القاهرة ـ المغرب اليوم
حالة الصمت بين الزوجين هي مشكلة تعاني منها العديد من الأسر، وتُعتبر مؤشراً على أن العلاقة بين الزوجين تقترب من الجمود، وتهدّد الحياة الزوجية. والصمت مرض يصيب الرجال أكثر من النساء، لأنّ النساء بطبيعتهن لا يستطعن الصمت. ونعرّفك تالياً على ابرز اسباب هذا الصمت:
أولاً، اعتقاد الزوج أنّ الصمت هو الأفضل، لأنّ الصمت حكمة والسكوت من ذهب. كما أنّ بعض الرجال يترددون كثيراً في الحديث عن أنفسهم وهمومهم، لخشيتهم من التعرض للانتقاد أو الكشف عن نقاط ضعفهم وعجزهم لزوجاتهم.
ثانياً، الرغبة في إخفاء حقيقة معينة كدخل الزوج المالي ومشاكل العمل ومشاريعه المستقبلية. وافتراضه أنّ زوجته ستتفهم انشغاله في عمله وضيق وقته.
ثالثاً، التعامل مع الزوجة بلغة العقل وإغفال الجانب العاطفي وذلك مقياسًا لطبيعة الرجل.
رابعاً، إنشغال المرأة ببيتها وأولادها، وإهمال ذاتها ومظهرها. وإعتقادها أنّ تصرفات زوجها وردود أفعاله لا بد أن تكون كما تتوقع، أي أن يبادرها في الحوار وأن يعبر لها عن مشاعره الرومانسية في كل حديث وساعة.
خامساً، اعتقاد الزوجة أنّ الزوج عندما يصمت في أي وقت، إنما يعبر عن غضبه عليها أو عن فتور الحب بينهما، فتصمت هي أيضاً.
سادساً، إخفاء حقيقة معينة عن الزوج أو أخطاء وقعت فيها أو مشاكل الأطفال.
سابعاً، معرفة كل طرف لرأي الآخر في الكثير من الأمور نظراً لطول العشرة.
هذه الحالة تحتاج إلى علاج فردي لكل طرف من أطراف العلاقة، ثم علاج للطرفين معاً. فحين تكون المرأة قادرة على تثقيف نفسها وتنمية قدراتها ومهاراتها، فهي بذلك تزيد من ثقتها بنفسها وتزيد من قدرتها على التعبير عن مشاعرها وأفكارها. فتكون بذلك قادرة على انتزاع احترام زوجها لحديثها ورغبته في ذلك. لذلك، يجب وجود إرادة التغيير، بدل من ثقافة الاستسلام والصبر والصمت.
ولحدوث هذا التغيّر، يجب وجود تفهم جيد لشخصية الطرف الآخر. وهذا يشمل التفهم لكونه رجل والتفهم الجيد لكونها امرأة، وتفهّم الاختلافات الطبيعية بين الجنسين واليقين بأنّ هذه الاختلافات هي لإحداث نوعاً من التكامل والانجذاب بين الطرفين. وبمعنى آخر، تقبّل الآخر كما هو، بلا محاولة إصلاحه، لأنّه ليس طفل صغير نربيه.
أمّا دور التفاعل، فيقع على عاتق الزوجين لكسر حاجز الصمت بينهما، وهو أن يتعلما فنون الحوار والتواصل وأن يعالجا أسباب انعدام الحوار بينهما. وذلك من خلال التغيير في البيت أو في سبل الترفيه، أن يتعلما كيف يحكيا عن قصصهم اليومية ومشاكلهم الصغيرة، التي قد تفتح مجالات نقاش. كما لابد أن يكون للزوجين اهتمامات مشتركة أو هوايات، و ألا يكون الفارق الثقافي أو العلمي أو العمري سبباً لقطع الحوار. وعند المعاناة من مشكلة صحّيّة أو نفسية معيّنة، يجب التكلم مع الشريك، أو اللجوء إلى مختصّ.