القاهرة ـ المغرب اليوم
لدى بعض الأطفال قدرة على الزن والإلحاح المتواصل حتى يحصلوا على ما يريدون، مما يدفع الأبوين إلى الجنون! ويقومان إما بتعنيفه حتى يصمت أو يذعنون له حتى يرتاحوا من زنه. وكلا الأسلوبين لا يحل المشكلة بل يزيدها ويترك آثارا سلبية أخرى على شخصية الطفل. ما أسباب هذا السلوك من الطفل؟ وما هي أشكاله؟ وكيف تتعاملين معه؟ لماذا الإلحاح؟
الشعور بعدم الأمان عدم الحصول على الحب والاهتمام الكافيين من قبل الأبوين فيسعى إلى لفت الأنظار إليه. التدليل الزائد وإجابة طلباته دائماً. الشعور بالملل تقليد الآخرين قد يعبر عن رغبة في الاستقلال (طالما ليس بشكل دائم ولافت للنظر) [اقرأي أيضا : سلوكيات الأطفال الخاطئة: العناد] أشكال الإلحاح
العدوانية والغضب بالصراخ أو الارتماء في الأرض أو إيذاء نفسه. الشكوى الدائمة ومحاولة استدرار شفقة الآخرين. الإلحاح للحصول على ما يوجد أمامه. الإلحاح للحصول على أشياء بعينها. التمادي في الإلحاح أمام الآخرين على وجه الخصوص. [اقرأي أيضا : كيفية التعامل مع الطفل سييء السلوك] كيف تتعاملين مع الطفل اللحوح؟
أسلوب التعامل يختلف من طفل إلى آخر حسب شخصيته وحسب الدافع وراء قيامه بهذا السلوك. وهذه بعض الاقتراحات لحل المشكلة: محاولة لفت انتباهه إلى شئ آخر. وضع قواعد بالنسبة لطلبات الطفل، كتحديد ساعات في اليوم للعب على الكمبيوتر أو أيام لشراء الحلوى. والطفل حتى وإن تمرد على القواعد فهو يحتاج إليها لأنها تشعره بالأمان ولكنه يتحداها ليختبر قوتها. الاتفاق مع الطفل على عقاب إذا بكى أو ألح للحصول على الشئ في غير موعده أو طلبه من الآخرين، والاتفاق على هذه القواعد مع الآخرين الذين يشاركون في رعاية الطفل حتى لا يهدموا ما يبنيه الأبوان. هناك جوانب إيجابية في هذا السلوك، فهو ربما يعكس مهارات في القيادة والقدرة على التعبير عن النفس وعدم الانسياق للآخرين بسهولة. لهذا على الأبوين توظيف هذه الطاقات والصفات بشكل إيجابي بدلاً من كسر إرادته كتوليته مسئوليات معينة تناسب قدراته وسنه، أو تعليمه كيف يعبر عن رأيه ومشاعره وطلباته بطريقة مهذبة. تجنب الضرب فالعنف لن يحل المشكلة بل قد يزيدها حيث سيشعر الطفل أنه يحتاج أن يظل متحكماً، وحتى لو توقف الطفل عن الإلحاح بسبب الضرب فإنه يترك عواقب وخيمة على شخصية الطفل وعلاقته بوالديه. تجنبي أسلوب "هو كده" حيث أنه سيشعل الصراع على السلطة أكثر بين الطفل والوالدين! تجنبي التحكم الزائد في طفلك وعدم إعطائه قدرة على الاختيار أو التعبير عن نفسه. تجنبي إجابة طلبه حتى يطلب بالشكل المناسب وبالنبرة المهذبة. ملامح وجهك ونظراتك وحركات جسمك يجب أن تعكس الحزم والإصرار وأنك لن تتراجعي عن موقفك في عدم إجابة طلبه حتى يتكلم بالأسلوب المناسب. الثبات على موقفك: لا تعبئي بكلام الآخرين ومدى اقتناعهم بطريقة تربيتك لابنك، افعلي ما ترينه صحيحاً، فلستِ بحاجة أن تثبتي للناس حبك وكرمك مع أبنائك. كوني قدوة لطفلك في كيفية عرض طلباتك. أثني على سلوك طفلك عندما يطلب ما يريد بطريقة مهذبة. إذا طلب ابنك شيئاً بأسلوب غير مناسب عبري عن تفهمك لمشاعره أولاً قبل توجيهه إلى الطريقة التي عليه أن يتحدث بها. في وسط ثورة الطفل، تجنبي التعبير عن تفهمك لمشاعره أو محاولة توجيهه لأنه قد يفهم ذلك أنكِ تنكرين مشاعره وبالتالي يحاول توصيلها بشكل أكثر قوة أو أنه سيجد أن سلوكه يجذب له الانتباه الذي يرده وبالتالي يستمر في سلوكه غير المقبول.. انتظري حتى يهدأ ثم تحدثي إليه. في توجيهك لطفلك ركزي على سلوك الطفل غير المقبول ولا تهاجمي شخصيته. مثلا لا تقولي "أنت قليل الأدب" ولكن قولي "أتوقع منك أن تتكلم بالشكل الفلاني" تجنبي الإذعان لإلحاحه لتتخلصي من زنه لأن هذا سيدعم سلوكه غير المرغوب حيث يجد أنه يأتي بنتيجة. في بعض المواقف يمكن ترك الطفل، وهذا ليس استسلاماً لكن الصراع لا يحدث من قِبَل طرف واحد. كما أن الطفل سيجد أن سلوكه الملح لا يحقق له ما يريد ولا يعطيه الانتباه الذي يبحث عنه. وأيضاً ترك الطفل يعطيه الفرصة ليفكر مرة أخرى في الأسلوب الذي عليه أن يتكلم به. أخبري الطفل بالسلوك الذي تتوقعينه منه بشكل مثبت بدلاً من قول "لا تفعل" مثلاً "أتوقع منك عندما تريد شيئاً أن تقول من فضلك" بدلاً من قول "لا تتحدث بصوت مرتفع" عندما يحاول الوالدان تغيير أسلوبهما في التعامل مع الطفل فإن الطفل قد يزيد في سلوكه السئ قبل أن يتحسن، على الوالدين الثبات فالطفل يختبر مدى قوة الحدود الجديدة