الرياض - وكالات
أطلق نشطاء على موقع التواصل الاجتماعي "تويتر" في السعودية "هشتاغ" بعنوان "اعتقال عبدالله الداوود" و"اعتقال محمد النشار"، وذلك ردا على دعمهما لحملة إلكترونية تدعو إلى التحرش بالنساء العاملات في المراكز التجارية. ويعكس هذا الجدل الدائر على صفحات التواصل الاجتماعي الانقسام الحاد الذي يشهده الشارع السعودي إزاء محاولات السلطات في المملكة تشجيع المرأة على العمل في إطار خطتها لتطبيق إصلاحات شاملة تعالج مشكلة البطالة بين السعوديين. وغرد عبد الله محمد الداوود، الذي يعرف عن نفسه بأنه كاتب سعودي، على حسابه على تويتر قائلا "تفاعل مثمر في هشتاق #كاشيرة #تحرشوا_بالكاشيرات"، مشيرا إلى أن ما وصفها برسالة ماجستير "تعتبر موظفة الاستقبال والكاشيرة من الاتجار بالبشر". إلا أن الرد على الداوود جاء سريعا عبر الوسيلة نفسها، حيث أبدى عدد كبير من المغردين من الجنسين اعتراضهم الشديد على تلك الدعوة، كما أعرب المغردون الرجال عن تضامنهم مع المرأة العاملة لاسيما تلك التي طالتها "إساءات الداوود". وفي هذا السياق، قال الناشط خالد البندر "أتمنى من أخواتي الكاشيرات اللاتي آذاهن الداوود أن يتضرعن لله بالدعاء عليه بجوف الليل. فدعوة المظلوم مستجابة"، معتبرا أن الأخير "تمادى كثيرا، حتما سينال عقابه.. وأكاد أجزم أنه بات وشيكا". ولم يتوقف النشطاء عند هذا الحد في "حربهم" ضد تلك الدعوات، بل طالبوا السلطات الأمنية باعتقال كل من الداوود والنشار لأنهما يعيثان في اﻷرض الفساد" على حد قول إحدى المغردات، إلا أن تلك الدعوة لاقت بدورها اعتراضا من نشطاء دافعوا بشدة عن الرجلين. يشار إلى أن السلطات السعودية أصدرت قرارات عدة لمحاربة البطالة المتفشية في أوساط النساء، خاصة أن تقريرا رسميا كشف أن نسبة البطالة بين النساء تفوق الـ30 %، مع وجود مليون امرأة تبحث عن عمل، من بينهن 373 ألفا من حاملات الشهادات الجامعية. بيد أن هذه القرارات والسياسة الإصلاحية التي ينتهجها العاهل السعودي، الملك عبدالله بن عبد العزيز، تصطدم بمعارضة بعض المتشددين من رجال الدين الذين يعتبرون أن عمل المرأة يفتح الباب واسعا أمام الاختلاط مع الرجال، الأمر الذي يرفضونه بشدة.