برلين ـ أ.ش.أ
أظهر باحثون في ألمانيا أن الدماغ يعمل بشكل أفضل خلال ساعات النوم في حفظ المعلومات منه خلال ساعات الصحو. ونشرت دراستهم في مجلة “نيتشر نوروساينس” (علم أعصاب الطبيعة) العلمية وهي تقدم رؤية جديدة للعملية المعقدة التي من خلالها نحفظ ونسترجع معلومات سبق أن حصلنا عليها. وهذا يعني كيفية التعلم. وكان بحث سابق قد أظهر أن الذكريات الجديدة تخزن مؤقتا في منطقة بالدماغ اسمها “قرين آمون” وهي لا تلتصق مباشرة. ومن المعلوم أن تفعيل هذه الذكريات بعد التعلم بفترة قصيرة يلعب دورا حاسما في تحويلها إلى خزانة أكثر دائمية في الدماغ والتي هي أشبه بالقرص الصلب وتسمى بـ “اللحاء الجديد”. ونقلا عن صحيفة الديلي تلغراف اللندنية فإنه خلال فترة الصحو تكون عملية تفعيل الذكريات أكثر هشاشة. فتعلم معلومات جديدة في ذلك الوقت يكون أصعب على الدماغ أن يدفع بها إلى منطقة أعمق في الدماغ ليخزنها هناك. ولاختبار هذه الفرضية قام الباحث بيورن راش من جامعة لوبيك مع ثلاثة من زملائه بإشراك 24 متطوعا سائلين إياهم أن يحفظوا كل يوم صور 15 زوجا من الحيوانات مرسومة على بطاقات. خلال فترة تنفيذهم للمهمة عُرِّضوا لرائحة خبيثة قليلا. وبعد 40 دقيقة طلب منهم أن يحفظوا صور مجموعة ثانية من البطاقات المختلفة قليلا عن سابقتها. وقبل البدء بالتجربة الثانية تعرضوا لنفس الرائحة السابقة لغرض تحفيز ذاكرتهم. في الوقت نفسه نفذ 12 متطوعا آخر التجربة الثانية بعد نومهم فترة قليلة وخلال ذلك تعرضوا لنفس الرائحة. ثم جرى اختبار الفريقين. ولدهشة الجميع وجد أن المجموعة التي تمتعت بقيلولة قصيرة كانت قدرتها على حفظ المعلومات التي سبقت النوم أعلى حيث حفظ كل منها ما معدله 85% من المعلومات مقارنة بـ 60% للأفراد الذين بقوا صاحين.وقالت سوزان ديكلمان من جامعة لوبيك التي قادت فريق البحث إن “لحالتي الصحو والنوم تأثيرا كبيرا على تفعيل الذكريات. فحسب البيانات المحصل عليها من تصوير الدماغ نقترح أن السبب وراء الاختلاف في اختزان المعلومات واسترجاعها هو النوم لدقائق قليلة إذ بفضلها تم نقل المعلومات من قرين آمون إلى “اللحاء الجديد”.