المغرب اليوم
في ايطار التحولات التي يعرفها المغرب في مجموعة من المجالات ،فان قضية المرأة كذلك عرفت طفرة مهمة من خلال مشاركتها في العديد من الميادين والتي كانت في وقت قريب حكرا على الرجال ، سواء أكانت سياسية ،أو اقتصادية، أو اجتماعية ... ونظرا للمجهودات التي تبدلها العديد من الفاعلات النسائيات الجمعويات في الظل دون أن تصل لها عدسة الصحفيين أو يطلع الرأي العام على هؤلاء النسوة المكافحات ، سواء في الجبال أو القرى النائية أو الحواضر ، وجريدتنا اليوم استطاعت أن تتفرد بلقاء حصري مع المرأة المثالية للإصرار والتفاني من اجل إبراز الذات وسط عالم له عقلية ذكورية وفي ميدان صعب هو القنص ،والذي ترأس جمعية خاصة به تحت اسم جمعية فهد البيضاوي للقنص ،وهي بذلك تكون أول امرأة في المغرب ترأس جمعية خاصة بالقنص نهي سيدة ذات أخلاق راقية وعفوية لا تحب التصنع تتكلم بتلقائية وطيبة كي تسرد حكاياتها مع القنص ومع عوالم الطرائد والسفر بين الجبال والفيافي ،هي إنسانة تحمل في قلبها كل معاني النبل ، وفي لقائنا معها أكدت بأنها أحبت عالمها الذي دخلت إليه عن طريق الصدفة بدعوة ومساندة من صديق ،وهي الآن تعتز بانتمائها إلى جمعية فيها مجموعة من الأصدقاء الذين يحملون مشعل النبل والأخوة على حد قولها واعتبرت بان ميدان القنص رياضة بدنية عظيمة لأن الصياد لا يبقى في مكان واحد فهو كثير التنقل تارة صعود وتارة نزول بحثاً عن الطرائد غير مبال بكل المسالك والتضاريس الوعرة لذالك تجد الصياد ذا بنية جسدية قوية يستطيع تحمل المشاق أكثر من غيره ممن لا يمارس الصيد . و في كلامها عن المرأة المغربية اعتبرت بأنها خطت خطوات مهمة نحو تحقيق الكثير من المكتسبات، لكن يجب الحذر من الغرور واعتبرت بان المعادلة الحسابية تحتاج إلى توازن فكما أن للمرأة حقوق فللرجل حقوق كذلك وأكدت بان مطالبة النساء بحقوقهن يجب أن لا يكون على حساب حقوق الرجال وفي نفس السياق وفي حديثنا معها على بعض المسابقات التي حضرت لها قالت بان العدد كثير جدا وان الحديث عن كل مسابقة أو مهرجان قنص يحتاج الكثير من السرد وقالت بأنها قد كرمت في العديد من هذه المهرجانات واعتبرت بان هذا التكريم هو لكل النساء المغربيات وهي تفتخر بانتمائها إلى هذا العالم الخاص الذي لا يمكن لأي كان أن يفهم لذة أن تماس القنص دون أن يلج إلى هذا الفضاء الذي اعتبرته مدرسة كبير فيها يتعلم الإنسان قيما أخلاقية جميلة مثل الصبر التريث الإيثار التضامن... قيم تخلق بداخل الإنسان لذة لا تضاهيها لذة واعتبرت بان هذا المتنفس المشروع للنفس الإنسانية عبر رياضة نبيلة اسمها القنص يجعل من الإنسان يفر بلا رجعة من ضغوط الحياة ويحارب الروتين والرثابة ويقتل كل الهواجس التي تحط من عزة وغنى النفس وأكدت بان هذا اللقاء يعتبر هو الأول من نوعه لأنها على حد قولها لا تحب الظهور إعلاميا لان دخولها للميدان جاء في ايطار حب وكذلك بتظافر جهود بعض الأصدقاء الذين الحوا على السفر في عوالم القنص وغرائبه الجميلة.