الرباط - المغرب اليوم
بدأ العد العكسي، امتحانات نهاية العام الدراسي على الأبواب وأجواء المنزل في حال من الاستنفار. تشنّجات وأنظمة جديدة تدخل إلى حياتك من دون أي استئذان... والهدف، عدم هدر أيّ دقيقة من دون الاستفادة منها في المذاكرة لنتائج مبهرة. مرحلة صعبة بلا شك، لكن بإمكاننا كأهل أن نجعلها مرحلة سعيدة، مرحة ومثمرة.
إن خلق أجواء صحيّة، مسألة أساسيّة على الأهل العمل عليها إبان هذه المرحلة السنويّة التي سيجتازها أبناؤهم ابتداء من عمر 6 سنوات وصولاً إلى عمر المراهقة.
أشار الدكتور نبيل خوري الاختصاصي في علم النفس والتوجيه العائلي، إلى أمور ضروريّة على الأم أن تقوم بها مع الوالد لاجتياز هذه المرحلة بأمان. يتطلّب هذا الدور أن تحرصا على تأمين له ما يلي:
- الهدوء، التواصل، العاطفة والحنان... وصفات سحريّة لا بدّ لكما أن تنثرا رحيقها في أجواء المنزل.
فالجو المليء بهذه المقوّمات هو منبع للتحفيز على المزيد من الإنجاز والتشجيع.
أمور أجمع التربويّون على نجاعتها وهي كفيلة بمنح الثقة للأبناء لتخطّي هذه الفترة التي تعتبر عصيبة بالنسبة إليهم.
- معنويات مرتفعة، عن طريق إقناعهم بضرورة النظر إلى الامتحانات على أنّها قيمة بحدّ ذاتها، بعيداً عن اعتبارها صعوبة بالغة.
أفهما أبناءكما بأنّها فرصتهم لتقويم أدائهم وبأنّهم قادرون على تحقيق أفضل النتائج، وبالتالي قليل من المثابرة والتركيز من قبلهم والمساندة من قبلكما كوالدين، كاف للإيفاء بالغرض. تعلمي كيف تكوني أماً مثالية ب 17 خطوة
- الراحة الجسديّة، بمعنى ألا تُنهكا قواهم في الأيام التي تسبق الامتحان جراء تكثيف ساعات الدرس.
يجب أن تكون هذه الفترة مُخصّصة للمراجعة فقط، ذلك أنّ الدخول في التفاصيل سيؤدي إلى الشتات والإرهاق الذهني، مع تخصيص مكان محايد للدراسة يبعث على الصفاء.
- الترفيه، ضروري كوقت مستقطع بين جلسات المذاكرة خلال وقت محدّد للاستراحة، تتخلّله فترات لا بأس بها من المرح، العزف أو سماع الموسيقى أو الخروج من الأجواء الجديّة إلى التنزّه أو الترفيه عبر ممارسة الهواية التي يرغب فيها الولد.
توفير مثل هذه الأجواء المرحة يشحن ذهنه بطاقة وحيويّة وهي كفيلة بمضاعفة أدائه.
- التغذية السليمة، احرصي كأم على تزويد أبنائك بوجبة فطور مؤلّفة من الألياف والكربوهيدرات والبروتينات.
ابتعدي قدر المُستطاع عن تزويدهم بالوجبات الغنيّة بالدهون. ولا بدّ من حثّهم على الإكثار من تناول الخضار والفواكه وعصير الفواكه الطازج واحرصي على أن يكون العشاء قليل الدسم، مرفقاً بكوب من الزبادي كونه يخفّف من التوتر، على أن يتناول العشاء قبل النوم بساعة على الأقل.
- انتظام مواعيد النوم، عبر تحديد موعد ثابت لساعة النهوض والإيواء إلى الفراش. عادات سيّئة قد يُقدم الأهل على تصرّفات خاطئة في هذه الفترة من دون إدراك تأثيرها السلبي على نتاج ونفسيّة أبنائهم، إذ تُفضي في أحيان كثيرة إلى نتائج عكسيّة.
لذلك لا بُدّ من الابتعاد عن:
- مقارنة أداء الولد بأداء إخوته أو أنسبائه أو حتى أصدقائه وحثّه على ضرورة الحصول على أعلى المعدّلات من دون الإشارة إلى الفوارق التي تميّز إخوته أو زملاءه عنه في القُدرات العقليّة والمواهب ونسبة التركيز.
حذار من أن تجعلا من هذه المسألة مشكلة نفسيّة له، فولدكما هو من يجب أن يكون في نظركما الأفضل وعليكما أن تمنحاه الأولويّة وليس النتيجة.
- عدم التواصل معه، ما يشعره بأنّه يتحمّل المسؤوليّة منفرداً، فيتضاعف لديه الضغط النفسي وبالتالي يؤدّي ذلك إلى الفشل الدراسي.
فحين تجدانه سقط في هوّة التوتّر واليأس والانزواء، تحاورا معه حول أهميّة التعليم ومستقبله الواعد، ليفهم حيثيات مسؤوليّة النجاح والفشل. أشعراه بأنّكما تتحمّلان معه هذه المسؤوليّة، وادفعاه إلى التفكير الإيجابي ونظّما معه وقتاً وعدداً محدّداً لساعات الدراسة خلال اليوم وفق تقسيم متوازن للمواد للاستفادة من المجهود المبذول.
- التوتّر، لعلّ الأسباب الناتجة عن التوتّر والقلق اللذين يعاني منهما الطالب، تتعلّق بأجواء التغيير الجذري الذي طرأ على نظام حياته اليومي وترقّب موعد الامتحانات وتوقّع نتائجها في إطار معنويات متناقضة.
وقد أشار الدكتور نبيل خوري إلى التشنّجات التي يسبّبها هذا القلق، إلى جانب فرض الأهل على أبنائهم ساعات من الدرس المتواصل والمضني التي تأتي أحياناً بلا جدوى، من دون البحث الحقيقي في تقويم الطرق على قاعدة نقاط الضعف والقوّة لدى الولد وأنّ هناك مواد هو بحاجة لتكثيف وتركيز أكبر لاستيعابها.