنّشاط، وأن لا يجعل روح التّشاؤم تسيطر عليه، بل يمدّ نفسه بروح التّفاؤل فتكون خير قوةٍ له وزاد لتحقيق طموحاته وتطلّعاته، وإذا واجهته الصّعاب فلا يستسلم لذلك لعلمه بأنّ هذا من سنّة الحياة، وأنّ الحياة تستدعي من الإنسان الصّبر في أحيانٍ كثيرة، كما أنّ بعض المواقف قد تستدعي قوّة النّفس وإرادتها لمواجهتها .
ومن الأمور التي تجعل الإنسان أكثر تفاؤلاً بالحياة أن يعيش سلاماً داخليّاً مع نفسه، فمن تصالح مع نفسه قبل أن يتصالح مع النّاس سرت روح التّفاؤل في جسده وقلبه، فتراه إذا خرج من بيته وواجهته مصيبةٌ أو مشكلة قال بلسان المتفائل لعلّه خير، وهو بذلك يعبّر عن التّصالح والسّلام الدّاخلي الذي يعيشه في قلبه، كما يعبّر عن الإيمان بالله تعالى الذي بيّن حقيقة هذه الحياة الدّنيا، وأنّه سوف يكون فيها ابتلاءات ومنغّصات، وأنّ الصّبر على ذلك كلّه ممّا يعين الإنسان على تجاوز تلك الابتلاءات .
وأخيراً على من يريد أن يزرع التّفاؤل في حياته أن يبتعد عن الكلمات السّلبيّة التي تزرع التّشاؤم في القلب وقد يتداولها الكثير من النّاس مثل كلمة مستحيل، ولا يمكن، لن يحدث ذلك، ولن أرى خيراً، بل يعوّد نفسه على سماع الكلمات التي تحمل البشرى والتّفاؤل للنّفس، والتي تكون دافعاً للبذل والعطاء في هذه الحياة .