بيروت - المغرب اليوم
مرحلة إنقطاع الطمث تتطلب منك التعامل معها بجديّة لتجنّب المضاعفات الجسمانية والصحية العديدة التي تنتج عنها والتي يمكن أن يكون بعضها في غاية الخطورة.
"سيدتي نت" يحاور الإختصاصي في الأمراضوالجراحة النسائية والتوليد والعقم الدكتور هيثم طعمة، حول هذا الموضوع:
ما هو تعريف إنقطاع الطمث؟
تتمثل مرحلة إنقطاع الطمث في توقف الدورة الشهرية لمدة 12 شهراً متواصلاً، فأكثر. وتطال المرأة في سن الـ51 عاماً إجمالاً. لكن يمكن أن تحصل في سن مبكرة أي قبل الأربعين بسبب الفشل المبكر للمبيض، نتيجة إستئصاله خلال عمل جراحي أو التعرّض للعلاج الكيميائي وأو الإشعاعي المكثف.
ما الذي يتبدّل فيزيولوجياً في جسم المرأة بعد إنقطاع الدورة الشهرية، وما هي الأعراض؟
لا يقتصر تأثير إنقطاع الطمث على خصوبة المرأة فحسب، إنما يصل تأثيره الى أعضاء الجسم كافة، وذلك ناتج بشكل اساسي عن إنخفاض مستوى هرمون الأستروجين الذي يفرزه المبيضان، فتحصل الأعراض التالية:
_نزف رحمي غير منتظم في البداية، ومن ثم توقف تام للدورة الشهرية.
_هبات ساخنة وتعرّق ليلي.
_جفاف في منطقة المهبل، مع ما ينتج عنه من آلام خلال العلاقة الزوجية الحميمة.
_أعراض في الجهاز البولي، كالحاجة الدائمة الى التبوّل.
_السلس البولي وإزدياد إحتمال حصول إلتهابات في المسالك البولية.
_تقلبات في المزاج
_إضطرابات في النوم.
_شعور بالتعب.
_إزدياد في الوزن مع تبدّل في توزيع الدهون في الجسم وإزديادها في منطقة الخصر والبطن.
_ بطء في الإستقلاب.
_تغيرات في خصائص الجلد، لا سيما الجفاف وظهور التجاعيد.
_ تغيرات في خصائص الشعر.
_ظهور الشعر في مناطق غير مرغوبة، كالشفة العليا، الذقن، الصدر أو البطن.
ما هي المخاطر الصحية الجسدية التي يمكن أن تتعرّض لها المرأة في المرحلة التي تلي إنقطاع الطمث؟ وما هي الفحوص المطلوبة؟
تتلخص المخاطر بأمراض القلب والشرايين بسبب إنخفاض مستوى هرمون الأستروجين، وترقق العظام الذي يزيد من إحتمالية حصول كسور خاصة في عظم الورك وفقرات الرسغ.
وللوقاية من أمراض القلب والشرايين يفضل إستشارة طبيب إختصاصي بهذه الأمراض لإجراء الفحوص اللازمة، ومنها فحوص الدم المخبرية للتأكد من نسبة الكوليسترول والدهون في الدم، والتي من شأنها زيادة خطر الإصابة بهذه الأمراض.
وللوقاية من خطر الكسور الناتجة عن ترقق العظام، يمكن للطبيب أن يزوّد المرأة بالإرشادات اللازمة لتجنّب الكسور، وإجراء صورة لقياس كثافة العظم، والتي على أساسها قد ينصح بعقاقير من شأنها أن تحسّن من كثافة العظم وتزوّد الجسم بالكالسيوم والفيتامين "دي".
ماذا عن العلاج بالهرمونات البديلة، هل تنصحون بها للوقاية من بعض الأمراض والتخفيف من الأعراض المصاحبة لإنقطاع الطمث؟
الهرمونات البديلة هو العلاج الأكثر فعالية للتخفيف من الأعراض المصاحبة لإنقطاع الطمث، كالهبّات الساخنة وجفاف منطقة المهبل. ولكن بعض الدراسات أثبتت أن هذه الهرمونات قد تزيد من إحتمال الإصابة ببعض أمراض القلب والشرايين وسرطان الثدي. لذا يتم وصفها لمجموعة محددة من النساء بعد الأخذ بعين الإعتبار التاريخ العائلي والمرضي مع الأمراض.
ومن الجدير ذكره أن العلاجات الهرمونية باتت متوفرة أيضاً كعلاج عن طريق المهبل، وهو فعّال في التخفيف من جفاف المهبل ومشاكل الجهاز البولي، ولكنه غير فعّال في ما خص الاعراض الأخرى كالهبّات الساخنة وغيرها.
ما الجديد في علاج الهبات الساخنة؟
توجد علاجات غير هرمونية قد تساهم في التخفيف من الهبّات الساخنة، مثل بعض أنواع مضادات الإكتئاب، والصرع وبعض أنواع العقاقير التي تعالج إرتفاع ضغط الدم. ولكن هذه العلاجات لها بعض المحاذير، ولا يمكن اللجوء إليها دون إستشارة الطبيب.
كما ويساهم الفيتامينان "بي"و "إي"، جزئياً، في التخفيف من الهبّات الساخنة، كذلك الأطعمة التي تحتوي على الفلفل، وإنقاص الوزن، وتجنّب الكافيين والتدخين والكحول.
هل تتأثر العلاقة الزوجية الحميمة بسبب جفاف المهبل وما يصاحب ذلك من ألم؟ وما هي
ليس بالضرورة أن تتأثر الرغبة أو العلاقة الزوجية الحميمة سلباً بعد إنقطاع الطمث، حتى أن بعض النساء قد يشعرن بإزدياد الرغبة في هذه الفترة.
إنما، وللحفاظ على علاقة حميمة سليمة، يمكن اللجوء الى العلاجات الهرمونية الموضعية(داخل المهبل) التي يصفها الطبيب المختص فقط، وبعض المواد المرطبّة للمهبل.