الرباط - المغرب اليوم
الذكاء هو قدرة فطريّة عامة يولد الإنسان مزوَّداً بها. هذا الذكاء يتطوّر مع الوقت من خلال التعليم والتثقيف. ويتضمّن الذكاء القدرة العقلية لتحليل المشاكل والتخطيط وحلّ المصاعب والإستنتاج والتقاط اللغات وسرعة التعلّم. عرّف علماءُ النفس التقليديون والأخصائيون التربويون الذكاءَ بأنه القدرة على مواجهة الصعاب، كما هو مهارة التكيّف مع الظروف التي تطرأ على يوميات الإنسان، وكيفية حلّ المشاكل التي يتعرّض لها. أما علم النفس الحديث فقسّم الذكاء عند الطفل إلى أنواع عدة. ما هو الذكاء عند الأطفال؟ وما هي أقسامه؟يظهر الذكاء بأشكالٍ مختلفة عند الإنسان حيث نجد أنواعاً كثيرة منه، ويمكن أن ينقسم إلى 7 أنواع: الذكاء اللغوي، المنطقي الرياضي، البصري الفراغي، الجسمي الحركي، الموسيقي، الاجتماعي، والذاتي. ثمّة أشخاص يخلطون معاني الذكاء ويعتبرون أنّ الشخص الذكي هو عبقري. ولكنّ الذكاء وبشكل بسيط هو «القدرة على حلّ المشكلات» عند مصادفتها.
أنجز علم النفس العيادي وخصوصاً علم النفس المعرفي، دراساتٍ كثيرة لتحديد الذكاء وأعطى تعريفاتٍ كثيرة عنه. كما قسّم هذا العلم أنواع الذكاء عند الأطفال لتطبيق طرق التعلّم الفعالة في المدرسة والبيت، حسب نوع الذكاء. ويمكن أن نجد نوعين أو أكثر من الذكاء عند الطفل الواحد ويعني ذلك أنّ الطفل قد يتمتع بالذكاء اللغوي والذكاء العاطفي. ويقود الذكاء حياة الطفل الإجتماعية والدراسية.
هل الذكاء موروث؟
أجمعت الدراسات العلمية التي تناولت «تصرّفات الإنسان»، على أنّ الذكاء ينقسم إلى قسمين: قسم موروث من الوالدين، يكتسبه الإنسان عبر إنتقال الجينات الوراثية من الأهل إلى الطفل. وقسم ثانٍ يتأثّر بالبيئة التي ينشأ فيها الطفل.
هذا القسم أهم بكثير من الأول إذ ربّما يرث الإنسان جينات ذكاء «عالية»، ولكن لا تساعده البيئة التي يعيش فيها على تنمية قدراته الذهنية، فيبقى هذا الذكاء مقتضباً ولا يتطوّر. والعكس صحيح، إذا ورث إنسان جينات ذكاء «بسيطة» وترعرع في بيئة دأبت على تنمية قدراته، فتساهم في تطوّره المعرفي والتحليلي. لذا تنمية الذكاء عند الإنسان تتعلّق مباشرة بالبيئة التي يعيش فيها.
أنواع الذكاء عند الأطفال
تتعدّد أنواع الذكاء عند الأطفال، وطرق قياسه. أول مَن تكلم عن إختبارات الذكاء، هو العالم بينيه الذي تحدّث عن العمر العقلي مقارنة مع العمر الإجمالي للطفل. ولم يتوقف يوماً العلم عن تطوير إختبارات الذكاء، التي ساعدت في تقسيم أنواع الذكاء عند الأطفال إلى التالي:
*الذكاء اللغوي، ويتميّز بتذكّر الكلمات والمفردات والجمل بشكل ممتاز، كما حفظ الأسماء والأماكن والتواريخ والأرقام بسهولة. الطفل الذكي «لغوياً»، هو مستمع جيد، يتكلّم ويعبّر بطريقة واضحة عن أفكاره وإحتياجاته. ولأنّ مفرداته كثيرة، فذلك يؤثر في طريقة كتابته التي تكون غنية.
*الذكاء المنطقي الرياضي: يتميّز هذا الطفل بالنظام والدقة وبحبّ تحليل الأشياء وتصنيفها وحلّ المشكلات التي تواجهه بطريقة بسيطة. عادةً يسأل هذا الطفل الكثير من الأسئلة (لماذا؟ كيف؟ لما؟…)، ويميل إلى الألعاب الفكرية والمنطقية وحلّ الألغاز كما يربط بين المعلومات وخبراته السابقة. يتميّز صاحب هذا النوع من الذكاء بالنضج الفكري والهدوء (نسبياً).
*النوع الثالث هو الذكاء البصري، حيث يتميّز الطفل بإهتمامه بالفنون كالرسم والتلوين، كما يهتم بتفاصيل الأشياء… ويفضل الهندسة أكثر من الجبر وذلك بفضل قدرته على تصوّر الأشكال أو الأفكار في خياله ووصفها. أما على الصعيد النفسي- المكاني، فهو يتذكّر بسهولة الأماكن التي زارها وكيفية الوصول إليها.
*الطفل ذات الذكاء الحركي يتميّز بالمرونة الجسدية العالية، يحب الرقص والتمثيل، يتفوّق فى الرياضة ويتعلّم من خلال الحركة واللمس والعمل اليدوي. عادة يجد هذا الطفل صعوبة فى البقاء مكانه فترة طويلة بلا حركة، لذا هو بحاجة دائمة للنشاطات كالرياضة والأعمال اليدوية والجري والقفز…
*يتميّز الطفل ذات الذكاء الموسيقي بدقة الملاحظة، وحب الدندنة، ويكون موسيقياً حساساً، ولديه حساسية مفرطة على الأصوات من حوله. يميّز هذا الطفل بين مختلف أصوات الآلات الموسيقية ويحب التكرار والإيقاعات ويحفظ بسرعة فائقة الألحان وكلمات الأغاني.
*الذكاء الإجتماعي ويتميّز بالنقاط التالية: القيادة، التفاوض والمقدرة على حلّ المشاكل. يحب هذا الطفل الأنشطة الجماعية كما يفضل التفكير مع الآخرين بطريقة عقلانية وهادئة. يحب الناس كثيراً ويختار مهنة «إجتماعية» (أي مهنة لها علاقة مباشرة مع الأشخاص).
*الذكاء الذاتي يختلف تماماً عن الذكاء الإجتماعي حيث يستمتع الطفل بالأنشطة الفردية، ولا يكوّن الكثير من الصداقات. يحب الإبتكار والإستقلالية ولا يطلب مساعدة أحد في حلّ مشاكله لأنه يعتبر نفسه مسؤولاً عن تصرفاته. الأطفال الذين يتمتعون بهذا النوع من الذكاء، هم كتاب أو شعراء ويحبون إبتكار الأعمال الفنّية وزيارة الأماكن التاريخية والأثرية.