واشنطن - المغرب اليوم
خلصت دراسة أجراها علماء في مجال النفس حول كيل المديح للأطفال إلى أهمية التفات أولياء الأمور إلى اختلاف جوهري بين تقبل كلمات الإطراء التي يوجهونها إلى أطفالهم، وتباين ردود الفعل إزاءها انطلاقا مما إذا كان الطفل ولدا أم بنتا. يؤكد المختصون أنه لا يجوز في أي حال من الأحوال كيل المديح إلى البنت الصغيرة مهما كان سلوكها حسنا، وبغض النظر عن كل شيء جيد تقوم به، إذ أن من شأن ذلك أن ينمي لديها شعورا بأنها تحظى بالحب والتقدير مقابل شيء معين فقط. لذلك ينصح علماء النفس بعدم الاكتراث بأمور معينة تقوم بها البنت الصغيرة، بغض النظر عما إذا كانت تفعل ذلك على أحسن أو أسوأ وجه على حد سواء، مما سيجعلها تشعر بأنها محبوبة لذاتها فحسب، وأنها غير مضطرة لأداء واجبات ما للحصول على الحب، وذلك كي تتمتع لاحقا بالاستقرار والتوازن النفسيين. الأمر مختلف، بل هو على النقيض تماما بالنسبة للأولاد. كثيرا ما يسمع الأولاد من أمهاتهم كلمات المديح لذاتهم، أي لمجرد أنه موجود في هذه الحياة، وهو ما يؤدي عاجلا أم آجلا إلى تراجع الطموح لديه، إذ يتكون لديه انطباع بأنه مهم ومحبوب بغض النظر عن تصرفاته أيا كانت طبيعتها. بناء على ذلك ينصح المختصون أولياء الأمور الذين يكيلون المديح إلى أبنائهم الذكور بالقيام بذلك من خلال التركيز على كل ما هو إيجابي يقومون به، بهدف زرع بذور الرغبة في نفوسهم لتحسين سلوكهم أكثر، مما سيجعلهم إيجابيين بطبيعتهم. لذلك يشدد علماء النفس على استخدام كلمات مثل "أحسنت صنعا" و "ما قمت به كان رائعا" وما إلى ذلك من مفردات توحي بأهمية ما يقوم به الطفل (الولد)، مع الإشارة إلى أنه يتعامل مع كلمات الإطراء على أنها محفز يجعله يبذل المزيد من الجهد لتحقيق إنجازات أكبر ويفوز بالإعجاب. وهنا يورد المختصون مثالا حول مجسم ما نجح الطفل بتجميعه من قطع الـ "ليغو"، إذ يوضح هؤلاء أن قيمة المديح الحقيقية بالنسبة للطفل لا تكمن في مفردات على غرار "شاطر" أو "برافو"، بل بعرض ما أنجزه على الضيوف، مصحوبا بكلمات مثل "هل تعرفون من عمل هذه القطعة الرائعة ؟"، أو "انظروا كم هو ابني موهوب"