الجزائر ـ المغرب اليوم
م يعد من المستغرب أن تزور نساء صالونات الحلاقة الرجالية وتقبل بنات حواء على تسليم رؤوسهن للرجل وهن مطمئنات منسجمات مع أنفسهن، حيث صارت محلات الحلاقة الرجالية تستقطب يوما بعد آخر الكثير من الفتيات..
لماذا صارت بعض الجزائريات اليوم تفضلن الحلاقين على الحلاقات؟ سؤال حملناه لبعض ممارسي المهنة فأجمعوا كلهم أن الإحترافية والنظرة الجمالية للرجال تجاه الجنس الآخر تحسم الخيار في كثير من الأحيان وتدفع نساء إلى تفضيل الحلاقين على الحلاقات.
في هذا الشأن، يؤكد فؤاد، صاحب محل في الدرارية وعضو في فديرالية الحلاقة والتجميل، أنه ورث المهنة عن والده ويشتغل منذ 35 سنة في هذا المجال وله فيها عدة تتويجات، بما فيها 7 تتويجات بأحسن تسريحة في الحلاقة الرجالية، يؤكد أن ما يدفع سيدات لتفضيل الحلاقين الرجال هو الإتقان وحسن التعامل مع ما يناسب المرأة في تحضير الأصباغ والتعامل مع قصات الشعر القصير ووضع الرتوشات الأخيرة على التسريحة النهائية، وهذا ما يدفع السيدة للخروج من المحل وهي مقتنعة بالتسريحة وشكلها.
ويؤكد المتحدث أنه طيلة 35 سنة من ممارسته لهذه المهنة لم يحدث يوما أن حدثث له مشكلة مع أية زبونة لأنه يحترم زبائنه وأذواقهم. من جهته، عبد القادر خرباش، رئيس الفيدرالية الوطنية للحلاقة والتجميل، والذي مارس الحلاقة والتجميل للسيدات، يقول إن ما يدفع بعض النساء على الإقبال على الصالونات الرجالية هو علاقة الثقة والمصداقية التي يبنيها الحلاق مع زبوناته، لأن الرجل يرى المرأة بعيون الرجل وينصحها بما يناسبها سواء في اختيار الألوان أو التسريحات أوالقصات وغيرها. ويؤكد خرباش أن المرأة الجزائرية تحب من ينصحها باختيار ما يناسبها وهي ككل النساء تحب الظهور بمظهر جميل.
ويضيف خرباش أن انتشار سمعة بعض الحلاقين في العاصمة مثلا يعود إلى علاقات الثقة التي بناها الحلاق مع زبوناته، لأن النساء عادة يتناقلن بينهن نتيجة عمل الحلاق أوالحلاقة في محيطهن ومجالسهن.
تناقل الأخبار ربما هو ما يجعل من جهة أخرى نساء يفضلن زيارة الحلاقين الرجال عن النساء، حيث يؤكد معمر من ولاية تيبازة أن الصالون الذي يملكه هو صالون رجالي لكن عادة ما تأتي اليه النساء مع أبنائهن ويقوم هو بتقديم خدماته للزبونة في توقيت ما بعد الظهر، حيث لا يكون الصالون مشغولا من طرف الرجال. ويؤكد هذا الحلاق أن الصالونات النسائية صارت أشبه بالحمامات في تناقل القيل والقال ومجالس النميمة التي عادة ما تلحق المرأة منها مشاكل لا حصر لها، لهذا فاللجوء إلى الصالونات الرجالية فضلا عن كونه يضمن خدمة أفضل وعمل أدق بتكاليف أقل. من جهة أخرى، يقول معمر إن المجتمع اليوم صار يتقبل نوعا ما ذهاب المرأة عند حلاق رجالي، والمرأة اليوم صارت ترتاد الأماكن العامة وذهابها عند حلاق مثل ذهابها عند الطبيب أومكان العمل، حسبه.
وهيبة، حلاقة من البليدة، تؤكد أن إقبال النساء على الصالونات الرجالية مرده الثقافة الوافدة إلى الجزائريات مع بعض الحلاقين الأجانب، خاصة من المشرق وبلاد الشام تحديدا، وصارت اليوم تلك الثقافة تقدم نوعا من الموضة ونماذج الجمال ”المشرقي” الذي تبحث عنه جزائريات متأثرات بالمسلسلات والدراما المصرية والتركية.
وهذا ما يفسره خرباش، وهو حلاق نساء:”السوق الكبيرة التي يسيطر عليها هؤلاء الذين هم في الحقيقة ليسوا أكثر مهنية واحترافية من الحلاقين الجزائريين، لكن الإشهار لكل ما هو أجنبي والتقليد الأعمى هو الذي ساعد هؤلاء على تحقيق الانتشار”.