القاهرة ـ المغرب اليوم
ناقوس خطر دقه بعنف الأطباء وخبراء التغذية والصحة لعشاق المشروبات الغازية وفي مقدمتها الكولا، ففي كثير من الأحيان نجد أنفسنا في موقف لا نستطيع إلا أن نقهر عطشنا بزجاجة وأحيانا بزجاجتين من المياه الغازية أو الكولا ولا ضرر إذا كان الأمر سيتوقف عند زجاجة واحدة فقط ولكن بعضنا يفرط في تناول تلك المشروبات ويتجاوز اللترين أو أكثر ويدخل هذا حيز السلوك اليومي أو العادة اليومية التي تكاد تصل حد الإدمان عندها تصبح صحتك في خطر.
ولاشك أن هناك أشخاصا من مجتمعاتنا الخليجية والعربية ينطبق عليهم عبارة مفرط في تناول المياه الغازية وهم بذلك يعرضون صحتهم للخطر وعليهم أن يراجعوا أنفسهم وعادتهم الغذائية، تلك إن صح التعبير حفاظا على تاج رؤوسنا صحتنا التي تعد أغلى وأثمن ما نملك.
حذر الخبراء من أن شرب كميات كبيرة من المشروبات الغازية التي تحتوي على مادة الكولا قد تسبب مشكلات للعضلات وخللا في ضربات القلب وهشاشة العظام.
واعتبر الخبراء أن عشاق الكولا الذين يعانون من مشكلات صحية في ارتفاع ضغط الدم ، محذرين من دفع شركات المشروبات الغازية في مختلف أنحاء العالم إلى الترويج لمنتجاتها واجتذاب أكبر عدد من المستهلكين وخاصة من خلال تكثيف الحملات الإعلانية خلال فصل الصيف والتفنن في استقطاب المستهلك بشتى أنواع الإغراءات الإعلانية سواء بجلب أشهر النجوم في الرياضة والفن لاستدراج المستهلك لشراء المشروب الغازي.
ويقول الدكتور موسى إليساف بجامعة ليونينا اليونانية، والذي رأس تقريرا طبيا عن الآثار السلبية لتناول المشروبات الغذائية على الصحة، إننا نستهلك كميات أكبر من ذي قبل من المشروبات الغازية وبدأ تشخيص حالات السبب وراءها الإفراط في تلك المشروبات وأبرزها تسوس الأسنان ونقص المعادن الأساسية في العظام وتطور أعراض أمراض التمثيل الغذائي ومرض السكري.
وتناول الطبيب اليوناني في دراسته التي نشرت في مجلة إنترناشيونال جورنال أوف كلينيكال براكتس الطبية تفاصيل حالات لمرضى تناولوا أكثر من لترين من الكولا يوميا.
في إحدى الحالات فإن امرأة شابة حامل تبلغ من العمر 21 عاما نقلت إلى المستشفى عقب شعورها بإعياء شديد وفقدان للشهية وحدوث قيء متكرر.. وقد استمرت تلك المريضة في تناول ثلاثة لترات من الكولا يوميا على مدى السنوات الست الماضية وتم تشخيص حالتها على أنها تعاني من نقص حاد في البوتاسيوم بالدم وانسداد في القلب.
وفي حالة مماثلة لامرأة حامل أخرى كانت تتناول من ستة إلى سبعة لترات من الكولا يوميا واجهت مشكلات مشابهة، ولكنها تعافت أيضا عندما أقلعت عن تناول الكولا وانتظمت في العلاج.
وفي السياق ذاته، عرضت الدراسة حالات أخرى لأشخاص تناولوا ما بين لترين إلى تسعة لترات من الكولا يوميا، وتبين أنهم يعانون من مشكلات في العضلات تتراوح ما بين الضعف المتوسط إلى الشلل الحاد.
وعلميا، فإن إحدى النظريات توضح أن السكر الموجود في الكولا قد يؤدي إلى إفراط استهلاك الكلى لمادة البوتاسيوم ونقصها أو نفادها من الجسم، بينما توضح نظرية أخرى أن مادة الكافيين الموجودة في الكولا تؤدي إلى عملية إعادة توزيع البوتاسيوم في خلايا الجسم وزيادة عملية الإخراج والتبول.