بغداد - المغرب اليوم
أطلق عراقيون على شبكات التواصل الاجتماعي (فيسبوك)، هاشتاغ (#لاتكن_قوادا)، احتجاجًا صارخًا على قيام البعض بتصوير ونشر صور لبنات وشباب في غفلة منهم وهم في الاماكن العامة، معتبرين أن هذه الظاهرة هي انحطاط أخلاقي كبير.
وفي اقوى احتجاج على ظاهرة بدأت تأخذ طريقها الى مواقع التواصل الاجتماعي تتمثل في التقاط صور لبنات وشباب في الاماكن العامة، وفي غفلة منهم، ونشرها على فيسبوك، اطلق عراقيون هاشتاقًا شديد اللهجة حمل عنوان (لا تكن قوادا) غايته الرد على المسيئين الى (بنات الناس). واكد العديد من العراقيين تضامنهم مع حملة "لاتكن_قوادا" في محاولة منهم للحد من ظاهرة التشهير التي تستهدف الاساءة الى سمعة فتيات وشباب لا ذنب لهم سوى انهم (عشاق) أو زملاء، مستغربين ما يحصل حيث يتنكر البعض للغيرة التي تربى عليها ويفعل ما فعله سيئ الأدب وعديم الضمير وهو يشهر ويعرّض بكرامات الآخرين، مطالبين الجهات المختصة ملاحقة هؤلاء ومعاقبتهم.
وتداولت صفحات لعراقيين على فيسبوك منشورًا، وسم في آخره #لا_تكن_قوادا، قالوا فيه "حين تدخل الى فيسبوك، وتجد هنا مَن يشهر بأعراض الناس، ليس ضرورياً أن تضغط الإعجاب به، أو تشارك المنشور، فكما أن لك أختاً، هي أيضاً لها أخ".
اخوان داعش
فقد استنكرت الاعلامية صابرين كاظم هذه السلوكيات واصفة اياهم بأخوان داعش، فكتبت على صفحتها، "لا تشارك المنشورات/ لا تدوس إعجاب/ ولا تنشر بوستات المرضى .
واضافت: هاشتاق #لا_تكن_قوادا، لوقف ظاهرة تسقيط النساء والرجال من قبل المرضى اخوان داعش بالفكر، المنتشرين في العراق.
مرضى مشوهون
أما الشاعر حميد قاسم فكتب على صفحته: بدلاً من أن يشن بعض المرضى المشوهين من داخلهم، حملتهم على محبين شباب، كان عليهم ان يحرضوا الحكومة على بؤر الدعارة والجريمة المتمثّلة بالملاهي التي تملأ شوارع أبو نواس والسعدون والنضال، الملاهي التي اصبحت مرتعًا للجريمة المنظمة ومقرًا لعصابات الخطف والتسليب الإجرامية.
خسة بلا حدود
فيما اكد الشاب محمد سليم، طالب جامعي، أن ما فعله البعض هو خسة لا حدود لها، وقال: صدمتني الصور التي شاهدتها، وهي لشباب جالسين في حدائق عامة من دون أن تبدر منهم أي اخطاء، فضلاً عن انهم يجلسون بين العديد من الناس، فلم اتصور ان الوضع عند البعض يصل الى هذه المرحلة التي لا توصف.
واضاف: انها خسة ما بعدها خسة، فكيف يمكن لانسان شريف أن يسلك مثل السلوك الخسيس، ومن سمح له أن يهتك الحرية الشخصية، اعتقد أن من فعل ذلك لا يملك ذرة من الشرف، وعلى وزارة الداخلية أن تلاحقهم لينالوا جزاءهم العادل.
كارثة
اما اميرة كاظم، طالبة جامعية، فقد وصفت الظاهرة بأنها كارثة، وقالت: لم استوعب هذا السلوك الكارثي من البعض ولا الغاية منه خاصة انني عرفت أن من نشر الصور كان يلتقطها عفويًا من الاماكن العامة والمتنزهات لشاب وشابة جالسين باحترام، لكنني اعتقد ان من فعل هذا يعاني من امراض نفسية واجتماعية، ولديه خلل في أسرته، والا أي تبرير لمثل هذا العمل غير مقنع.
واضافت: اعتقد أن هذه الظاهرة تنم عن وضع خطير سيضرب المجتمع العراقي ولا اريد ان اقول إن وراء ذلك مافيات أو عصابات أو ربما ممن يدعون الاسلام زورًا وبهتانًا، لكنني اعتقد ان المسألة ليست طبيعية، فهذا تشهير بالسمعة وهذا خطر جدًا لانه قد يؤدي الى اسالة الدماء، لأن العراقي لا يتسامح مع الشرف.
شباب ساقطون
من جانبه، اكد الكاتب والناشط المدني حامد المالكي أن الشباب السيئين هم يفعلون هذا، وقال : طول عمر الشاب العراقي حسرة عليه يلتقي بحبيبته، المكان الوحيد الذي يقدر هو حدائق ابو نؤاس أو متنزه الزوراء .. يقعد تحت شجرة، من اجل أن يحصل على لمسة ليد حبيبته، واذا كانت ظهرًا والدنيا حارة ولا أحد موجوداً، يمكنه ان يحصل على قبلة مستحية وسريعة.
واضاف: كلنا جيل الستينات والسبعنيات وحتى الثمانينات مررنا بهذا، من حق الشاب أن يحب وأن يواعد حبيبته ويشم هذا الحب ويتذوقه، كان رجال الشرطة بالزوراء يتخفون وراء الاشجار ويراقبون العشاق، ما إن يتقربوا من المنطقة المحرمة (مجرد قبلة) حتى يلقوا القبض عليهم ويأخذوهم الى مركز شرطة المتنزه، فيبدأون بابتزاز الشاب، او ان يدفع فلوسًا لهم او أن يخابروا اهل البنت.
وتابع: الآن الشباب القوادون، يتجسسون على العشاق ويأخذون لهم صورًا وينشرونها بالكروبات الساقطة... (ويقال إن احدى العاشقات فضحت وتم قتلها من قبل اهلها)... مجتمع متعلم على الفضيحة، على الزهو بالكراهية والاحقاد، على مباركة اللصوص، على وصف من يخرج للتظاهر من اجل الحقوق المدنية في ساحة التحرير بالخونة، "وشراح تحصلون" أكثر جملة جبناء سمعتها في حياتي.
واضاف: هذا البلد محرّم فيه الحب، محرّم فيه قبلة هاربة تحت اشجار العمر المسرّب، الحلال فيه قطع الرأس وسرقة المال العام والاحتيال اليومي الذي نعيش فيه.
وختم بالقول: هاشتاق (#لاتكن_قوادا) مهم، وعلى الجميع المشاركة فيه، من اجل اشاعة ثقافة الحب لانها الوحيدة، الوحيدة ولا توجد غيرها، الثقافة القادرة على انتشالنا مما نحن فيه من حضيض.
حجم الكارثة اكبر
اما الناشط المدني مصطفى سعدون، فقال: ربما الصور التي التقطت في حدائق أبي نواس، هي الأولى التي تنتشر بهذا الشكل، لكن حجم الكارثة أكبر.
واضاف: هناك عشرات الجروبات "المغلقة" مثل "الخوة الوصخة".. "ساقطين للأبد" "دولة الانحراف"، وغيرهن. في هذه الجروبات تنتشر صور فتيات ربما في حفلة عائلية، او صور فتيات يصورن انفسهن في غرفهن بشكل طبيعي وهن يرتدين "ملابس البيت"، أو ربما إحداهن "وثقت" بنذل وراح يهددها بنشر صورها. أو موبايلات سُرقت من فتيات وفيها صورهن.
وتابع: هذه التصرفات أصبحت وكأنها سلوك ثابت لدى البعض. نحن كشباب، شاهدنا الافلام الاباحية، ونظرنا الى النساء في الشارع، ولدينا رغباتنا الجنسية ايام المراهقة، لكنها لم تصل هذا الحد.