القاهرة - المغرب اليوم
في العام الأول من عمر الطفل، يبدو كل صباح مغامرة جديدة، إذ يحمل للصغير معالم نمو وتطور جسدي وعاطفي واجتماعي يظهر جليًا أسبوعًا بعد أسبوع. ويبدأ التساؤل لدى كل أم عن الوقت الذي يستطيع فيه الرضيع أن يتحرك، أو يتقلب في مكانه، وما هو العمر المناسب الذي سيتمكن فيه من الجلوس بمفرده والحبو ثم المشي والكلام. فيما يلي ستكتشفين معنا متى يستطيع صغيرك تحقيق تلك الحركات وتعلمها وإتقانها.
الستة أشهر الأولى بعد الولادة
التحرك في المكان أو التقلب والتدحرج
يبدأ صغيرك في التحرك في مكانه أو التقلب والتدحرج بعد أن يتم شهرين أو ثلاثة من عمره، ويستطيع في البداية إن وضعته على بطنه أن يتقلب ليعود فيستلقي على ظهره، ثم يستطيع بعدها بشهرين أو ثلاثة من بين الخمسة والستة أشهر أن يتقلب بالعكس من ظهره على بطنه. تلك المهارة الكبرى الأولى تأتي بسبب نمو عضلات الرقبة والذراعين، وهو ما يقوي حركة النصف الأعلى من الجسم فيجعل الصغير قادرًا على التقلب من جانب إلى الآخر والعكس. بمجرد امتلاكه لتلك القدرة، عليك أن تكوني حذرة ولا تغفلي عنه. وستجدين أنه منذ الآن فصاعدًا يستطيع أن يحرك نصفه العلوي لترفعيه أو ليلتقط لعبة تراها عيناه.
الجلوس
معلومة سريعة: ثقي في قدرة طفلك الجديدة، لذا عليك أن تكوني بقربه على الدوام، وأحيطيه بوسادات عدة ولا تتركيه وحده في مكان مرتفع كسرير بدون حواجز، حتى لا يمل من الجلوس وحده فيحاول التحرك ويقع.
بعد تمامه الخمسة أشهر:
يستطيع الصغير في التحكم في نصفه العلوي والجلوس بمفرده. وهو ما يحدث بسبب امتلاكه القوة في عضلات الظهر والرقبة بما يكفي لمساعدته على الثبات أثناء الجلوس ويتعلم أيضًا تحريك الساقين لدعم الجسم أثناء الجلوس. وهو ما يمثل علامة جيدة وكأنه امتلك منظورًا جديدًا على العالم من حوله.
الحبو
ما بين الشهر السادس إلى العاشر:
يبدأ الصغير في الاستعداد لاكتشاف ما حوله من مستوى ومنظور جديد تمامًا. يستطيع الاعتماد على يديه وركبتيه وإن كان يتأرجح دون ثبات، لكنها تعد العلامة الأولى وخطوة البداية على امتلاكه القدرة على الحركة. لكن هناك العديد من أشكال الحركة التي تُعد من أشكال الحبو كحركة يد واحدة ورجل واحدة على البطن، أو الشكل التقليدي للحبو. وهناك بعض الأطفال لا يمرون بمرحلة الحبو وينتقلون مباشرةً نحو المشي، لذا لا داعي للقلق إذا ما قرر صغيرك إنجاز عدة مراحل.
المشي
التقدم في العمر ونمو الجسد لا يحدث بين عشية وضحاها وإنما تمثل كل علامة من هذه العلامات خطوات كبرى متتالية في عمر الصغير نحو امتلاك القدرة على المشي. وهو ما يشرحه د. أناتولي بيليلوفسكي، طبيب الأطفال ومدير عيادة بيليلوفسكي لطب الأطفال – إحدى المؤسسات الطبية التي تعمل طيلة العام في نيويورك، إذ يقول: "لا يبدأ الصغير في المشي فجأة في أحد الأيام، وإنما يبدأ الرضيع أولًا في امتلاك القدرة على الجلوس ثم الوقوف مستندًا على شيء (بين الشهر الخامس إلى التاسع) ثم الحركة البسيطة مستندًا على شيء (بين الشهر السابع إلى العاشر) ثم الوقوف وحده (بين العاشر إلى الثاني عشر).
يستطيع الصغير المشي دون مساعدة بعد تمام الشهر الثاني عشر أي العام وصولًا إلى الشهر الخامس عشر. وقبل أن يدرك الكبار الأمر، سيجدون الصغير قد اكتشف شجاعته الداخلية وقام واقفًا على قدميه ثم تدريجيًا أصبح قادرًا على العدو.
الكلام
وسط كل تلك المهارات الحركية، يبدأ الصغير الحبيب في الغمغمة غير المفهومة وقبل أن يدرك الأبوان الأمر تتحول تدريجيًا إلى كلمات مفهومة بل إلى عاصفة من الحديث الذي لا ينتهي. في بعض الأحيان ينطق الصغار كلماتهم الأولى بعد الشهر السادس."، لكن في غالب الأمر، يبدأ الكلام عندهم عند قرب بلوغهم العام (ما بين الشهر التاسع والثاني عشر)، وعادةً ما تكون الكلمات الأولى تقليدية هي "لا"، "بابا" "دادا" "ماما" "هووب" "هاي" "باي" "أنا" وهكذا...
قد تجعلك معرفتك بهذه العلامات شديدة التركيز مع صغيرك وتنتظرين بحماس الخطوة التالية التي يخطوها صغيرك على طريق النمو. لا تتعجلي الأمر، وتمتعي بالوقت الثمين مع صغيرك. بمرور الوقت ستجدين يومك مع صغيرك هو مطاردة بين الحركة والكلام إلى أن يحين وقت النوم.