القاهرة - المغرب اليوم
للأطفال عالمهم الخاص الذي يعيشون بداخله، تخلتف جميع مفرداته كلاً وجزءًا مع الحياة التي يعيشها البالغون، فهم يرون الحياة ممثلة في صديق أو لعبة أو رسمة أو حيوان، وتعكس تلك الأشياء هذا العالم بنقاطه البيضاء والسوداء.
وكثيرا ما تكون تلك الرسوم مؤشرا لما يعانونه من مشكلات، ذكر الدكتور جمال فرويز، استشاري الطب النفسي، أن الألوان التي يستخدمها الطفل تعد مؤشرا يمكننا من الكشف المبكر عن المشكلات التي يعاني منها الطفل.
وأوضح فروير أن كل لون له معنى معين، فالأحمر دليل على وجود طاقة عنف لدى الطفل والأسود يشير الى الكآبة أما الأخضر فيعني الرغبة في البناء والابداع، ليكون اللون الأصفر في النهاية مؤشرا للشخصية النرجسية الأنانية.
وأشار استشاري الطب النفسي أن رسومات الطفل كذلك تعد جانبا آخر يساعدنا على اختراق شخصيته، فما من شئ يفعله الطفل إلا وله تفسير علمي ومنطقي، فرسمه للبيت كاملا دون جذور مؤشر على افتقاره للعلاقات الأسرية القوية وحاجته إلى الحب والحنان.
ونصح الطبيب بضرورة الاهتمام بما يرسمه الطفل والنظر إليه بعين الناقد لاكتشاف أي مشاكل مبكرة يعاني منها، والإسراع في تنمية الجوانب الإيجابية ومعالجة النقاط السلبية لكى لا تتحول إلى مشكلة يصعب التعامل معها.
فيما قال الدكتور إبراهيم مجدي حسين، استشاري الطب النفسي، أن لكل طفل وسيلته في التعامل والإفصاح عما بداخله، فهناك من يصرخ أو يبكى أو يهمهم بكلمات غير مفهومة، وهناك من يلجأ للرسم.
وأوضح حسين أن هناك تحليل شهير للشخصية وهو عبارة عن سكب حبر على ورقة والطلب من الطفل أن يقول لنا الشكل الذي يراه، فهذا الشكل يكون انعكاسا لشخصيته ونظرته إلى الحياة والمشكلات التي يواجهها.
وبنفس الطريقة يتم استخدام رسومات الطفل للكشف عن مكنونات صدره، فمثلا إذا رسم معلمته في هيئة امرأة شريرة، فهذا مؤشر على أنها تسئ معاملته وتسبب له قدرا كبيرا من الرعب، وكذلك الألوان، ففي حالة معاناته من الحزن يستخدم الالوان القاتمة، أما الزاهية فتكون في أوقات فرحه.
وشدد استشاري الطب النفسي على ضرورة تركيز الآباء على رسومات أطفالهم وعدم النظر إليها بشكل سطحى، فمناقشة الأطفال فيما يرسمون يساعدهم على سبر أغوارهم ومعرفة ماهية هذه الرسوم، وهو ما يطفل التعرف السريع على المشاكل التي يعانون منها وحلها بشكل فورى.