القاهرة - المغرب اليوم
التبادل الحسي بين مشاعر الآباء والأبناء، بات معترفاً به علمياً، ومن اشد المواقف التي يتأثر بها الأبناء من والديهم هو الطلاق؛ حيث أكد العلماء أن الأبناء المراهقين يتعلمون الطلاق ويحسون مظاهره بالبيت، ولتلافي هذه الظاهرة تعلم أبجديات الطلاق:
أعلم أنك المدرس الأول الذي يتعلم منه معنى الرجل والذكورة، وشكل العلاقة وطرق التواصل والاتصال بينهما.
أي معلومات تصل بعد ذلك للابن ما هي إلا معلومات مكملة، فدروس البيت نهائية ثابتة لا تتزحزح.
الابن المراهق يتعلم من متابعته لك مفهوم الزواج وجدواه، شكل الحب الذي يجمع بين الرجل والمرأة تحت مسمى الزواج.
الأبناء الناضجون يتعلمون معنى الطلاق من خلال علاقة والديهم بهم وبالمجتمع من منطلق أنهما زوجان.
من شابه أباه فما ظلم فكل ما انطبع بوجدان الابن ورسخ بذهنه يُعاد تشكيله مع الاحتفاظ بنفس المضمون، والذي يتبدى في سلوك الابن نحو زوجته.
لابن يتوحد مع أبيه ويتبني أفكاره، ويظن الآباء أنهم لا يفهمون؛ في البداية يعي الطفل بوجدانه، وبعد المراهقة يدرك بعقله الكثير.
التهديد المستمر بانهيار البيت يفزعه ويرسخ بداخله: إن أي حياة زوجية قابلة للانهيار.
البيت المهزوز ينزع هذه النغمة فيخلق طفلا مهزوزاً ومراهقاً غير قادر على حفظ الاستقرار والثبات بداخله وببيته مستقبلاً.
إن ترددت كلمة الطلاق مرة واحدة على مسامع الابن فإنها تظل ترن في أذنيه مدى حياته، وتثير الفزع في نفسه، كما أن تكرار سماعها يفقدها رهبتها ويخفف من بغضائها ووقعها، ويجعلها سهلة الوقوع.