طرابلس ـ وال
بمناسبة حلول اليوم العالمي للقضاء على العنف ضد المرأة، جاء تقرير الأمم المتحدة هذا العام عن أشكال العنف ضد المرأة مؤلمًا، إذ كشف الحجم الذي وصلت إليه الانتهاكات التي تتعرض لها المرأة في العالم .. حيث أوضح التقرير أن هذا العنف قائم على نوع الجنس، وموجه إلى المرأة لأنها امرأة، ويشمل الأعمال التي تلحق بها ضررًا جسديًا أو عقليًا أو جنسيًا أو التهديد بهذه الأعمال والإكراه وسائر أشكال الحرمان من الحرية. كما رأى التقرير أن العنف لا يقتصر على ثقافة معينة أو إقليم معين، بل هو موجود في كل مكان تقريبًا. وجاء في تقرير لصندوق الأمم المتحدة للسكان نشر الاسبوع الماضي أن نحو 37 في المائة من النساء في المنطقة العربية يتعرضن للعنف. وحسب التقرير ، الذي قدمت خلاصاته خلال افتتاح منتدى إقليمي لإطلاق استراتيجية لمناهضة العنف المبني على النوع الاجتماعي في المنطقة العربية للفترة 2014- 2017 ، فقد اوضح التقرير إن المنطقة العربية تصنف في المرتبة الثانية عالميا بين المناطق الأكثر انتشارا للعنف ضد المرأة بعد جنوب شرق آسيا (37.7 %). وقالت مستشارة صندوق الأمم المتحدة للسكان للنوع الاجتماعي وحقوق الإنسان " انشراح أحمد " ان من بين أشكال العنف المبني على النوع الاجتماعي المنتشرة في المنطقة العربية هناك العنف الأسري وزواج الأطفال وختان الإناث والإتجار بالإناث والاغتصاب والاسترقاق الجنسي، وما يطلق عليه "جرائم الشرف". وأضافت أن واحدة من بين كل سبع فتيات في المنطقة العربية، يتم تزويجها دون سن الثامنة عشر حيث تعتقد الأسر التي تزوج بناتها في مثل هذا السن المبكر، أن هذا يحقق أفضل مصلحة لها، غير واعية أنها تنتهك بذلك حقوق بناتها الإنسانية. وأضافت المسؤولة الاممية أن الاستراتيجية الإقليمية لمناهضة العنف المبني على النوع الاجتماعي في المنطقة العربية للفترة 2014- 2017 تتوخى تمكين النساء والفتيات في المنطقة العربية، بما في ذلك في الأوساط الهشة، من الاستمتاع بحقوقهن في الصحة الجنسية والإنجابية والتمتع ببيئة خالية من العنف المبني على العنف الاجتماعي. واوضحت ان هذه الخطة تقوم على أربع ركائز تتمثل في تعزيز القيم والسلوكيات المجتمعية الإيجابية، وتقوية القدرة الوطنية لتوفير خدمات شاملة، وتوطيد القدرة الوطنية على محاربة هذا النوع من العنف، وبناء الإرادة السياسية والإطار القانوني لمناهضته. وتتضمن الاستراتيجية خمسة مجالات رئيسية للممارسات الفعالة في ما يخص مشاريع محاربة هذا النوع من العنف وتتمثل في تعبئة المجتمعات المحلية وإشراك الرجال والشباب، واستراتيجيات الاتصال واستخدام التكنولوجيا ، والتركيز على العمر كعامل خطورة ومحدد للتغير الاجتماعي وبناء المؤسسات. ولمواجهة العنف المبني على أساس النوع الاجتماعي، يلتزم صندوق الأمم المتحدة للسكان من خلال هذه الاستراتيجية ، بالعمل على سد الفجوة في المعلومات والإحصائيات، وتعزيز القدرات وتعزيز أفضل الممارسات والتركيز على المراهقين . يذكر ان ملتقى الرباط يبحث على مدى يومين قضايا عدة من ابرزها دور الإعلام في محاربة العنف المبني على النوع الاجتماعي في المنطقة العربية وتعزيز الشراكة لتفعيل هذه الاستراتيجية ، بالإضافة إلى عرض مختلف التجارب وتقاسم الممارسات الجيدة لمحاربة هذه الظاهرة على صعيد المنطقة. وبينت العديد من الدراسات الميدانية التي أجرتها منظمات إنسانية إن امرأة واحدة على الأقل من كل ثلاث تتعرض للضرب أو الإكراه أو الإهانة في كل يوم من أيام حياتها. وأفادت منظمة الصحة العالمية بأن نحو 70 بالمئة من ضحايا جرائم القتل هم من الإناث، كما تمثل النساء والأطفال قرابة 80 بالمئة من القتلى والجرحى جراء استخدام الأدوات الجارحة والأسلحة. وفي رسالة وجهتها المديرة التنفيذية لهيئة الأمم المتحدة للمرأة /فومزيلي ملامبو نغوكا/ بمناسبة اليوم العالمي للقضاء على العنف ضد المرأة، طالبت فيها المجتمع الدولي ليكون جزءًا من الحلول المبتكرة. وقالت في رسالتها: "تنطلق اليوم فعاليات 16 يومًا لمناهضة العنف القائم على النوع الإجتماعي، حيث يحشد الأفراد والجماعات للدعوة للقضاء على العنف ضد النساء والفتيات، وشعار هذا العام الرسمي هو عالم برتقالي في 16 يومًا". وتنظم الهيئات والمؤسسات الرسمية والأهلية في مصر عدة أنشطة لتحقيق هدف واحد هو القضاء على العنف ضد المرأة بكافة أشكاله المعروفة أو المستحدثة، مثل التحرش الجماعي الذي استشرى في الآونة الأخيرة. ومن بين هذه الأنشطة قيام مبادرة " حملة تحت عنوان "العنف ضد المرأة أوقفوه الآن"، التي تسعى إلى إطلاق فعاليات في عدد من المحافظات والمدن المصرية تستمر الى اليوم 10 من شهر ديسمبر) المقبل لتأمين تفاعل المجتمع مع مناهضة العنف ضد النساء والفتيات في كامل انحاء مصر. وفي لبنان، تنظم جامعة ( البلمند ومركز الامم المتحدة للاعلام ) في بيروت حوارًا بين طلاب الجامعة بمناسبة اليوم العالمي للقضاء على العنف ضد المرأة، لالقاء الضوء على هذا الموضوع الحيوي من منظور ذكوري، مع التركيز على العنف ضد المرأة في الشرق الاوسط، خصوصًا في لبنان. وفي اليمن، يطلق اتحاد نساء اليمن اليوم الاثنين حملة توعوية للقضاء على العنف ضد المرأة، تشمل جميع المحافظات وتستمر 16 يومًا. وقال الاتحاد إن تنظيم هذه الحملة، التي ستحمل شعاراً اعتمدته الجمعية العامة للأمم المتحدة هذا العام، وهو "من السلام في البيت إلى السلام في العالم"، يأتي مناهضة للعنف المبني على أساس النوع الاجتماعي. وتتضمن الفعاليات مسابقة لأفضل عمل إعلامي سينشر حول قضيتي الزواج المبكر وختان الإناث عبر الوسائل الإعلامية المختلفة، بالإضافة إلى فعاليات مختلفة أخرى. وشدد سعوديون وعرب على تويتر متفاعلين مع اليوم العالمي للقضاء على العنف ضد المرأة، مؤكدين على ضرورة نشر ثقافة إحترام المرأة، والمساعدة على منع أي إساءة جسدية أو نفسية قد تتعرض لها . وقالت الدكتورة أمل سليمان العودة قائلة: "تُرى ماذا سيقول رسولنا الكريم لو رأى حال المرأة الآن بين المحاكم وغياب المروءة؟". اضافت: "أقوى عنف ضد المرأة هو منعها من إظهار طاقاتها الإبداعية بحجة الخوف عليها من المجتمع!". وقال مخلف بن دهام الشمري إن المرأة المعنفة لا تنجب إلا مجرمين أو عبيداً في الغالب. ورأت الاعلامية سمر المقرن أن التمييز القانوني ضد المرأة أكثر أنواع العنف إيلامًا. وكتبت الإعلامية دلع المفتي: "العنف اللفظي أقوى وأقسى من العنف الجسدي، فلا تسكتي لا على هذا ولا ذاك".