القاهرة ـ وكالات
مرحلة المراهقة أحد أهم مراحل النمو التي تتحدد و تتشكل فيها معالم وخصائص الشخصية الأساسية و تقع تلك المرحلة ما بين مرحلة الطفولة ومرحلة الشباب. لذا تعتبر الجسر الذي يتم من خلاله تحول الطفل ذكر أو أنثي إلي النضج و الرشاد.هذا مابدأ به أ.د.جمال شفيق أحمد أستاذ الإرشاد و العلاج النفسي و رئيس قسم الدراسات النفسية للأطفال بمعهد الدراسات العليا للطفولة جامعة عين شمس حديثه حول تعريف معني المراهقة, و يستكمل قائلا: تبدأ هذه المرحلة بمظاهر البلوغلكلا الجنسين وتكون لدي الإناث بزيادة معدل النمو الجسمي بصورة سريعة. ولكي نقترب أكثر من مرحلة المراهقة و نتفهم طبيعتها وخصائصها واجتياحاتها وكيفية إشباع تلك الاحتياجات فإنه يمكن تقسيمها إلي ثلاث مراحل متتالية, هي مرحلة المراهقة المبكرة: وتقع بين12 و15 سنة, والمراهقة المتوسطة: و تقع بين15 و18 سنة, وأخيرا: المراهقة المتأخرة: ما بين18 و20 سنة وهي تواكب المرحلة الجامعية تقريبا, وأهم ما يحتاج إليه المراهق من كلا الجنسين في كل تلك المراحل هو الأمن النفسي, ولا يتأتي هذا إلا بإحساسه بحب الآخرين واهتمامهم به وندرة الشعور بالقلق والخطر. ويوضح د.جمال أن الأسرة هي الصورة الأولي للحياة وهي أصغر خلية إجتماعية يرتبط بها الطفل منذ طفولته, وهي ضرورية و أساسية لبقائه ونموه و نضجه وتطوره, ولذا فهي تلعب دورا كبيرا ومهما في التأثير علي تكيف الأبناء إجتماعيا وشعورهم بالأمن النفسي والطمأنينةمن خلال حياة أسرية مستقرة خالية من الصراعات والتوترات والمشاكل, قائمة علي المعاملة الحسنة و التربية المعتدلة والأساليب التربوية البناءة التي يتبعها الآباء في تنشئة أبنائهم. أيضا فإن للمدرسة دوربالغ الأهمية, فهو مشارك ومكمل للأسرة في تنشئة ورعاية ونمو الأطفال والمراهقين, ويجب أن يكون دور تربوي قبل أن يكون تعليمي, ومن الضروري تحقيق الأمن النفسي للمراهقات بالتعاون بينهما من خلال تنمية ورعاية عدة جوانب في الشخصية و منها: ـالجانب الجسمي: فيجب الاهتمام بتناول المراهقات الوجبات الثلاثة الرئيسية في المواعيد المعتادة لها, ولابد أن تحتوي علي الألبان ومنتجاتها والفواكة والخضروات الطازجة والبيض واللحوم والأسماك و العصائر الطبيعية, والبعد عن الأغذية المحفوظة و( التيك أواي) و المياة الغازية, والحصول علي قسط وافر من النوم لا يقل عن8 ساعات في الليلة, وممارسة أبسط أنواع الرياضة علي الأقل( وهي المشي) بصورة منتظمة. ـالجانب العقلي: إن المقررات المدرسية تعد في حد ذاتها مغذية ومنشطة لتنمية القدرات العقلية للمراهقات, إلا أنه يمكن الإسهام بقدر أكبر في زيادة تلك القدرات من خلال مساعدتهن في إشباع وممارسة هواياتهن بالاشتراك في الأنشطة المدرسية المختلفة بما يتناسب مع ميولهن وليس ما يفضله الأهل. ـالجانب الإنفعالي: قد يزداد لدي بعض المراهقات درجة القلق والتوتر والعصبية ولكنها أمور عادية ترتبط بكثرة التغيرات المختلفة التي تواجههن في تلك المرحلة, ولذا يجب توفير الجو والمناخ الهادئ سواء في الأسرة أو المدرسة, كما يجب علي المراهقات أن يتحلين بالصبر والهدوء والاتزان وعدم المبالغة في الانفعالات وتقبل النقد ونصائح الأهل والمدرسين وسماع الرأي الآخر و إبداء الرأي بأدب, وفي النهاية تقبل الرأي الصحيح ومحاولة الاحتكام للعقل قدر الإمكان والبعد عن الحكم علي الأشياء بالعواطف بطريقة مبالغ فيها. ـالجانب الإجتماعي: تتضمن مرحلة المراهقة في جوهرها زيادة النضج الاجتماعي, ولذا من المفيد والمهم أن تنمي المراهقة شخصيتها وتحقق ذاتها وصحتها النفسية من خلال الصداقات المختلفة داخل المدرسة, وتوسيع دائرة التفاعل الإجتماعي بالإشتراك في الأنشطة المدرسية التي تضم أعدادا كبيرة من الطالبات من مختلف الفرق الدراسية والفصول.