القاهرة - المغرب اليوم
نعلم بأن مشكلة التحرش الجنسي وإغتصاب الأطفال موجودة في كل المجتمعات، وهي من أصعب التجارب التي قد يمر بها أي طفل أو طفلة.
ولكن هل لدينا الشجاعة لإرشاد ابنائنا والتحدث عن هذا الأمر ؟ أم أن طبيعة تربيتنا لهم قد تكون عائقا أمام المعرفة والتثقيف في هذا المجال؟
الأمر يتوقف على نوعية العلاقة مع الطفل، ومدى إنفتاحه معنا وهل نسمح بالتحدث في مواضيع مثل الإعتداءات الجنسية؟ وقد يكون البعض قد قرر أن يبدأ في طرح التحذيرات، مع نوع من (التخويف) للطفل لتجنب الوقوع ضحية لمثل هذا الإعتداء ، ولكن هل ينجح إسلوب (التخويف) في حل المشكلة، أم يزيد في تعقيد مشكلة الطفل؟
والبعض قد تساءل هل حان الوقت لعمل تغيير في إسلوب التربية؟ ما هي الرسالة التى يجب ان تصل الطفل، وبأي لغة يمكن أن نخاطب الطفل، بحيث لا تتسبب في تخويفه؟
بإمكاننا أن نحمي أطفالنا من التحرش الجنسي عبر الطرق والوسائل التالية:
أولا: الحديث والاستماع الجيد للطفل:
يجب التحدث مع أطفالنا بهدوء، وأن نعلمهم أن بإمكانهم أن يرفضوا القيام بأي شيء مع الكبار يشعرون أنه خطأ أو يشعرون أنه يخيفهم، شجعوهم على أن يخبروكم بأي شيء مزعج يريده منهم الكبار أو الأولاد للقيام به، أصغوا دائماً بانتباه إلى مخاوف أولادكم. أتركوا ما تقومون به وأعطوهم كل انتباهكم، أولادكم هم ثمرة حياتكم، وأهم مافي رحلة الحياة.
ثانيا : تحدثوا معهم عن التحرش:
تحدثو مع الأبناء والبنات كيف يحمون أنفسهم من التحرش الجنسي، مثلما تتكلمون معهم عن سبل الوقاية من مخاطر الانترنت، والطرقات، ومخاطر الماء والنار، تكلموا معهم أيضًا عن أصدقاء السوء، وعن هذا الموضوع.
ثالثا: اللمس:
حتى الأطفال الصغار قادرون على تمييز اللمس العادي من اللمس المشبوه، غير البريء اشرحوا لهم أنه ليس من حق أحد أن يلمسك في أماكن جسدك أيا كانت، وبطرق تشعركم بالانزعاج والخوف.
رابعا: الثقة بالنفس:
شجعوا أولادكم وبناتكم على الثقة بأنفسهم وبمشاعرهم، تكلموا عن الشعور بالأمان والشعور بعدم الأمان، وقوموا بالتمرين على ما يمكنهم فعله عندما يشعرون بعدم الأمان، من هذه التمرينات التدرب على أن يغادروا المكان، عندما يرون أن الجو مريب، كأن يقولوا أن عليهم العودة إلى البيت الآن، وبتصميم، أو أن عليهم أن يسألوا أمهم أو أباهم عن إذنهم أولاً.
خامسا: لا تكونوا مطمئنين دائما للأقارب أو الراشدين
صحيح أن إحترام الكبار واجب، لذلك يصعب على الأولاد أن يقولوا (لا) للكبار بدون أن يشعروا أنهم غير مهذبين، هنا يجب أن نحذر أولادنا وبناتنا الصغار، بأن الكبار أو المراهقين من الأقارب، أحيانا يرتكبون أخطاء وأن علي الأبناء أن يخبرونا بذلك إن حدث شيء كهذا معهم، لابد أن نتمرن مع أطفالنا على مناقشة ما يمكنهم فعله، عندما يكونون مع راشدين آخرين، وعلموهم أن يعبروا عن مشاعرهم تجاه شخص راشد، إسالوهم عن رأيهم بهذا الراشد، كما تسألونهم مثلاً عن اصدقائهم، هذا سينبه الأهل، ويجعلهم ينتبهون قبل ان تتفاقم أي مشكلة.
سادسا: تحدثوا مع الأبناء عن أجسادهم
يجب أن نقوم بتشجيع الطفل أو الطفلة على الاهتمام بأجسامهم، لأن التحدث عن الموضوعات الجنسية تحرج عدد كبير من الأهل، ولكن بإمكان المعلمة التحدث في هذه الأمور، لذا اطلبوا من المدرسة أن يشرحوا للأولاد هذه المواضيع الحرجة بطريقة علمية، أو يمكنكم قراءة كتاب يفيد في هذا الموضوع، للتعرف على طريقة الحديث مع الأبناء ببساطة وأسلوب علمي، وألفاظ مهذبة، لا تسبب الحرج للطرفين، وأعطوا للأبناء والبنات الكثير من الوقت للإنصات لهم، وعندئذ سيكون من الأسهل على الأبناء أن يخبروكم عن مخاوفهم وقلقهم.
سابعا: لا لكتمان الأسرار
غالبا ما يطلب المتحرشون من الولد أو الفتاة أن يخبئوا ما حدث عن الأهل وأن يبقوا الأمر سرًا، يجب أن تكون البنت سر أمها، والولد سر أبيه، هنا سيكون دوركم أن تعلموهم ما الفرق بين الأسرار الآمنة والأسرار غير الآمنة، علموهم أن السر الوحيد الذي يمكن كتمه هو أن نحفظ السر حين نريد أن نفاجئ أحداً نحبه بتقديم هدية أو مفاجأته بشيء ما. أما ما نشعر أنه يضرنا أو أنه شيء غير مألوف، هنا يجب الإفصاح بدون خوف أو قلق لتدارك الموقف، وحماية أولادنا وبناتنا من خطر داهم، فقط يحتاج للتثقيف والرعاية.
ان التحرش الجنسي بالأطفال أصبح مشكلة متفاقمة في العصر الحالي نتيجة للانفتاح على الثقافات غير السوية عبر الانترنت والاعلام، وأصبح من الضروري رعاية أطفالنا وتدارك هذه الكارثة التي حلت بالمجتمعات العربية.