الرئيسية » تحقيقات

الرباط _ أ ف ب

يعود الجدل حول غشاء البكارة إلى الواجهة في المغرب بعد تصريح، شرفات أفيلال، الوزيرة في حكومة بن كيران المحسوب على حزب العدالة والتنمية الإسلامي. واعتبرت الوزيرة في تصريح لصحيفة مغربية، البكارة "معطى اجتماعيا أصبح متقادما ومتهالكا". أعادت تصريحات شرفات أفيلال، الوزيرة المنتدبة المكلفة بالماء، بخصوص موقفها من بكارة الفتاة، عندما اعتبرتها "معطى اجتماعيا أصبح متقادما ومتهالكا"، موضوع البكارة إلى واجهة الجدل بين من يعتبر هذه "الجلدة" الرقيقة مؤشرا على عفة الفتاة، وبين من يجدها أمرا متجاوزا و"زايْد ناقص". وكانت الوزير أفيلال قد تحدثت أخيرا لصحيفة مغربية بأنه "لا يمكن أن نبني عقوبات انطلاقا من معطى اجتماعي أصبح متقادما ومتهالكا، ألا وهو البكارة"، مشيرة إلى أنه "لا يمكن من خلال معطى اجتماعي أصبح متجاوزا من طرف العالم بأسره أن نبني عقوبات معينة". جريدة هسبريس الإلكترونية حاولت استطلاع مجموعة آراء مختلفة لمغربيات من فئات اجتماعية وأعمار مختلفة، فكانت النتيجة متباينة بين موقف "يمجد" البكارة ويجعل منها دليل عفاف الفتاة، وبين من "يمُج" البكارة ولا يعتبرها سوى جلدة بلا معنى، فيما ذهب موقف ثالث إلى أن البكارة ذات دلالات، لكنها ليست أبدا مرادفة للعفة والشرف. العذراء ليست كالثيب أحلام بندرباس، موظفة في إحدى الوزارات، قالت بهذا الشأن إن البكارة ليست "زايد ناقص" كما يقال، بل هي عضو حساس وحيوي عند الأنثى، ولو كان شيئا بلا أهمية ولا داعي له، لما خلقه الله تعالى ضمن جسد المرأة، حيث كان بإمكانه أن يجعله في جسد الرجل" وفق تعبيرها. السيدة بشرى، أم لثلاثة أطفال، التقطت خيط الحديث من سابقتها لتؤكد أن "البكارة ليست شيئا متجاوزا في المجتمع المغربي، فالفتاة العذراء ليست هي الفتاة الثيب بأي حال من الأحوال"، مضيفة أن "البكارة لها مكانتها في المنظومة الثقافية والاجتماعية للمغاربة مهما حاولوا إخفاء ذلك". وتابعت المتحدثة بأنه في الوقت ذاته لا ينبغي اعتبار البكارة رمزا لشرف الفتاة وعفتها بالمطلق، لأنه يمكن للبنت أن تقوم بأعمال يندى لها الجبين دون أن تفقد بكارتها بالنظر إلى الاحتياطات التي تقوم بها، لكن أيضا لا يمكن تجاهل أهمية محافظة البنت على بكارتها إلى حين زواجها". ومن جهتها قالت لكبيرة حمان، أم في نهاية عقدها الخامس، إن "البكارة ترتبط بالحياء والحشمة في المجتمع المغربي الذي كانت تعيش فيه قبل سنوات عديدة"، قبل أن تستدرك بأنه "بخلاف ذلك صار المجتمع الحالي متفسخا ومتخليا عن قيمه وحيائه، فصار وجود البكارة من عدمها أمرا عاديا لا يمس برجولة الرجل وأنفته". البكارة.. بكارة العقل هذه المواقف التي تحبذ وجود البكارة، وتنظر إليها كمعطى اجتماعي ذي أهمية ولو بدرجات مختلفة، تقابلها آراء مغايرة أخرى تعتبر البكارة شيئا لا يستحق أن يُنظر إليه بكل تلك الأهمية الشديدة لاعتبارات ثقافية وحضارية ومجتمعية بالأساس. أنيسة كردي، صاحبة شركة خاصة بسلا، تقول بأن البكارة بالنسبة لها لا تعدو أن تكون شيئا بلا معنى، فهناك الفتاة التي تولد بدون بكارة، وهناك الفتاة التي تمارس حياتها الجنسية بحرية ولا تفقد بكارتها، وهناك الفتاة التي ليس لها بكارة غير أنها تحصل عليها بطريقة اصطناعية". وأردفت أنيسة بأن "البكارة أمر جسدي وحميمي خاص بالأنثى، وبالتالي لا يمكن لشخص آخر كيفما كان أن يتدخل فيه، ويوجب عليها أن تحافظ عليه مقابل أن تحصل على فرصة زواج"، متابعة بأن "هذا المفهوم الاجتماعي فيه نوع من الابتزاز غير المقبول، والذي يمس بكرامتها". أسماء بنحاجي، طالبة جامعية، تتفق مع أنيسة فيما ذهبت إليه لكن بمسوغات ومبررات أخرى، فهي ترى أن البكارة شيء يخدر به المجتمع نفسه من أجل توهم أن البكارة تساوي العفة والطهارة عند الفتاة، بينما أن المومس يمكنها أن تمارس شتى أنواع الجنس دون أن تُمس بكارتها إلى حين موعد مرتقب للزواج، فأين العفة هنا.." تتساءل أسماء. وشددت المتحدثة ذاتها على أن "البكارة هي بكارة العقل أساسا، كما أن الحجاب هو حجاب العقل والروح، وليس بكارة أو حجاب الجسد"، مبرزة أن من يلجأ إلى التهويل من أهمية الحجاب إنما يعاني من تخلف حضاري وقصور معرفي ونفسي"، قبل أن تؤكد أن اعتبار البكارة "زايد ناقص" صحيح إلى حد بعيد". قيم "فردانية" الباحثة الاجتماعية، ابتسام العوفير، قالت في تصريحات لهسبريس تعليقا على هذا الموضوع، إن البكارة تعد معطى اجتماعيا وثقافيا وذهنيا قائم الذات، وحاضرا في العديد من شرائح المجتمع المغربي، سواء قبلنا ذلك أو رفضناه"، مشيرة إلى أن "ما تغير هو نوعية النظرة على البكارة". وشرحت الباحثة بأن "مجتمع الستينيات والسبعينات وحتى الثمانيات من القرن الماضي ليس هو مجتمع التسعينيات والألفية الثالثة خاصة، ذلك أن القيم المتداولة داخل هذا المجتمع انتقلت من التكافل إلى الفردانية ومن التآزر إلى النقدانية، كما أن الأسر الممتدة تحولت إلى أسر نووية". وتبعا لهذه التغيرات القيمية، تضيف العوفير، فإن النظرة والمواقف من البكارة تغيرت أيضا من المجتمع التقليدي إلى المجتمع الحالي الذي يرنو إلى الحداثة بالرغم من أن طبقته العريضة لا تزال تتعامل بنظرة تقليدية للعديد من الأمور والمعطيات خاصة في جانبها الثقافي والاجتماعي. وأكملت الباحثة بأن "البكارة لم تعد بتلك القيمة المتضخمة لدى المجتمع القبلي الماضي، والتي بدونها لم يكن يمر حفل زفاف بسلام بين عائلتي العريسين، حيث إنه بدون بكارة أصبحت الفتاة قادرة على أن تقنع الشاب بإمكانية الارتباط، حتى دون أن تعترض أسرة الرجل لاعتبارات اجتماعية وثقافية ذات اعتبار".

View on libyatoday.net

أخبار ذات صلة

زوجان يقضيان أسبوعين فى الأدغال بدون طعام والصُدفة أنقذتهم
عروسان يقضيان شهر عسل طويل فى جزر المالديف بالإكراه
هولندية تقاضى أمها لنشر صور أحفادها دون إذنها والمحكمة…
موجة غضب في إيران بعد مقتل فتاة مراهقة على…
طبيب وطبيبة يحتفلان بخطبتهما في غرفة العناية المركّزة في…

اخر الاخبار

تسجيل 487 إصابة جديدة بفيروس كورونا المستجد في ليبيا
نقل محولين إلى محطتي الخضراء الجديدة والمصابحة في ترهونة
إطلاق خط بحري جديد بين الموانئ الإيطالية والليبية
مفوضية اللاجئين تتصدق بمواد غذائية على 2500 أسرة ليبية

فن وموسيقى

روجينا تكّشف أنها تحب تقديم شخصيات المرأة القوية فقط
رغدة تكشف كواليس مشاركتها في مسرحية "بودي جارد" مع…
ريهام عبد الغفور تكشف أنّ قِلة ظهورها في الدراما…
هيفاء وهبي تُعرب عن استيائها الشديد من الأحداث المؤسفة…

أخبار النجوم

نور تؤكّد أن "درب الهوى"سيكون تجربة درامية شديدة الاختلاف
أحمد جمال يعرب عن تفاؤله بالعام الجديد 2021
أروى جودة تؤكّد أن أصداء مشهد "ده هاني" في…
مايا نصري تكشف سبب ابتعادها عن الساحة الغنائية لعدة…

رياضة

قرعة الدوري الليبي تسفر عن قمة بين الأهلي بنغازي…
فريق الأخضر يضم إلى صفوفه االمدافع وجدي سعيد
قبل مواجهة الاتحاد الليبى كورونا تضرب بيراميدز
نادي المدينة يتعاقد مع "سالم عبلو " استعداد ًا…

صحة وتغذية

تمارين تساعدك في بناء العضلات وخسارة الوزن تعرف عليها
طبيب يحذر من خطأ "كارثي" يبطل فعالية لقاحات كورونا
الولايات المتحدة الأميركية تستقطب ربع إصابات كورونا في العالم
10 حالات غريبة يكشف عنها الطب خلال 2020

الأخبار الأكثر قراءة