القاهرة - المغرب اليوم
يعتبر سن الأربعين فرصة لمجموعة من التساؤلات، خاصة منها تلك المتعلقة بما يصطلح عليه "أزمة الوجود". في هذه السن، تكون النساء قد قدن عدة جبهات: زواج، إنجاب، عمل... بعدها، يأتي وقت تركز فيه المرأة على نفسها، لتدرك أن جسمها بات في حالة يرثى لها. السبب؟ حمل متعدد، إهمال، نظام غذائي غني بالدهون والسكريات، وجبات خفيفة، إجهاد، خلافات، التخلي عن الرياضة... كلها عوامل لم تساعد الحميات الغذائية المتقطعة في الحد من نتائجها، بل على العكس، جعلت الجسم أكثر مقاومة لفقدان الوزن.
لذا، فالحاجة ملحة لأخد زمام المبادرة من جديد، قبل أن تبدأ الهرمونات في لعب دورها! لكن، عليك الانتباه من الوقوع في فخ الأنظمة الغذائية البالغة التقيد، "الحميات القاسية" والتي تساهم في كسب كيلوغرامات زائدة وتخفيض الروح المعنوية.
ندرج لك في هذا المقال نصائح مقدمة من دكتور التغذية، لورانس بلامي، لإعادة اكتشاف متعة الأكل المتوازن.
طقوس الحمية:
وازني في الكثافة الطاقية: قد يعطي هذا الحل نتائج سريعة ومرضية على المدى البعيد: املئي مائدتك بأطعمة ذات كثافة طاقية منخفضة (خضروات، لحوم وأسماك خالية من الدهون، نشويات...) على حساب الأطعمة ذات الكثافة الطاقية العالية (السكريات، الدهون...). بالتالي، ينبغي إرفاق كميات كبيرة من الخضر بكل وجبة تحتوي على اللحوم أو الأسماك، أما النشويات، السكريات والدهون فينبغي الحد منها ما أمكن.
خططي لأسبوعك: التخطيط المسبق لقوائمك الغذائية يجنبك خطر الوقوع في خطأ تسخين أطباق جاهزة. كل يوم أحد، قومي بوضع خطة غذائية للأسبوع القادم، وقومي بالتسوق حسب تلك الخطة، مع مراعاة اقتناء مواد جيدة في حالة اضطررت لارتجال وجبة سريعة متوازنة: لحوم حمراء، بيض، مواد مثلجة أو معلبة طبيعية، منتجات ألبان طبيعية، خضروات، وفواكه.
قسمي الوجبات العائلية: قومي بتحضير وجبات مشتركة، لكن قدمي كل طعام في طبق: اللحم أو السمك المطبوخ بدون دهون (شواء، فرن، بخار...) في طبق، الخضروات في طبق، النشويات في طبق، الصلصات في وعاء المرق، الجبن المبشور في وعاء آخر... كما يمكنك تقديم العديد من المحليات: فواكه، محليات بالحليب، ألبان طبيعية... لكي يقوم كل شخص باختيار طعامه والكميات المناسبة له.
وازني غذائك: يعتبر التعويض في العشاء على حساب تخطي الغذاء فكرة سيئة؛ فذلك يشجع على تناول وجبات خفيفة في فترة ما بعد الظهر أو تناول كميات كبيرة من الطعام في المساء. تناولي وجبة غذاء خفيفة، بحصص متنوعة وكافية: لحوم وأسماك خالية من الدهون، خضروات، أطعمة نشوية، ألبان وفواكه. أما على العشاء، فيفضل تناول وجبات غنية بالخضر، بالإضافة إلى ياغورت وفاكهة معينة، مع تفادي الدهون، السكريات والكحول.
خذي وقتاً كافياً في تناول ومضغ طعامك جيداً: يساهم المضغ الجيد في تحسين عملية الهضم، فيحد بالتالي من الانتفاخ ويعزز الشبع. التلذذ بالوجبة والتركيز عليها يجنبك أيضاً تناول وجبات خفيفة في فترة ما بعد الظهر أو محاولة التعويض خلال الوجبة التالية.
النظام الرياضي:
بين سن 35 و45، يمر الجسم بفترات حمل أو حميات غذائية، والتي تساهم، جنباً إلى جنب مع آثار السن، في استرخاء مناطق من الجسم، خاصة على مستوى الجوانب، الأرداف والفخذين. لتنسيق مظهر جسمك من جديد، يفضل العمل على تمارين خاصة بهذه المناطق، مع العمل على وضعية الجسم بممارسة اليوغا، البيلاتيس أو التمارين الرياضية المائية، مرة إلى مرتين بالأسبوع.
ولتعزيز عملية التمثيل الغذائي، ينصح بالتحرك (المشي، ركوب الدراجة الهوائية...) لفترة لا تقل عن 30 دقيقة يومياً.