واشنطن - أ.ش.أ
اشتعلت مواقع التواصل الاجتماعي بنيران حرب الزوجات المرشحات لحمل لقب السيدة الأميركية الأولى، بعد أن هدد المرشح الجمهوري المحتمل دونالد ترامب بنشر فضائح زوجة منافسه تيد كروز، مع ارتفاع حدة المعركة الحاسمة لترشيح أحدهما على حساب الآخر للمنافسة الرئاسية، ومقارنة صور كل منهما استغلالاً لأصوات الناخبين، وصولاً إلى اتهام كروز بالتورط مع خمس حبيبات.
وأفادت صحـــيفة «تلغراف» البريطانية، في تقرير نشر أخيراً، أن ترامب، الملياردير المرشح الأوفر حظاً، لجأ إلى موقع تويتر للتعليق على ظهور صورة زوجته ميلانيا بوضعية غير لائقة في أحد الإعلانات المعادية. وكتب تغريدة تقول: «لقد نشر المنافق تيد كروز صورة لميلانيا التقطت في جلسة تصوير قديمة، ليستخدمها في إعلانه. إحذر أيها المنافق، وإلا فضحت زوجتك».
ومع أنه لم يكن من الواضح تماماً ماذا قصد ترامب بتهديده بإفشاء ماضي هايدي المؤلم مع حالة الاكتئاب التي مرّت بها، أخيراً، وقد عثر عليها أحد رجال الشرطة جالسة في وضعية خطيرة على جانب أحد الطرقات السريعة، مؤكداً أنها كانت في تلك اللحظات تشكل خطراً على نفسها.
وما كان من تيد كروز، مع ذلك، إلا أن ردّ على ترامب بتغريدة مقابلة حملت وسم «عديم الذوق»، وجاء فيها: «صورة زوجتك لسنا مصدرها، دونالد، وإن حاولت مهاجمة هايدي فإنك تكون أكثر جبناً مما توقعت».
وتبين أن الإعلان الذي ملأ صفحات الإنترنت يحمل توقيع إحدى لجان العمل السياسي المتميزة، «لنجعل أميركا عظيمة»، التي تشدد على أن تحركاتها لا تخضع لأي من المرشحين أو اللجان التابعة لهم.
وقد أعيد تصميم صورة ميلانيا ترامب، التي ظهرت مستلقية على غطاء من الفراء بوضعية مغرية، بغرض استخدامها في أحد الإعلانات المناهضة لترامب، ومفادها: «إليكم ميلانيا ترامب، السيدة الأميركية الأولى المستقبلية، أو بإمكانكم دعم تيد كروز في الانتخابات المقبلة».
إلا أن الأمور لم تتوقف عند هذا الحد، حيث بث ترامب عبر تويتر صورة قبيحة لهايدي مقارنة بأخرى لزوجته الجميلة، وأرفقها بعبارة: «صورة بآلاف الكلمات» مما استدعى قصف كروز صفحة ترامب بتغريدة تقول: «دونالد، الرجال الحقيقيون لا يهاجمون النساء. زوجتك جميلة، لكن زوجتي هي حب حياتي».
ودافـــــع كروز بدوره عن زوجته قائلاً إنها: «لا تشعر بمقدار ذرة من الخوف»، ووصف تهديد ترامب بأنه «قناة صرف سياسي» وأنه وصل بالأمور إلى «مستوى جديد من الانحــــدار»، وقال إن ترامب يــــحاول دوماً: «مهاجمة الأشخاص ومـــــضايقتهم، لكن عليه أن يعلم أن الزوجة والأولاد خط أحمر».
لكن إذا كان كروز يظن أن الصراع مع ترامب سيقف عند حدود المواقع والتغريدات والصور المنشورة، فهو مخطئ، سيما بعد أن نشرت مجلة «ناشيونال إنكوارير» الأميركية على صفحاتها الأولى، خبراً بعنوان «كروز والعشيقات السريات الخمس!» سرعان ما تناقلته مواقع التواصل.
وعلقت المجلة الشهيرة على الخبر بالقول: «إنها نهاية تيد المنحرف. المحافظ ورجل العائلة المنافق!».
ولم تذكر المجلة مصدراً للمعلومات وراء الخبر سوى روجر ستون، المساعد الرئاسي السابق للرئيس الأميركي الأسبق ريتشارد نيكسون، وأحد مستشاري ترامب لمرة واحدة، والمقرب منه إلى اليـــوم، وقد قال في تعليق له على الخبر: «أعتقد أنه ليس هناك دخان بلا نار».
وكانت المجلة قد أفادت على صفحاتها بأنها «لا تزال تتحفظ على أسماء النساء»
إلا أنه أمكن التعرف على هوية ثلاث من تلك النساء اللواتي ظهرت صورهن بشكل مشوش على صفحة المجلة، وأولى تلك الحبيبات كاترينا بييرسون، المتحدثة الرسمية باسم ترامب، والتي عرفت بوضع قلادة من الرصاص الحيّ لدى ظهورها في إحدى المقابلات التلفزيونية عبر محطة «سي إن إن»، وقد دافعت عبر تويتر عن ميلانيا بالقول: «إنها امرأة أعمال ناجحة وجميلة».
أما الصورة الثانية فهي لأماندا كاربنتر، المتحدثة السابقة باسم كروز، التي ردت بأن الخبر مجرد أكاذيب يجب أن تخجل من نشره المجلة.
وبقيت هوية صاحبة الصورة الثالثة مجهولة، وقيل إنها مستشارة متزوجة من أحد المرشحين الرئاسيين السابقين، وقد رفضت التعليق.
دافعت هايدي عن نفسها بوجه اتهامات ترامب بنشر فضيحتها، حين أكدت أن «معظم الأمور التي يقولها لا أساس لها من الصحة، وأنها لا تشعر بأي قلق. لدي مهمة وحيدة في هذه الحملة، وهي أن أساعد تيد للفوز بالرئاسة، وهي الوظيفة الأكثر سهولة في العالم، لأن كل ما عليّ فعله هو البوح بحقيقة ما أعلم عني وعن زوجي وعائلتنا».
ويبدو أن غضب ترامب من نشر صورة فاضحة لميلانيا تعود للعام 2000 مردّه جزئياً إلى مدى فعالية الإعلان وتأثيره في الناخبين.