الرباط - المغرب اليوم
روت فتاة مغربية تفاصيل معاناة 16عامًا من الدعارة، وكيف انتهت محطات معاناتها مع المرض لتصاب الجميلة التي تبلغ 36 عامًا، بمرض "السيدا".
وكشفت حياة (اسم مستعار) في حديث إلى "شوف تيفي" بعدما سدت كل المنافذ في وجهها وخيم الفقر والمهانة مسعاها، بخاصة وأنها لم تعد كما كانت تلك الشابة الفاتنة التي يسيل لعاب الرجال لدلالها، تقاصيل قصتها وقالت "سببي في هذا العذاب هو والدي الذي أرغمني على ممارسة فعل الدعارة..قاليا جيبي ليا الفلوس إلا بغيتي تعيشي في داري".
وتحكي حياة بمرارة وهي تستجدي ودموع الندم تعتصر القلب كيف قضت 16 عامًا من الدعارة تتلقفها الأيادي في المساءات والليالي وهي تمنح ما تحصل عليه لأسرتها؛ لكن المفاجئة غير السارة أن دوائر الزمن لا تتوقف، لتصاب الجميلة بمرض السيدا وينفض الجمع بما حمل من حولها تردد "بعدما اشتغلت في إحدى المقاهي تعرفت على شخص تفهم ظروفي وحاول مساعدتي وتزوج بي ولكن أسرته قامت بالمستحيل من أجل الطلاق.. بعدها خرجت مكرهة مرة ثانية للشارع.. هائمة.. بائسة..بأوجاع قلب حزين..أبيت فيه بلا معيل ومرضي يزداد يوما بعد يوم ".
وأضافت "أنا لست مجذومة ليتهرب الناس من حولي.. حتى صديقاتي يتهربن.. هذا مرض الله.. من يريد أن يقدم لي يد المساعدة" تتساءل.
وتقول "في الأعياد أرى الناس فرحون وسعداء وأنا أجر الخطوات هنا وهناك بين الشوارع والدروب وعيون ترمقني.. والدي من فعل بي كل هذا الأمر بسبب طمعه وبسبب أن أتأتيه بالمال.. أسرتي تنكرت لي.. تخاطبني عائلتي أنت إنسانة مريضة ابتعدي عنا قليلا".
وتضيف بلغة الآسى والندم يسحق النفس والفؤاد "حينما كنت آتي بالمال لأسرتي كنت السيدة المحترمة والآن بعد المرض وتراجع صحتي أصبحت منبوذة.. مجذومة.. والكل يشيح بوجهه عني..أنا لم أفعل أي شيء.. ظروفي من قادتني لهذه الأفعال".
واختتمت كلماتها المؤثرة "عاونني راني عييت.. عاونني راني تقهرت.. الله يرحم الوالدين إلا ما عاونني.. لم أعد أستطيع التحمل ...". هو العياء الذي يدب في الجسد المنهك.. هو القهر الذي يرسم منعرجاته في النفس والبدن.. وهي عدم القدرة على التحمل بعدما فاض القلب بالأحزان والمآسي.. فقط ما تبقى من حالها و لسانها سوى كلمات تطلب رحمة من الله لمن لان قلبه لحالها ورق قلبه لظروفها وحاول أن يقدم لها بعض المساعدة".